استفحال أزمة "فولكسفاغن" بعد كشف غش جديد بشأن ثاني أكسيد الكربون
برلين - أ ف ب
بعد عملية الغش الواسعة النطاق في محركاتها التي تعمل بالديزل اقرت فولكسفاغن باكاذيب جديدة ما اغرق المجموعة الالمانية العملاقة لصناعة السيارات اكثر فاكثر في الازمة وانعكس نكسة جديدة في البورصة.
فقد أعلنت فولكسفاغن الضخمة التي تعتبر فخر الصناعة الالمانية مساء أمس (الثلثاء انها اكتشفت "مخالفات" في انبعاثات ثاني اكسيد الكربون في 800 الف سيارة في العالم، مضيفة بذلك فصلا جديدا الى الفضيحة المدوية التي تم الكشف عنها في منتصف سبتمبر/ أيلول.
وفي الواقع فان انبعاثات ثاني اكسيد الكربون -المسببة لظاهرة الاحتباس الحراري- من سيارات من ماركات فولكسفاغن وسكودا واودي وسيات ومع محركات تعمل بالديزل والبنزين، اكثر ارتفاعا مما تعد به فولكسفاغن زبائنها.
واعطت صحيفة "فرنكفورتر الغمايني تسايتونغ" اليوم الأربعاء (4 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) استنادا الى وثائق داخلية للاجهزة التي كشفت هذه "المخالفات"، مثالا على ذلك الغولف بلو موشن لفولكسفاغن التي تصدر في الحقيقة اكثر من مئة غرام من ثاني اكسيد الكربون بالكيلومتر الواحد، بدلا من 90 غراما في الكيلومتر كما تتعهد الشركة المصنعة وكما هو معلن في المواصفات التقنية لهذا النموذج.
وانعكس ذلك على الفور في البورصة فتراجع سهمها بنسبة 7,48 في المئة ليصل الى 102,70 يورو عند الساعة 8,55 ت غ متراجعا بنسبة تقارب الـ 40 في المئة في خلال ستة اسابيع.
تحقيق داخلي
السقف التي تفرضه المعايير الاوروبية هو 130 غراما في الكيلومتر الواحد على ان ينخفض تدريجيا ليصل الى 95 غراما للكيلومتر في افق العام 2020. والمعايير الاوروبية كانت موضع مفاوضات مكثفة لا سيما وان المانيا ترفض معاقبة الشركات المصنعة للسيارات الكبيرة ووضع قيود ملزمة للغاية.
والكذب الجديد الذي اعترفت به فولكسفاغن - خلافا للغش الذي كشف قبل ستة اسابيع - لا يتعلق ببرامج معلوماتية مغشوشة او تلاعب اخر.
اكتشف هذا الكذب خلال التحقيق الداخلي الجاري لدى المجموعة حيث وعد رئيسها الجديد ماتياس مولر باعادة النظر في كل شيء لتسليط الضوء على المخالفات.
وفي منتصف سبتمبر اعترفت فولكسفاغن التي كشفت امرها السلطات الاميركية بانها جهزت المحرك الذي يعمل بالديزل في11 مليون سيارة في العالم ببرامج معلوماتية قادرة على اعطاء نتائج مغلوطة عنذ اختبار التلوث. وفي الواقع تصدر السيارات المعنية كميات من اكسيد الازوت وهو غاز ملوث اكثر بكثير من المفترض.
ويفترض سحب جميع هذه السيارات من الاسواق لاصلاح العيب لتعود متطابقة مع المعايير، ما سيكلف فولكسفاغن مليارات الدولارات. فضلا عن ذلك ينبغي على المجموعة ان تتوقع عقوبات كما ستواجه جملة من الدعاوى من قبل زبائن مخدوعين او مساهمين تكبدوا خسائر مع تدهور الاسهم في البورصة في اعقاب الكشف عن العيوب، ما تسبب بتبخر مليارات اليورو من الرساميل في البورصة.
من كذب مرة...
وتقدر فولكسفاغن التي سجلت خسائر في الربع الثالث جراء الفضيحة، المخاطر الاقتصادية بملياري يورو جراء هذه القضية الجديدة متوقعة ان يطالب بعض الزبائن باعادة اموالهم بسبب غش في البضاعة.
والكشف عن انبعاثات ثاني اكسيد الكربون، الغاز الذي يركز عليه الاوروبيون، حصل بعد يوم فقط من توجيه السلطات الاميركية اتهامات جديدة بشأن محركات الديزل. فبحسب الوكالة الاميركية لحماية البيئة فان فولكسفاغن غشت ايضا بشأن انبعاثات اكسيد النتروجين بمحركات سعتها ثلاثة ليترات وليس فقط بالمحركات الاصغر حجما كما كان معروفا حتى الان.
ونفت فولكسفاغن وضع برامج معلوماتية مغشوشة لكن فرنكفورتر الغمايني تسايتونغ علقت على ذلك في مقالة افتتاحية بقولها "من كذب مرة لا نصدقه بالمرة".
وهذه المآخذ تسلط الضوء على مولر الذي تراس المجموعة في خضم الازمة وهو الرئيس السابق لبورشي الماركة التي باتت تحت مجهر الوكالة الاميركية لحماية البيئة.
وعلق ستيفان فيل رئيس حكومة ولاية ساكس السفلى المساهم في فولكسفاغن الاربعاء في تصريح لهاندلسبلات بقوله "كل ذلك يؤلم، انه امر قبيح"، مضيفا "يتوجب الان وضع كل شيء على الطاولة".