الشيخ الصفار: التصريحات الدينية المسيئة للشيعة توفر الغطاء للإرهاب ضدهم
الوسط - المحرر السياسي
قال رجل الدين السعودي الشيخ حسن الصفار إن التوصيفات الدينية المسيئة الصادرة عن رموز دينية سعودية ضد أتباع أهل البيت باتت تمنح المبرر والغطاء الشرعي للاعتداءات الإرهابية ضد المواطنين الشيعة.
جاء ذلك خلال حديث الجمعة في مسجد الرسالة بمدينة القطيف شرق السعودية في التاسع من محرم 1437هـ الموافق 23 أكتوبر/ تشرين الأول 2015.
وانتقد الشيخ الصفار بشدة تصريحات بعض الرموز الدينية المحلية الكبيرة التي درجت سنوياً على مهاجمة إحياء المسلمين الشيعة لمراسم عاشوراء وأطلقت بحقهم توصيفات غير لائقة.
وقال أمام حشد من المصلين إن التصريحات الدينية المسيئة لأتباع أهل البيت باتت تمنح المبرر وتوفر الغطاء الشرعي للاعتداءات الإرهابية ضد المواطنين الشيعة، مستغرباً إطلاق هذه التصريحات في الوقت الذي يأخذ الإرهاب المحلي طابعاً طائفياً مع سلسلة الاعتداءات التي استهدفت المواطنين الشيعة وراح ضحيتها عشرات الشهداء الأبرياء.
وأعرب الشيخ الصفار عن عدم استغرابه في ظل أجواء الشحن الطائفي من وقوع اعتداءات منفلتة على غرار الهجوم الإرهابي الذي سقط فيه خمسة شهداء في الحسينية الحيدرية في سيهات قبل أيام.
وحثّ الصفار الجهات السياسية على لجم الأصوات الطائفية إذا لم تكن الأخيرة تدرك خطورة الأوضاع الراهنة. معربا عن أسفه إزاء غياب الإرادة السياسية التي تضع حدا للتوجهات الطائفية.
وقال إن حكومات المنطقة هي المسئولة عن وضع حد للاحتراب في المنطقة من خلال الحوار والتفاوض متى ما توفرت الإرادة السياسية.
حرب قذرة
وقال الشيخ الصفار إن السعودية في حاجة إلى مواجهة الإرهاب والعنف "وهذا يقتضي تظافر كل الجهود لعدم إتاحة الفرصة لصناعة الأرضية التي تنطلق منها أعمال الإرهاب".
وفيما أعرب عن اعتقاده أن الحكومات هي المسئولة بالدرجة الأولى عن وضع حد للاحتراب الطائفي، دعا في الوقت عينه المؤسسات الدينية إلى النأي عن التحول إلى وقود للاحتراب في المنطقة.
وقال "ينبغي للجهات الدينية أن لا ترضى لنفسها أن تكون وقودا لهذا الصراع وأن لا تستمر في صب الزيت على نار هذه الحرب القذرة في بلاد المسلمين".
وأضاف بأن القيادات الدينية إذا لم تستطع أن توقف الاحتراب في البلاد الإسلامية فينبغي أن لا تصبح أداة لصب الزيت على نار الفتنة بين المسلمين.
ودعا الرموز الدينية إلى نزع التصنيفات الطائفية التي تنبز المسلمين تبعا لانتماءاتهم المذهبية من قبيل النواصب والروافض وغير ذلك، معللاً أن هذه التوصيفات "تكرس الحالة الطائفية للنزاع".
وقال إن النزاعات المشتعلة في بلاد المسلمين من أفغانستان إلى شمال أفريقيا مردها إلى انتشار مجموعات إرهابية لها أغراضها ولا علاقة لها لا بالسنة ولا الشيعة.
وأضاف أن السياسيين المستبدين غالباً ما يوظفون الشعارات الدينية لاستقطاب المقاتلين المناصرين الأكثر شراسة وعنفاً.
وحثّ على النأي عن الجدل المذهبي العقيم والعبثي القائم منذ 1400 سنة. قائلاً إن هذا الجدل بات يستغل ويوظف سياسياً لصب المزيد من الزيت على نار الاحتراب الطائفي.
وأشاد الشيخ الصفار بمواقف المؤمنين الذين واضبوا على حضور المجالس الحسينية لإحياء ذكرى استشهاد الإمام الحسين رغم الهجمات الدموية والتهديدات الإرهابية المتواصلة باستهدافهم.
وثمّن مواقف الجهات الأمنية التي تقوم بواجبها في تنفيذ انتشار أمني ملحوظ لتأمين سائر المنطقة في أعقاب اعتداء سيهات.
وشدد على أن الإرهاب لن يفلح في ثني الشيعة عن إقامة شعائرهم الدينية التي ورثوها عن أئمتهم لا بالقوة ولا الإرهاب والعنف.