السعودية ودول أخرى ترفع إنفاقها الدفاعي مع احتدام النزاعات العالمية
الوسط - المحرر السياسي
تصدرت الولايات المتحدة طيلة سنوات قوائم الموازنات الدفاعية الدولية، لكن مع احتدام النزاعات وارتفاع التوتر حول العالم، خصوصاً في الشرق الأوسط، حيث انفجرت أزمات دخلتها قوى إقليمية وعالمية، رفعت دول عدة، على رأسها الصين، موازناتها الدفاعية لمواكبة المرحلة الجديدة، لكن مع ذلك لا يزال الفارق كبيراً بينها وبين الولايات المتحدة، حسبما نقلت صحيفة "الحياة".
وعلى رغم خفضها لموازنتها الدفاعية من 587 بليون دولار في العالم الماضي إلى 569 بليوناً في العام الحالي، تبقى الولايات المتحدة مسيطرة على الانفاق الدفاعي العالمي بأكثر من نصف ما تسخره الصين، صاحبة المركز الثاني، إذ انفقت الصين 191 بليوناً في 2015 مقارنة بـ 176 بليوناً في العام الماضي.
واحتدم الصراع بين البلدين حول السيطرة على بحر الصين الجنوبي الذي يعد احد أهم طرق التجارة العالمية، بعدما اقتربت مدمرة أميركية من حدود منطقة الـ12 ميلاً التي أعلنتها الصين حول جزر اصطناعية بنتها في البحر ذاته، ما دفع الصين إلى "ملاحقة وتحذير المدمرة أثناء دخولها بطريقة غير مشروعة"، بحسب الخارجية الصينية.
وأشار موقع "هيئة الاذاعة البريطانية" (بي بي سي) الناطق باللغة العربية إلى ان الاستثمارات الصينية تذهب إلى تطوير المعدات ذات التقنيات المتقدمة، مثل الغواصات والطائرات التي لا يكتشفها الرادار، بالإضافة إلى القوات البحرية.
وجاءت المملكة المتحدة، التي تشارك في القصف الذي يشنه التحالف الدولي ضد تنظيم "الدولة الإسلامية" (داعش) في العراق وسورية، في المرتبة الثالثة بموازنة قدرها 66.5 بليون دولار للعالم الحالي.
وأتت روسيا التي دخلت المعترك السوري بقوة، في المركز الرابع فقط، نظراً لانخفاض عملتها مقارنة بالدولار، إذ بلغت الموازنة الدفاعية الروسية 53.2 بليون دولار.
وأكدت صحف غربية أن روسيا قادرة على الاستمرار في الحرب في سورية لمدة عام كامل على الأقل، على رغم ما يعانيه اقتصادها من تراجع، في وقت قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن أرباح بلاده خلال العام الحالي في مجال الاستثمار والطلب الأجنبي للصناعات العسكرية، تخطت عتبة 50 بليون دولار.
واحتلت فرنسا التي تشن ايضاَ ضربات ضد "داعش" في العراق وسورية، في المركز الخامس بموازنة تبلغ 52.7 بليون دولار.
وفي الشرق الأوسط، جاءت السعودية التي تقود التحالف العربي لمساندة الشرعية في اليمن، في المركز الثامن عالمياً، من دون الأخذ في الاعتبار انفاقها على الأمن، معتلية بذلك قائمة الدول الاعلى انفاقاً على الدفاع في المنطقة، بواقع 46.3 بليون دولار، فيما حلت تركيا، المعنية بشكل كبير في الصراع الدائر في سورية، في المرتبة الـ15 عالمياً، تليها مباشرة إسرائيل بموازنة قدرها 15.6 بليون دولار.
وأشارت البيانات التي أصدرها مركز "آي أتش أس" المتخصص، إلى ان الولايات المتحدة واليابان والبرازيل سجلت أكبر انخفاض في نسبة انفاقها على الدفاع بين العام الماضي والحالي، فيما سجلت كوريا الجنوبية والصين والمملكة المتحدة أكبر ارتفاع في الانفاق على هذا القطاع.
ولفتت البيانات إلى أن 13 موازنة من بين الموازنات الـ25 الاولى جاءت من آسيا، إذ خصصت هذه الدول الـ 13 مبلغ 840 بليون دولار من مجموع الانفاق العالمي في هذا القطاع، فيما انخفض عدد الدول الغربية الممثلة بين الدول الـ25 الأوائل، في ظل وجود سبع دول أوروبية ودولتين من اميركا الشمالية.