الجبير: السعودية ستنسحب من «مؤتمر فيينا حول سورية» في حال غياب الحل السياسي
الوسط – المحرر الدولي
اتفق وزير خارجية المملكة ونظيره البريطاني على مبدأ رحيل الأسد كأساس لا يمكن التنازل عنه أو التفاوض حوله، وإنما يُقبَل النقاش حيال الكيفية والموعد المحددين لرحيل زعيم النظام السوري ، وفق ما نقلت صحيفة "الرياض" السعودية اليوم الخميس (29 أكتوبر / تشرين الأول 2015).
ولوّح وزير الخارجية عادل بن أحمد الجبير خلال مؤتمر صحافي جمعه بنظيره البريطاني مساء أمس بانسحاب المملكة من المشاورات حول مصير سورية في حال كان الحل السياسي في سورية غائباً عن الاجتماع، مشيرا إلى أن استدعاء إيران إلى اجتماعات فيينا هو اختبار لجديتها.
وألمح إلى أن فشل الاجتماع في الوصول لاتفاق سوف يدفع بالدول الصديقة للشعب السوري إلى خيارات أخرى.
ولفت الجبير إلى أن اجتماع فيينا سيشمل الدول الصديقة للشعب السوري ودولا أخرى ستختبر المملكة نواياها، وقال إن موعد رحيل الأسد سيكون بنداً مهماً على طاولة البحث خلال الاجتماع. مؤكدا أن الحل في سورية لن يكون إلا برحيل الأسد سياسياً أو عسكرياً.
وشدد وزير خارجية المملكة على أهمية الاتفاق على مغادرة الأسد بتاريخ محدد. إذ إن الأخير مسؤول عن إدخال ايران كقوة احتلال إلى سورية. وفي ردٍ حول ما إذا كانت الرياض تتخوف من إطالة أمد تفاهمات فيينا وامتدادها لجلسات إضافية، قال الجبير: "نحن نذهب إلى هناك ليس لإيجاد فيينا 1 أو فيينا 2 أو فيينا 25، متى ما لمسنا الجدية من واجبنا أن نستمر في البحث للوصول لحل نهائي للأزمة السورية، وإن وجدنا عكس ذلك فلسنا مضطرين للمضي فيها وقد نقاطع الاجتماعات اللاحقة".
وأشار الجبير إلى أن المملكة لم تتخذ أي خطوات عدوانية تجاه أي دول وأن الخطوات العدائية من جانب إيران هي التي أفسدت العلاقات مع دول المنطقة، إذ إن إيران تدخلت في شؤون داخلية لدول عربية وساهمت في مقتل أبرياء في دول عربية، مبيناً أن المملكة دعت إيران في عدة مواقف للالتزام بمبادرة حسن الجوار.
وأكد وزير الخارجية أن الرياض تتمنى أن تلتزم طهران بذلك، فليس من مصلحة أحد أن يكون هناك توتر في المنطقة، إلا أنه برغم من ذلك فإن المملكة ملتزمة بحماية مصالحها ومصالح حلفائها.
وقال الجبير: "إن المباحثات التي جرت مع خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده وولي ولي العهد والأمير متعب بن عبدالله وزير الحرس الوطني أكدت ضرورة الانتقال السياسي في سورية، وأنه لا سبيل لحل الأزمة السورية إلا على أساس جنيف 1" مؤكداً أن المملكة ملتزمة بدعم المعارضة السورية لتمكينها من تغيير الوضع على الأرض، إذ إن موقف المملكة بشأن سورية لم يتغير وهو ألا يكون هناك دور للأسد في المستقبل، وأن يشمل الحل السياسي في سورية الحفاظ على المؤسسات الحكومية والأمنية لمنع انتشار الإرهاب".
وقال إن المملكة بحثت مع وزير الخارجية البريطاني التطورات في المنطقة، وعملية السلام وضرورة إيجاد حل للصراع العربي الإسرائيلي، إضافة إلى بحث التطورات في العراق، مؤكداً أن المملكة تدعم حكومة العبادي، وأنه لابد من دعم جهود الحكومة العراقية وضرورة إشراك جميع الطوائف العراقية في اتخاذ القرار.
ولفت إلى أن المملكة عبرت عن ترحيبها بالحوار اليمني لإنهاء الأزمة، وأن المملكة متفائلة بالمحادثات اليمنية المزمعة، مبيناً أن المملكة بحثت مع الجانب البريطاني ضرورة إرسال المساعدات إلى اليمن، وأنها تواصلت مع منظمات الإغاثة من أجل إدخال المساعدات إلى هناك.
من جانبه وصف وزير الخارجية البريطاني فيليب هاموند الحرب في سورية بالحرب الأهلية، مؤكدا أن بريطانيا ستبحث خلال اجتماعات فيينا كيفية التوصل إلى نهاية لتلك الحرب، وأن بريطانيا لم تغير مواقفها على الإطلاق بشأن مغادرة الأسد، والخلاف يكمن حول كيفية وموعد مغادرة الأسد التي تلطخت يداه بالدماء، مؤكدا أنهم لن يسمحوا له بالمشاركة في العملية السياسية، ويجب على ايران وروسيا أن تبديا جديتهما في مباحثات فيينا.
وحول الشأن اليمني قال وزير الخارجية البريطاني: إن عملية التحالف العسكرية في اليمن تقترب من نهايتها، وأن المباحثات بين البلدين شددت على ضرورة جلوس الأطراف اليمنية إلى طاولة الحوار، مبيناً أن الوضع الإنساني مقلق في اليمن وأنه يجب أن نعمل على تواصل وصول المساعدات، وأن بريطانيا على استعداد لتقديم المساعدة الفنية لإيصال المساعدات لليمن.