العدد 4789 بتاريخ 17-10-2015م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


السعودية: شاهد عيان.. اقترب مني الإرهابي وأنا أنزف فعاجلني برصاصة في الكتف

الشرق الأوسط (18 أكتوبر2015)

قبل نحو شهر٬ كتبت بثينة العباد٬ الطالبة في السنة الخامسة بكلية الطب «تغريدة» ترثي (شهداء) الحجاج الذين قضوا بسقوط الرافعة٬ قائلة: (الابتلاء الحميد٬ أن تموت يوم جمعة على منسك عظيم٬ وفي أطهر بقاع الأرض٬ ويطهر دماءك المطر.. هنيًئا لكم بما كسبت أيديكم).

ولم تكن تعلم أنها على موعد مع الموت غيلة٬ وغدًرا٬ حيث اخترق جسدها رصاصة ظالمة٬ وهي تعبر الطريق نحو المسجد٬ في عتمة الليل حاملة طفلاً رضيًعا على صدرها.

خّرت بثينة على الأرض٬ وطوقت بذراعيها الصغير حتى لا يصاب بأذى٬ وعلى مقربة منها كانت فتاة أخرى مضرجة بالدماء٬ تشير للمسعفين بصوت ضعيف.. (دونكم الطفل فأنقذوه).

لم يمهل الإرهاب الأعمى بثينة العباد أن تكمل مشوارها الدراسي وتنقذ أرواح الناس عبر عملها طبيبة٬ ولم يمهلوها أن تكمل سعادتها بالزواج٬ لتنجب أطفالاً تحملهم بين ذراعيها٬ لكنها سقطت وهي تحمل ابن خالتها الطفل حسين العمار٬ الذي لم يبلغ السنة الأولى في حياته٬ وهوت على الأرض وهي تحتضن الطفل٬ بينما ضرجت بعض دمائها جسده.

كان حلمها أن ترتدي روب الطب الأبيض لكي تعالج الناس مهما اختلفت هوياتهم٬ وكان هناك حلم آخر يراودها كأي فتاة تنتظر أن تلبس فستان عرسها الزاهي٬ ولم يكن الكفن ضمن أحلامها.

عرف عن (الشهيدة) بثينة العباد التي تدرس في السنة الخامسة بكلية الطب في جامعة الدمام تفوقها في دراستها وهذا ما أهلها أن تواصل طريقها التعليمي بنجاح٬ وهي معروفة كذلك بعملها في مجال الخدمة الاجتماعية٬ والعمل كمتطوعة في الكثير من اللجان الأهلية. تتحدر بثينة من العمران بالأحساء٬ وهي تقيم مع عائلتها في حي الجلوية بمدينة الدمام٬ وهي تنتسب لعوائل معروفة في الأحساء٬ وتربطها علاقة نسب بالمفكر الراحل الشيخ عبد الهادي الفضلي٬ وكذلك بالأديب المعروف محمد العلي. ولا يبعد المسجد المستهدف أكثر من 4 كلم عن منزل عائلتها.

أحد المصابين في هذا الحادث الدموي٬ واسمه ناصر الصايغ (يبلغ من العمر نحو خمسين عاًما)٬ والذي تعرض لإصابات متوسطة في خاصرته وكتفه الأيسر٬ قال لـ«الشرق الأوسط»: أثناء توجهي إلى المسجد سمعت إطلاق نار٬ وشاهدت الذعر على وجوه الناس في المكان٬ وفجأة تلقيُت ضربة من الخلف٬ وحينما التفُت رأيت الإرهابي المسلح يطلق الرصاص باتجاهي حيث أصابني تحت خاصرتي اليسري فسقطُت على الأرض٬ في حالة يرثى لها وبوعي بسيط٬ واقترب مني الإرهابي وهو يحمل رشاًشا٬ ورمقني بعينه وأنا أنزف٬ ثم وجه سلاحه نحوي وأطلق رصاصة أصابت كتفي الأيسر٬ وفي هذه الأثناء كانت «الشهيدة» بثينة تمّر بجانبي وأنا أنزف وكانت تحمل طفلاً صغيًرا على صدرها وكانت تمشي إلى جوارها فتاة أخرى٬ فإذا بالإرهابي يوجه النيران تجاههم فسقطت بثينة وأصيبت الفتاة الأخرى٬ ورأيت «الشهيدة» بثينة تطوق الطفل بذراعيها وتحميه بجسدها ثم رأيت جسدها لا يتحرك فعرفت أنها «استشهدت».

يكمل الصايغ: تلقت بثينة الرصاص في ظهرها٬ وكنُت رغم حالتي الصعبة أصرخ بصوت ضعيف قبل أن أتجه زحفا إلى أحد مواقف السيارات من أجل الاستناد عليه وبقيت أنزف قرابة النصف ساعة قبل أن يحضر المسعفون من الأهالي وتم نقلي إلى مستشفى عنك٬ حيث أجريت لي عمليتان عاجلتان لتنظيف الشظايا وأنتظر حاليا عمليات أكبر للعلاج من أثر الرصاص الذي أصابني والحمد لله على كل حال٬ وقد علمُت أن بعض أبنائي أصيبوا بشظايا ولكنهم غادروا المستشفى سريعا.

يكمل الصايغ: لا شك أن هؤلاء الإرهابيينُ نزعت الرحمة من قلوبهم٬ حيث استهدفوا مواطنين آمنين٬ فأنا شارفت على سن 55 عاما وهناك فتيات بعمر الزهور وطفل لم يتم عامه الأول وقد تم استهدافنا بشكل مباشر وبدم بارد٬ لا أعتقد أن لهؤلاء الإرهابيين أي شيء من الإنسانية حيث غسلت أدمغتهم. 



أضف تعليق



التعليقات 3
زائر 1 | هكذا علمانا الحياة 3:06 ص ناس تعشق الدين بسلام وناس ابتلى الاسلام بهم وعاله على الاخرين بي ارهابهم . رد على تعليق
زائر 2 | 3:52 ص وبيطلع ليك بعض المتاسلمين ويتهمون الشيعة بقتل الحسين. التاريخ يجدد نفسه. رد على تعليق
زائر 3 | حسبي الله ونعم الوكيل 4:04 ص لكل إرهاب .. لكل من يأيده ويدعمه .. إن الدماء التي سقطت ظلماً يوف تستوقفكم يوم القيام عند خير الحاكمين ... رد على تعليق