شارك فيه نخبة من الباحثين والمهتمين بالتاريخ
شاهد الصور... "التوعية" تنظم حلقة نقاشية بشأن "واقع توثيق الإحياء الحسيني ومعيقاته"
الدراز - جمعية التوعية الإسلامية
شهد مركز التوعية الحسيني في العاصمة المنامة، حلقة نقاشية تناولت واقع حركة توثيق مراسيم الإحياء الحسيني في البحرين وأبرز التحديات المعيقة له، واستعرض المشاركون في الحلقة أبرز التجارب والمحاولات التوثيقية في أكثر من منطقة من مناطق البحرين خلال العقد الأخير. وشارك في الحوارية التي أدارها الباحث الإعلامي وسام السبع والباحث التاريخي محمد حميد السلمان والباحث عباس المرشد والمدون توفيق الرياش والباحث علي السلاطنة والكاتب سلمان السالم والكاتب محمد عبد الحكيم والناشط الاجتماعي صادق السماهيجي وكوكبة من المهتمين بالتاريخ والتراث البحريني.
وحفلت الحلقة بطرح العديد من الأفكار والتجارب الناجحة في مجال توثيق الحراك الحسيني في مواسم عاشوراء وأبرز التحديات التي واجهتها، وقال السلمان:" إن مجال التعامل مع الحقائق التاريخية مسألة تحتاج إلى تثبت وإحاطة واسعة والأهم من كل ذلك يحتاج إلى وثائق، ومشكلتنا في البحرين نتسرع في إصدار الأحكام التي تكون في مجملها مبنية على الروايات الشفهية والتأويلات الذاتية، ومما يفاقم من حدّة هذه المشكلة ندرة الوثائق وقلة الجهود التي بذلتها الأجيال السابقة في مجال التدوين التاريخي، وهذا ما يجعل من البحث التاريخي في البحرين يعاني من الشح في الوثائق التاريخية المحلية التي يستند عليها". واستعرض السلمان تجربته الشخصية في مجال العمل على موسوعة المآتم في البحرين مؤكداً على ضرورة العمل بروح الفريق الواحد ضمن لجان عمل جماعية.
واستعرض عباس المرشد تجربة توثيقية خاضها مع مجموعة من الشباب والمهتمين بتوثيق فعاليات عاشوراء البحرين في العام 2004 تكللت بصدور كتاب توثيقي شامل صدر في نفس العام ضم أغلب أوجه الحراك الحسيني، وذكر بأن المشروع كان طموحاً وكان يستهدف إيجاد قاعدة بيانات من الممكن أن تشكل مادة بحثية مستقبلية تمكن الباحثين من قياس مدى التطور الكمي والكيفي في الخطاب العاشورائي، لكن المشروع مني بالتعثر بسبب نقص الإمكانيات وإحجام المؤسسات على تبني مثل هذه المشاريع".
وقد أبدى المدون توفيق الرياش تفاؤله بمستقبل التدوين التاريخي في البحرين، مؤكداً بأن وسائل التواصل الاجتماعية لها مردود ايجابي في ذات الوقت، سلبي لأنها تقدم معلومات مختصرة تغنيهم عن القراءات الجادة، وايجابية لأنها تخلق لديهم اهتمام بهذه القضايا. لكنه أكد أن العبرة في كيفية توظيف هذه الوسائل الحديثة في خدمة القضية الحسينية والتسويق لقيم الإسلام من خلال المدونات ، واستعرض بعض التجارب التي خاضها مع بعض شباب المنامة في مجال التدوين، معتبراً نفسه مهتم بالتاريخ وليس باحثاً ومؤكداً على ضرورة تقديم المادة التاريخية بأسلوب سلسل يتناسب مع ذائقة شباب العصر الحالي دون أن نتخلى عن العمق".
أما سلمان السالم فقد أوضح أن "الجهود التي تبذل في كل عام في مواسم العطاء في عاشوراء جهود كبيرة لكن تواضع تجارب التوثيق كانت راجعة في السنوات الماضية إلى العامل الأمني والمحذورات الاجتماعية التي كانت ترتبط بتصوير أو الكتابة عن أي نشاط إسلامي لكن هذا الهاجس زاح إلى حد بعيد عقب فبراير 2001".
وتطرقت الحوارية إلى هموم العمل التوثيقي وتناولت معيقاته والتي كان من أبرزها قيامه على الجهد الفردي وغياب الدعم الكفيل باستمرارية مثل هذه المشاريع الهادفة، وعدم تبني الجمعيات الثقافية والاجتماعية للباحثين والمهتمين وعدم وجود مراكز متخصصة في حفظ الوثائق واتاحتها للباحثين والمهتمين لأغراض الدراسة والبحث التاريخي، وخلصت الحوارية إلى مجموعة من التوصيات تمثلت في ضرورة الإسراع على نشر المحفوظات الشخصية من صور وأشرطة تسجيل ووثائق ورقمنتها لتأسيس أرشيف الكتروني في كل منطقة وقرية ومدينة.
وتأتي هذه الفعالية في سياق اللقاءات والحوارات الإثرائية التي يقيمها مركز التوعية الحسيني على هامش الإحياء ضمن برامج مشروع عاشوراء البحرين السنوي الذي تقيمه جمعية التوعية الإسلامية للعام الخامس عشر على التوالي.