محمد بن عبدالله يؤكد أهمية وجود أدوات وطرق حديثة وعلمية لقياس الإنتاجية
المنامة - بنا
أكد رئيس المجلس الأعلى للصحة الفريق طبيب الشيخ محمد بن عبدالله بن خالد آل خليفة أن انطلاق المؤتمر الخليجي لتحسين الإنتاجية في البحرين في نسخته الخامسة يأتي كحدث مهم في وقت برزت فيه العديد من التحديات العالمية والإقليمية التي تؤثر سلباً أو إيجاباً على إنتاجية الموظفين بصفة عامة سواء في القطاع العام أو الخاص وعليه لابد من وجود أدوات وطرق حديثة وعلمية في القطاع العام أو الخاص لقياس الإنتاجية بغض النظر عن موقعنا على وجه الكرة الأرضية.
وأوضح رئيس المجلس الأعلى للصحة أن هذه الأدوات ساعدت الكثير من المؤسسات العملاقة عالمياً مثل General Electric, Apple, Microsoft وغيرها من المؤسسات العالمية على تطور برامج الإنتاجية الأمر الذي ينعكس إيجاباً على جودة الإنتاج والأداء البشري بصفة عامة.
وبين الشيخ عبدالله خلال رعايته للمؤتمر الخليجي الخامس لتحسين الإنتاجية وأدوات قياسها الذي نظمته مجموعة "أورجن" صباح اليوم الثلثاء (3 نوفمبر/ تشرين الثاني 2015) في فندق الخليج بقاعة أوال، بحضور 150 مشاركا من ممثلي القطاع الحكومي والقطاع الخاص، أن منطقتنا تشهد في الوقت الراهن نمواً مضطرداً على أكثر من صعيد وتحتل تنمية الموارد البشرية العنصر الأهم في عملية التنمية لذا يأتي مثل أهمية هذا المؤتمر مركزاً على عملية الإنتاج وخصوصاً في ضوء وتداخل كثير من التحديات الاقتصادية والسياسية والاجتماعية والتقنية، وخصوصاً ما تشهده السياحة من تطور مذهل في أدوات التواصل الاجتماعي والهاتف النقال وغيرها ويأتي القطاع الصحي من ضمن أولوياتنا لتحسين الإنتاجية فيه وفي نفس الوقت برامج الجودة وسوف تعتمد استراتيجية تنافسية ونوعية في هذا القطاع لنكون في مصاف الدول المتقدمة ولذلك نأمل أن تسارع جميع المؤسسات في هذا القطاع خصوصاً وغيرها من القطاعات في العمل على تحسين منتجاتها وخدماتها ورفع كفاءة انتاجاتها لتواكب تطلعات الحكومة والمواطنين على حد سواء.
وقال: "لقد وفق المنظمون للمؤتمر الخليج الخاص للإنتاجية هذا العام في اختيار عنوان المؤتمر الذي يركز على أدوات الإنتاجية واستراتيجية المسئولين من مديري ورؤساء في القطاعين العام والخاص في حسن استخدام هذه الأدوات وتوجيهها التوجه السليم لتحصيل أكبر عائد ممكن، ومزج ذلك بالتجارب العلمية التي سيطرحها مختلف المتحدثين والمشاركين في هذا المؤتمر".
وأعرب الشيخ محمد عن شكره للمتحدثين والمشاركين للمؤتمر في هذا المؤتمر لما لهم من خبرات طويلة دولية وإقليمية ومحلية متنوعة، مؤكدا ثقته أن هذا المؤتمر سيحقق النتائج المرجوة منه من خلال ما طلعت عليه شخصيا لأوراق المؤتمر وجلسات العمل والمشاركين فيه.
