تنظيم القاعدة يعزز حضوره في عدن
صنعاء - أ ف ب
يعزز عناصر القاعدة انتشارهم في أحياء عدن كبرى مدن جنوب اليمن التي تم تحريرها من المتمردين الحوثيين وباتت عاصمة الحكومة المعترف بها دولياً.
وبالرغم من الجهود الإقليمية لتأمين المدينة التي تحظى برمزية كبيرة في اطار الحرب على المتمردين، ترزح عدن تحت وطأة انتشار المجموعات المسلحة المختلفة.
وترفرف راية القاعدة السوداء فوق مبنى الشرطة في التواهي احد اكبر احياء المدينة الساحلية، فيما يقود رجال ملتحون سيارات رباعية الدفع تجوب المدينة باستمرار رافعة هذه الراية، بحسبما يؤكد سكان من المدينة.
وقال رأفت (32 عاما) وهو احد سكان التواهي ان "مسلحين من القاعدة يسيطرون على كل شيء في الحي، ولو ان عددهم عشرات فقط".
وكان رئيس الوزراء عاد مع عدد من اعضاء الحكومة الى عدن بعد ستة اشهر في المنفى في السعودية، الا انه غادر المدينة مجددا بالرغم من اعلانها "عاصمة مؤقتة" للبلاد.
واتت عودة الحكومة اليمنية مرة جديدة الى الرياض بعد هجوم دام استهدف مقرها في احد فنادق عدن.
وكان الهجوم اول عملية يتبناه تنظيم (داعش) الذي كان غائبا عن الجنوب قبل ذلك.
وشكلت مغادرة الحكومة انتكاسة للتحالف العربي الذي تقوده السعودية والذي كان تمكن من استعادة عدن من الحوثيين وقوات الرئيس السابق علي عبد الله صالح المتحالف معهم.
وبعد ثلاثة اشهر من تحرير عدن، يسيطر المئات من الشبان المسلحين على المباني الرسمية في المدينة.
ويقدم هؤلاء انفسهم على انهم من "المقاومة الشعبية" وهو الاسم الذي يطلق على المجموعات المسلحة التي تقاتل الحوثيين. وتضم في صفوفها عناصر سابقين في الجيش، ومسلحين قبليين واسلاميين وخصوصا مقاتلين من الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال عن الشمال.
وبذلك، فان المقاتلين الذين حاربوا الحوثيين في صف الرئيس المعترف به دوليا عبدربه منصور هادي، هم ليسوا في واقع الامر موالين حقيقيين له.
وقال قائد الشرطة في عدن محمد مساعد ان عناصر الشرطة "يتعاونون من الاخوة في المقاومة الشعبية لحل مشاكل الامن واعادة مراكز الامن للعمل، ما يشكل تحديا كبيرا بالنسبة لنا".
الا ان السكان لا يخفون خوفهم ازاء الرجال الملثمين والمسلحين الذين يجوبون شوارع المدينة حيث قتل ستة اشخاص على الاقل في هجمات شنها مسلحون على دراجات نارية، وهو اسلوب غالبا ما يعتمده تنظيم القاعدة.
وقال مساعد "ان العدو ما زال حاضرا بيننا. هناك عصابات الرئيس المخلوع (علي عبدالله صالح) وطابور خامس".
وصالح المتحالف حاليا مع الحوثيين، متهم بانه كان يستخدم القاعدة عندما كان رئيسا للبلاد لمواجهة خصومه السياسيين.
وقال قائد الشرطة "نحن نعتمد على تعاون شباب المقاومة الشعبية لارساء الامن".
الا ان ضبط هؤلاء الشباب غير المنظمين ليس امرا سهل المنال، خصوصا ان الحكومة ما زالت لم تتمكن من الوفاء بوعدها بضمهم الى صفوف الجيش وقوات الامن بسبب نقص الامكانيات المادية.
وقال ماجد احمد احد سكان حي دار سعد الذي يرفرف فيه علم القاعدة فوق مركز مهجور للشرطة "هؤلاء المسلحون في مدينتنا يقولون انهم من المقاومة الشعبية، ولكن نحن نعرف حقا الى اي فصيل ينتمون".
وقال مسؤول امني لوكالة فرانس برس ان المسلحين المتطرفين "ينشطون ايضا في احياء اخرى من عدن مثل كريتر وخور مكسر والبريقة حيث يتعاظم حضورهم يوما بعد يوم".
واعرب هذا المسؤول الذي طلب عدم الكشف عن اسمه عن خشيته من ان "تصبح المدينة تحت سيطرة هؤلاء بشكل كامل في ظل استمرار غياب الدولة".
ولدعم نشاطهم، وضع مسلحو القاعدة مؤخرا يدهم على ستة الاف طن من الديزل كانت مخزنة في احد موانئ المدينة، بقيمة ستة ملايين دولار، بحسبما افاد لوكالة فرانس برس مسؤول في مصافي عدن.
وباع التنظيم الديزل في ما بعد في السوق السوداء في المدينة التي تعاني من نقص كبير في المحروقات.
وتنظيم القاعدة الذي يسيطر منذ اشهر على المكلا، عاصمة محافظة حضرموت في جنوب شرق اليمن، سيطر ايضا مطلع الشهر الحالي على مركز الادارة المحلية في زنجبار، عاصمة محافظة ابين المجاورة لعدن.
وابين ايضا من المحافظات التي تم تحريرها من الحوثيين.
وكان تنظيم القاعدة في جزيرة العرب الذي يتحصن في اليمن، نشأ في 2009 نتيجة اندماج الفرعين اليمني والسعودية للشبكة.
وتعتبر واشنطن هذا التنظيم من اخطر فروع القاعدة، وقد تبنى الهجوم على صحيفة شارلي ايبدو الباريسية الساخرة مطلع العام.