تراجع في ايرادات الدولة بحوالي ستين في المئة بسبب انخفاض أسعار النفط
أمير الكويت: لن نسمح بإثارة الفتنة... وجريمة تفجير «الصادق» تدقّ عالياً أجراس الخطر
الوسط - المحرر السياسي
دقّ أمير الكويت سمو الشيخ صباح الأحمد الجابر المبارك الصباح جرس الإنذار، داعياً من «بيت الأمة» إلى المزيد من اليقظة والانتباه، مفتتحاً دور الانعقاد الجديد للمجلس بنداء جعل أمن الوطن وسلامة المواطنين همنا الأول، مطالباً أعضاء السلطتين التشريعية والتنفيذية والمواطنين الى أن يعوا دائماً أبعاد الأخطار التي تهدد أمننا ووجوب الحرص على وحدتنا الوطنية، حسبما نقلت صحيفة "الراي" الكويتية اليوم الأربعاء (28 أكتوبر/ تشرين الأول 2015).
ومن «العرين» انفردت عباءة والد الجميع لتظلل الجميع، دعوة الى اليقظة، لأن وباء الإرهاب وجد طريقه الينا واقترف جريمته الشنعاء بتفجيره مسجد الإمام الصادق، وأن هذه الجريمة والخلايا الارهابية ومخازن الأسلحة والمعدات الإرهابية التي كشفتها العيون الساهرة على أمن الوطن تدق عاليا أجراس الخطر، مع إطلاق التحذير بأنه إن حدث أن أخطأ فرد في حق الوطن أو المجتمع، أو خان الأمانة وفرّط بشرف الانتماء الوطني، فلا يجوز أبداً التعميم على طائفته أو قبيلته بغير سند أو دليل.
وفي المناسبة، أكد رئيس مجلس الأمة الكويتي مرزوق الغانم أن المجلس اختار الطريق الأصعب، فآثر المصارحة على المجاملة، والمكاشفة على المداورة «ولم نؤمن يوماً باستحالة الحل، فحيث يوجد عمل ثمة أمل بالحل»، معلناً أنه «إذا كان لا بد من التغيير، فهو التغيير الهادئ التدريجي واضح الأهداف في إطار الدستور والنظام والشرعية»، ومؤكداً أن الكويت ستنتصر على جرثومة الإرهاب المستنسخة، ومشدداً على أن «تصنيف الارهاب حسب الهوية أو الطائفة خطيئة بالغة الضرر، ومهما اكتوينا بنار الإرهاب فإن الكويت تداوينا وتحتوينا».
وأشار سمو رئيس الوزراء الشيخ جابر المبارك الى أن «العمل بدأ في تفعيل قوانين مهمة لحماية أمن الوطن والمواطن، ومنها البصمة الوراثية وتركيب أجهزة مراقبة أمنية وجمع الأسلحة»، وشدد على أن «الدستور مرجعنا، وقضاءنا العادل الملاذ للفصل في ما قد يقع من خلاف».
وأكد سمو الأمير في النطق السامي مفتتحاً دور الانعقاد العادي الرابع للفصل التشريعي الرابع عشر لمجلس الأمة «أنه لأمر خطير حقاً ان وباء الارهاب وجد طريقه الينا واقترف جريمته الشنعاء بتفجيره مسجد الامام الصادق رضي الله عنه وارضاه في شهر الصيام والقيام، ولم يراعِ لبيوت الله حرمة ولم تأخذه بالركع السجود رحمة، واسقط عشرات القتلى والمصابين، غير ان تلاحم شعبنا فوّت الفرصة على من يريد النيل منا وسطر اروع صور للوحدة الوطنية».
وشدد سموه على أن «هذه الجريمة النكراء والخلايا الارهابية ومخازن الاسلحة والمعدات الارهابية التي كشفتها أخيراً العيون الساهرة على أمن الوطن، والتي نسجل لها الشكر والتقدير تدق عالياً اجراس الخطر تحذيراً وانذاراً، وتوجب علينا المزيد من اليقظة والانتباه، وان نجعل أمن الوطن وسلامة المواطنين همنا الاول وشغلنا الشاغل الذي يتقدم على كل ماسواه».
وقال سموه «إن الأمن والاستقرار وسيادة القانون والمبادئ التي جسدها الدستور هي الأسس والقواعد التي نرتكز عليها لانطلاق عجلة الحياة العامة واستمرارها بكافة خدماتها ومرافقها في سائر مناحي الحياة، وانه من منطق الحرص على حماية وحدتنا الوطنية فلن نسمح ابداً بإثارة الفتنة والبغضاء أو العزف على أوتار الطائفية البغيضة أو استغلال النزعات القبلية والفئوية والعرقية والطبقية، وإذا حدث أن اخطأ فرد في حق الوطن أو المجتمع أو خان الامانة وفرط بشرف الانتماء الوطني فلا يجوز ابداً التعميم على طائفته أو قبيلته بغير سند أو دليل».
