"الصحة": إجراء عملية جراحية ناجحة لزراعة الكلى لمريضين من متوفية دماغياً
الجفير - وزارة الصحة
شهد مجمع السلمانية الطبي فجر يوم السبت الموافق 17 أكتوبر/ تشرين الأول 2015م إجراء عمليتان ناجحتان لزراعة الكلى لمريضين بحرينيين كانا مصابين بالفشل الكلوي، وذلك بمشاركة من الفريق السعودي لزراعة الأعضاء، حيث تكللت هاتان العمليتان بنجاح يُضاهي النتائج المقارنة بدول العالم الأخرى وتمت بعد موافقة ذوي المتبرعة المتوفية دماغياً، وقد تم وضع الحالتان اللتان تم زراعة الكلى لهما تحت المراقبة للاطمئنان على صحتهما.
وأفادت رئيس قسم أمراض وزراعة الكلى في مجمع السلمانية الطبي سمية الغريب أن عملية زراعة كلى المتوفية دماغياً تمت إلى حالتين بحرينيتين، الأولى لمريضة شابة تبلغ من العمر 23 عاماً كانت تتابع علاج الفشل الكلوي بالغسيل البروتيني منذ عامين، وهي الآن تتماثل للشفاء بسرعة ملحوظة وقد أظهر جسمها استجابة للكلى الجديدة، أما الكلى الثانية فتم زراعتها لمريض في الخمسينات من عمره كان يتابع علاج الفشل الكلوي بالغسيل الدموي منذ سنوات طويلة، حيث بدأ جسمه بتقبل الكلى بصورة واضحة، مؤكدةً أن المؤشرات الحيوية والحالة الصحية للمرضى تشير حتى الآن إلى نجاح العمليات وعمل الكليتين بشكل طبيعي من غير رفض أو مضاعفات تذكر، وهما يتمتعان بصحة جيدة، وسيعاودان بإذن الله حياتهما بشكل طبيعي، الأمر الذي يُشجع المواطنين على الإقدام لإجراء العمليات بمركز زراعة الأعضاء بمجمع السلمانية الطبي للاستفادة من الخدمات الصحية عالية الجودة المقدمة على أرض الوطن بين أهلهم وذويهم، والاستغناء عن إجراءها في بعض الدول التي تنتج عنها مضاعفات خطرة تهدد صحتهم وحياتهم، مشيرةً إلى أن الفريق السعودي قام بأخذ بعض الأعضاء من المتوفية دماغياً لزراعتها لمرضى آخرين في السعودية.
وأوضحت الغريب أن وحدة المؤيد لعلاج وزراعة الكلى تلقت اتصالاً من الدكتور حسن التوبلاني يُفيد بوجود حالة متوفاة دماغياً في مجمع السلمانية الطبي، حيث أبدى أهلها رغبتهم التبرع بأعضائها احتساباً للأجر، وكذلك لإنقاذ حياة مرضى آخرون يعانون من مشكلات صحية ومنها الفشل الكلوي، وبناء على ذلك تم إبلاغ الفريق السعودي الذي حضر لمجمع السلمانية الطبي في أقصى سرعة وقام بمعية المتخصصين في العناية القصوى وأخصائي الأعصاب بمعاينة المتوفية دماغياً، وعند ثبوت الوفاة دماغياً وإمكانية الاستفادة من بعض الأعضاء لإنقاذ حياة مرضى آخرين، تم البدء فوراً باتخاذ الإجراءات اللازمة لنقل الأعضاء.
وأشارت الغريب إلى أن تدخل الفريق السعودي كان سريعاً جداً وتم اتخاذ الإجراءات اللازمة بسرعة، إذ تم زراعة الكليتين لكلا المريضين خلال 3 – 4 ساعات فقط، كما بذل الفريق الطبي البحريني في قسم زراعة الكلى مجهوداً كبيراً لتسهيل وتسريع عملية الإجراءات اللازمة. وقد أثنت الغريب على الجهود الكبيرة التي بذلها الفريق الطبي في مجمع السلمانية الطبي بمشاركة من الفريق السعودي، كما دعت المواطنين إلى التبرع بأعضائهم بعد الوفاة، لافتةً إلى أن المجتمع البحريني يجب أن يكون لديه الوعي الكافي والإيمان العميق بعمليات التبرع بالكلى، حيث أن هذا الوعي كفيل بحل أهم المشاكل التي يواجهها مرضى الفشل الكلوي، ألا وهي شح الأعضاء فتساعدهم على الحصول على الكلى وغيرها من الأعضاء بعد وفاة المتبرع . وأكدت أن التبرع بالكلى يعطى فرص جديدة للمرضى ويساعدهم للعودة إلى الحياة الطبيعية بكل معانيها، كما يعيش المتبرعون حياتهم أيضا بشكل طبيعي وبكلية واحدة، لذا فهي تحث وتشجع على المشاركة في برنامج التبرع لزيادة فرص إعادة الحياة الطبيعية لمرضى الفشل الكلوي، كما ينبغي أن تكون للمجتمع البحريني ثقافة التبرع بالأعضاء بعد الوفاة للمساهمة في إنقاذ اخوانهم واخواتهم المرضى.