التقنيات الحديثة تقضي على الأجهزة التقليدية
الوسط - محرر المنوعات
بعد انتشار الهواتف الذكية، يصعب معرفة شكل الجهاز الذي سيملأ حياة الإنسان خلال الأعوام الخمسة المقبلة. وفي حين لا يمكن التنبؤ بالتقنيات المستقبلية، فإنه يمكن التنبؤ بالأمور المهددة بالانقراض، بسبب سرعة التطور التقني، حسب موقع "الحياة اللندنية".
ومن التقنيات المهددة بالانقراض، القرص المرن «فلوبي دسك». في بدايات الحقبة السابعة من القرن الماضي، ظن العالم أنه يعيش أزهى عصوره، عندما بدأ الحاسوب الآلي في الانتشار، لكن تخزين معلومات خارجه كان يُعتبر أمراً جنونياً، إلى أن ظهر الـ «فلوبي دسك»، ليسهّل عملية نقل المعلومات وحفظها. وتمتع بمساحه كبيرة آنذاك (360 كيلو بايت).
ومع ظهور شريحة الذاكرة «ميموري كارد» في بدايات الألفية الجديدة، بمساحة تخزين كبيرة وبحجم أصغر، أصبح القرص المرن نادر الاستخدام. ومع تطور ذاكرة الهاتف، مثلما فعلت الشركة الأميركية «آبل»، بات الـ «فلوبي دسك» على وشك الانقراض.
ويواجه شريط التسجيل الـ«الكاسيت» الخطر ذاته، إذ أنه استُخدم لأغراض النسخ للتعلم والمخاطبة في البداية. وأدرك مستخدموه بسرعة إمكان استعماله لتسجيل الموسيقى وصناعة «الأشرطة المختلطة»، الأمر الذي استفادت منه شركات الإنتاج عموماً. وظهرت أخيراً الأسطوانات المدمجة «سي دي» بقدرة تخزين تفوق بأضعاف «شريط الكاسيت».
أما الآلات الكاتبة التي تربعت على عرش السلسلة التكنولوجية لنحو 100 عام، إذ كانت أقوى وسيلة اتصال جماهيري، فباتت مهمشة، مع انتشار أجهزة الحاسوب الآلي وإمكان التحكم في شكل الخط وحجمه.
ليست تلك الآلات وحدها معرضة للزوال، فالخطر يداهم أجهزة أخرى كثيرة، على رأسها المنبّه، إذ أصبحت هذه المهمة من اختصاص الهواتف الذكية والأجهزة الأخرى مثل الـ«آي باد» التي تتحتوي على أنظمة تنبيه يمكن التحكم بها.
وعلى المنوال ذاته، لم تعد أنظمة الملاحة والبرامج الإرشادية في السيارات «جي بي اس» تستخدم بكثرة، بسبب وجود برامج عدة على الهواتف الذكية تفي بالغرض.
أما أجهزة التحكم عن بعد «ريموت كونترول»، فهي أيضاً في طريقها إلى التهميش مع ظهور التلفاز الذكي الذي يستخدم أجهزة استشعار للحركة لتغيير المحطات.
المستقبل نفسه ينتظر ساعات الحائط والساعات اليدوية، وكاميرات تسجيل الفيديو والصور.
ومع ذلك، يبقى الهاتف الذكي هو الجهاز الأكثر أهمية والمُهدد الأكبر لغالبية الأجهزة، إذ أنه يهدد توازن مجموعة واسعة من فئات المنتجات الأخرى، وينمو أقوى وأسرع من أي وقت مضى، واتخذ أيضاً مسار التسلية والترفيه، ما يجعل الجيل الحالي في طفرة تقنية مختلفة عن أي جيل آخر.