من جانبه، أعرب رئيس المؤتمر المدير العام لمجموعة "أورجن" عيسى جاسم سيار عن شكره للشيخ محمد بن عبدالله على رعايته للمؤتمر في نسخته الخامسة، مؤكدا ان هذه الرعاية تجسد حرصه على احتضان الفعاليات التي تهدف إلى التطوير والتنمية، مشيرا إلى أن المؤتمر سيسلط الضوء على أن الإنتاجية التي أصبحت في كثير من البلدان المتقدمة اقتصاديا وبعض الدول النامية ثقافة مؤسسية يحتضنها المجتمع بكل مؤسساته، مبينا أن هذا ما ينبغي التركيز عليه في الدول الخليجية والمدخل لذلك هو الأسرة والتعليم والتدريب مع أهمية التركيز على توفر مقومات البيئة الحاضنة.
واشار سيار إلى ان المهتمين بشكل عام والاقتصاديون بشكل خاص ينظرون إلى الإنتاجية على انها المصدر الحقيقي للنمو الاقتصادي والرفاهية الاجتماعية وتحسين مستوى المعيشة في أي بلد، مهما كان نوع النشاط الاقتصادي فيه لان معدلات نمو الإنتاجية وتحليل عناصرها تعطي نظرة فاحصة للنشاط الاقتصادي، وتكشف نواحي الضعف والقوة في هذا النشاط ولهذا تتسابق الدول المتقدمة اقتصادياً للمحافظة على استمرارية معدلات نمو متزايدة في الإنتاجية بإدخال التحسينات المستمرة في الجوانب التكنولوجية والادارية والبشرية وذلك للبقاء في دائرة الجذب والمنافسة، وتمكنت العديد من تلك الدول عن هذه الطريق من تحقيق تقدم صناعي كبير مكنها من السيطرة والتحكم في الاقتصاد العالمي.
وقال سيار إن اليابان استخدمت الانتاجية كوسيلة فعالة لإصلاح اقتصادها الذي تدمر كليا خلال الحرب العالمية الثانية، واستطاعت بفضل رفع معدلات الإنتاجية من النهوض ثانية بعد أن حققت معدلات نمو عالية في الانتاجية، مردفا لقد اخذت بعض دول جنوب شرق آسيا كسنغافورة وكوريا الجنوبية وماليزيا بتجربة اليابان القريبة منها، فركزت الجهود الكبيرة من أجل نوعية مجتمعاتها بأهمية تحسين الأداء وزيادة الإنتاجية، فوضعت لذلك السياسات والبرنامج الوطنية لتحقيق أهدافها.
واضاف أن استمرارية تحسين الإنتاجية يتطلب التعود على الاساليب الكفؤة لأداء العمل في جميع نشاطات المجتمع، وهذا يعني ادخال تغييرات تربوية واجتماعية وسلوكية في المجتمع تؤدي إلى ايجاد مجتمع متطور الانشطة ولذلك اخذت بعض الدول النامية ومنها دول الخليج العربي من تجارب بعض الدول الاسيوية ومنها سنغافورة وماليزيا وكوريا الجنوبية " نمو آسيا " بعض الاساليب والمبادئ التي استندت اليها تلك الدول في السياسات والبرامج الوطنية للإنتاجية وحققت نتائج ايجابية، ولكنها في تقديري لازالت متواضعة قياسا بتلك الدول ولعل أهم الاسباب هو ضعف الثقافة المؤسسية المجتمعية فيما يتعلق بمفهوم الانتاجية بشكل عام، بالإضافة الى غياب الأنظمة الحاضنة لتطبيقات الانتاجية، ولذلك فالمؤتمر سيرد على العديد من التساؤلات ومنها الفرق بين الانتاجية والانتاج ولماذا علينا الاهتمام بها وتحسينها وقياسها وما هي أدوات قياسها وما هي انعكاسات قياسها على الفرد والمجتمع وأهمية تحسينها.
واستعرض سيار بعد ذلك مصطلحات الانتاجية وتعريفها، وقياس وتحليل وتقيم وتخطيط وتحسين الانتاجية وفوائد قياس الانتاجية، مؤكدا ان المؤتمر سيخلص إلى نتائج مهمة في هذا الجانب المهم في تطوير الانتاجية للفرد والمجتمع.
