جين يجعل المرأة أكثر عرضة للإصابة بأمراض القلب
الوسط - محرر المنوعات
أظهرت دراسة نشرت أخيراً، أن قلب الرجل يشيخ بطريقة مختلفة عن قلب الأنثى، وأن الأمراض القلبية تكون ناجمة عن أسباب مختلفة لدى الرجال والنساء. لكن العلماء توصلوا في دراسة ما تزال في مراحلها الأولى، بحسب القائمين عليها، إلى تحديد جين يجعل المرأة التي تحمله أكثر عرضة لخطر الإصابة بأمراض القلب مقارنة بالرجل، وفق ما ذكر في صحيفة "الحياة اللندنية".
وأظهرت الدراسة أن النساء اللواتي لديهن نوع خاص من جين سرطان الثدي يسمى «بي سي إي آر1» هن الفئة الأكثر عرضة لخطر الإصابة بالأزمات القلبية والسكتات الدماغية مقارنة بغيرهن، وفي المقابل، فإن الرجال ممن لديهم هذا الجين، لا يواجهون خطراً متزايداً لجهة الإصابة.
وجمع باحثون من جامعة «لندن كوليدج» في الدراسة، التي نشرتها مجلة «سيركيلايشن» المعنية بأمراض القلب الوراثية، بيانات من خمسة مشروعات بحثية أوروبية شملت نحو 4000 رجل وامرأة.
ورصد العلماء من طريق إجراء مقارنة بين الجينات وصحة الأوعية الدموية وسمك الشرايين الأساسية، إصداراً جينياً له علاقة بزيادة خطر الإصابة بمرض القلب والسكتات الدماغية وأمراض الأوعية الدموية عند النساء.
ويعتقد الباحثون أن الجين يمكن أن يؤدي إلى زيادة خطر الإصابة بأمراض القلب، عندما يتحد مع هرمون «الإستروجين» الموجود لدى المرأة. ولفت الباحثون إلى أن الجين ربما يشجع على هجرة جماعية للخلايا إلى جدران الأوعية الدموية الرئيسة، ما يجعلها أكثر سماكةً.
وتؤدي زيادة سماكة جدران الأوعية الدموية إلى زيادة احتمال حدوث انسداد، قد يؤدي بدوره إلى حدوث أزمات قلبية وسكتات دماغية.
وقالت المشرفة على البحث فريا بوردمان بريتي إننا «عرفنا منذ وقت طويل أن العوامل المؤدية الى خطر الإصابة بأمراض القلب مختلفة بين الرجال والنساء. وتأثير هذا الجين نرصده في النساء فقط، ويمكن أن يسهم في تعزيز هذا الاختلاف، على رغم اعتقادنا بأن هناك الكثير من العوامل الأخرى التي تلعب دوراً في الإصابة».
وأضافت أنه «في حال تمكّنا من تأكيد علاقة هذا الجين وتحديد الطريقة التي يزيد بها خطر الإصابة بأمراض القلب عند النساء بدقة، سيكون ذلك هدفاً جديداً لإنتاج عقاقير طبية في المستقبل للوقاية من هذه الأمراض».
وقالت بوردمان بريتي إننا « نحتاج إلى إجراء مزيد من الأبحاث، وأن ننظر إلى ما هو أبعد من تكويننا الجيني، وأن نركز على أسلوب حياة صحي لنحمي أنفسنا من أمراض القلب».
وتضيف شانون أمويلس، عضو «مؤسسة القلب البريطانية» والتي اسهمت في تمويل البحث، أنه «ينظر إلى أمراض القلب عادة، على أنها مرض يصيب بشكل كبير الرجال، لكن القضية ليست بهذه البساطة».
وقالت إن «من الضروي أن يتخذ الجميع خطوات للوقاية من هذه الأمراض. ويمكن للنساء خفض خطر إصابتهن من طريق الإقلاع عن التدخين، وممارسة تدريبات رياضية، وتناول الأكل الصحي».