وأكد سموه «أنني كوالد للجميع ادعو، بل اطلب منكم وسائر اخواني وابنائي المواطنين ان يعوا دائماً ابعاد الاخطار التي تهدد امننا ووجوب الحرص على وحدتنا الوطنية والمشاركة بدورهم المسؤول في حماية أمن الوطن لانه أمنهم وحماية لانفسهم واهلهم واموالهم، ولن ندخر وسعاً ولن نضن بجهد أو مال في سبيل حماية امننا الوطني وتعزيز اجهزة الأمن وزيادة قدراتها وكفاءتها».
وقال سموه «لعلكم تذكرون أيها الاخوة ما سبق ان حذرت منه و نبهت إليه من هذا المنبر من مخاطر النمط الاستهلاكي في مجتمعنا وتزايد الانفاق الحكومي الاستهلاكي الذي لا طائل منه ولا عائد وذلك على حساب مجالات التنمية والاستثمار في الانسان الكويتي، وهو ما يشكل القيمة الحقيقية المضافة لبلدنا والدعامة الأساسية لاستقراره وتقدمه وتطوره».
ولفت سموه الى أن «انخفاض اسعار النفط عالمياً أدى الى تراجع في ايرادات الدولة بحوالي ستين في المئة، في حين استمر الانفاق العام على حاله بدون أي تخفيض يتناسب مع انخفاض سعر النفط، وهذا ولد عجزاً في ميزانية الدولة يثقل كاهلها ويحد من طموحاتنا التنموية، ولذلك لا بد من المسارعة الى مباشرة اجراءات جادة وعاجلة لاستكمال جهود الاصلاح الاقتصادي، وانجاز اهدافه التي تستهدف ترشيد وتخفيض الانفاق العام والتصدي على نحو فعال لمظاهر الفساد واسبابه ومعالجة الاختلالات التي تشوب اقتصادنا الوطني، حيث ان التأخير يزيد العجز تراكماً والوضع تفاقماً مما يتطلب جهوداً اكبر وكلفة اعلى في المستقبل».
وأوضح سموه «ان ثقتي وثقة اهل الكويت بكم كبيرة، ولا شك بأنكم حريصون على الارتقاء لحجم تلك التحديات وتأمين متطلبات مواجهتها وتجاوزها بإذن الله، والعمل من اجل بناء حاضر الكويت ومستقبلها وتلبية آمال وطموحات أهلها الاوفياء».
وشدد سموه على أن «الولاء للوطن فوق كل ولاء، ومصلحة الوطن تتقدم على كل مصلحة، والانتماء للكويت يعلو كل انتماء، فاحرصوا على حماية أمن الوطن وصونوا وحدتنا الوطنية، وافتحوا ابواب المستقبل بالعمل الجاد المخلص، واطلقوا مسيرة البناء والتنمية والتقدم وصولاً الى غد زاهر مشرق بإذن الله، لتظل الكويت دائماً بعون الله حرة أبية كاملة السيادة عالية الراية مرفوعة الراس، دار أمن وامان وديرة رخاء وازدهار».
وأكد سمو رئيس الوزراء التزام الحكومة بالتركيز على أولوية القضايا التي سبق أن حددتها في برنامج عملها وما تضمنته الخطة التنموية.
وقال سموه في كلمته «إن الحرص المشترك على التعاون والتشاور بين مجلس الأمة والحكومة هو السبيل لتحقيق المصلحة والخير للوطن والمواطنين».
وشدد المبارك على أن «الدستور دائماً هو مرجعنا جميعا الذي يحكم بيننا وينير لنا معالم الطريق، وقضاؤنا العادل المشهود له بالحياد والنزاهة هو الملاذ للفصل في ما قد يقع من خلاف، ونحن جميعاً نعتز بقضائنا ونحمل له كل التقدير والاحترام».
وشدد المبارك على أن الأوان قد حان «ليلمس الجميع ترجمة عملية تكفل تنفيذ التوجيهات السامية كواقع فعلي لمعالجة وضعنا المالي وكافة الاختلالات التي يشهدها اقتصادنا الوطني، وقد باشرت الحكومة فعلياً اتخاذ اجراءات جادة في هذا الخصوص بهدف تخفيض الهدر في الانفاق وترشيده، وسيشهد القادم من الأيام المزيد منها بما يضمن حسن استثمار مواردنا في قنواتها الصحيحة ولا يمس الاحتياجات الأساسية للمواطن ولا يزيد الأعباء المالية عليه».
وأوضح المبارك أن «الحفاظ على المال العام ومنع المساس به هو أحد الأوجه الضرورية لبناء اقتصاد وطني قوي، بالإضافة الى مكافحة مظاهر الفساد والقضاء على أسبابه»، مؤكداً أن «انطلاق مسيرة الاصلاح يتسع نطاقها لمشاركة كافة أبناء الوطن بجهودهم ومشورتهم التي لا غنى عنها باعتبارها مشروعاً وطنياً مشتركاً يحقق الخير والمصلحة للجميع».