على جانب متصل، أكد الرئيس التنفيذي لمجموعة "أورجن" احمد البناء في تصريحات لـ "انباء" ان الانتاجية عامل مهم جداً في الوقت الحالي في ظل العديد من التحديات التي نمر بها، مؤكدا بان البحرين كدولة سعت في ظل هذه التحديات إلى اتخاذ العديد من الاجراءات ومنها تكوين حكومة مصغرة هدفها ترشيد الانفاق ولكن مع وضع الانتاجية من جهة ثانية مع التركيز في عملها على التنمية البشرية، وعند مستوى عالي من الانتاجية وقدرة على الإداء، وكانت نتائجها الناجحة واضحة المعالم، مبينا أن مؤتمر الانتاجية في نسخته الخامسة مع شعار عنوانه جاء لطرح موضوعات تعيشها البحرين والعالم بالمرحلة الحالية.
واشار البناء الى أن المؤتمر يشارك به 25 متحدثا، ويستمر ليومين وستطرح خلاله 18 ورقة عمل منها 14 ورقة بحرينية، وسيتم خلاله استعراض "لدراسة الحالة" لمجموعة من الحالات، وستكون هناك 4 ورش عمل تتحدث احدها عن "الهندسة القيمية" والتي أكد استخدامها في دول عديدة بالعالم على التطور والنجاح واستطاعت من خلال هذه "الهندسة" تبوأ مراكز متقدمة، مشيرا إلى أن المؤتمر في سيستعرض لـ 4000 شركة بحرينية وخليجية وعالمية كنوع من حالات للدراسة، وسيقوم بتوظيف المعلومة بالاتجاه الصحيح من خلال ادوات قياس الانتاجية بشكل عام من أجل المردود الايجابي للموظف في المقام الأول، ومزيد من النجاح المادي في الايرادات والارباح وزيادة مساحة الزبائن، بالإضافة إلى الرضا التام لدى هؤلاء الزبائن.
من جانبه، أكد رئيس مجلس ادارة مجموعة بن هندي، عبدالعزيز بن هندي المتحدث الأول في المؤتمر في تصريحات لـ "بنا " على أثر قياس الانتاجية في تحسين المنتج وتحقيق الربحية في كافة الجوانب، مؤكدا انهم كشركة عائلية بحرينية تسعى لتحقيق التوسع والنجاح والانتشار انها تستخدم ادوات قياس الانتاجية بشكل عام وجذري من أجل المردود المادي الايجابي للعاملين في الشركة ومن أجل تحقيق الارباح مع خدمة متميزة وراقية للزبائن.
واشار بن هندي الى ان الشركة التي بدأت عملها منذ اكثر من 50 عاما اي في العام 1965 ولحد الآن، بدأت بـ 10 موظفين، ووصل عدد الى 700 موظف، واستطاعت التوسع ومد نشاطها ليشمل بلدنا البحرين والمملكة العربية السعودية تستخدم ومنذ انطلاق عملها الاساليب العملية والعلمية لقياس الانتاجية وادوات قياس الانتاجية، ساعية الى تقديم افضل خدمة للزبون للحصول على رضاه لتكون شركتنا الاختيار الاول والافضل لزبائنها، مشيرا الى ان نسبة السيدات العاملات في الشركة زاد عن 10 في المئة، موضحاً ان الاهتمام ببيئة العمل والعاملين وكل صغيرة وكبيرة تتعلق بزيادة الانتاجية والتطور والتوسع تضعها شركة بن هندي ضمن استراتيجيتها.
وانطلقت بعد ذلك جلسات العمل، حيث سيضم برنامج اليوم جلستين وورشة عمل في عناوين تتمحور حول بطاقة الاداء المتوازن والانتاجية "دراسة حالة" والتميز في عمليات الحوكمة لتحسين الانتاجية، وتطبيقات عملية في استخدام الأدوات لتحسين الإنتاجية وورش عمل تخصصية حول كيفية تطبيق ادوات قياس الانتاجية وقياس الجودة، ودور أدوات قياس الإنتاجية في تحسين المنتج، بينما سيقدم المؤتمر في يومية الثاني والاخير العديد من الجلسات ودراسة الحالة والورش التخصصية.