العدد 4788 بتاريخ 16-10-2015م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


ثلاثة فروق رئيسة بين الانتفاضتين السابقتين والهبّة الفلسطينية الحالية

الوسط - المحرر السياسي

مرّ شهرٌ تقريباً على انطلاقة الأحداث الأخيرة في فلسطين المحتلة. الاحتجاجات تعمّ معظم البلاد، والعنف يتصاعد تدريجيّاً. والعالم يتوقع بدء انتفاضةٍ ثالثة، لكنّ الأمر لم يحسم بعد، فالأخبار تتأرجح بين اندلاع شرارة الانتفاضة وانحسارها، حسبما نقل تقرير من موقع "رصيف22" الإخباري.

علماً أن الانتفاضة المتوقّعة هذه المرّة تختلف عن سابقتيها، فما هي وجوه الاختلاف؟ Social media للموازنة عندما قامت الانتفاضة الفلسطينيّة الثانية، 28 سبتمبر 2000، إثر دخول آرييل شارون باحة المسجد الأقصى، لم تمنع اسرائيل الإعلام الغربي وحتّى العربي، من التصوير الدقيق لما يحصل على أراضيها، فكانت وسائل الإعلام حاضرةً في الكثير من اللحظات الحاسمة، والتي هزّت العالم في ما بعد. ولا تزال ماثلة في الذاكرة الصورةُ التي التقطها الصحافي الفرنسي للشهيد الطفل محمد الدرّة مقتولاً في حضن أبيه.

وقد سهّل هذا الأمر عملية توثيق بعض الحوادث والوقائع خلال الانتفاضة الثانية، إلا أن ذلك تم على امتداد سنوات الانتفاضة الخمس، وفتح المجال لإمكانية تأطير الصور والأحداث ووضعها في سياق أيديولوجي محدد حسب الوسيلة الإعلامية التي تنشرها.

ومع الكميّة الهائلة من الصور والفيديوهات التي يطرحها الفلسطينيون في وسائل التواصل الاجتماعي، أصبحت المعلومات ملكاً مباشراً للرأي العام، إذ ينشر الشباب الفلسطينيون كلّ ما يملكون من صور وتعليقات غاضبة ومعلومات على Facebook وtwitter وInstagram. فهم يلاحقون الأخبار أولّاً بأول، ويكتبون ما يحدث في حاراتهم وشوارعهم، ويرفقون أقوالهم بصور حيّة يلتقطونها بهواتفهم.

من الحجارة إلى السكاكين تتداول بعض الوسائل الإعلامية، العربية منها والغربية، اسم "انتفاضة السكاكين"، نسبةً إلى عمليات الطعن المتزايدة بالسكاكين، التي يقوم بها فلسطينيون ضد مستوطنين اسرائيليين، كان آخرها قيام شاب بطعن جندي قرب مستوطنة كريات اربع القريبة من مدينة الخليل جنوب الضفة الغربية صباح الجمعة 16 أكتوبر، وقد سبقها ما يقارب 19 حالة طعن بالسكاكين، مما دعا رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو إلى التصريح أنّ "إرهاب السكاكين لن يهزمنا".

تعرف الانتفاضة السابقة باسم "انتفاضة الحجارة"، لما سجلّته من مشاهد مواجهة بين الفلسطينيين الثائرين وهم يلقون الحجارة على الدبابات وبين الجيش الإسرائيلي. من المجحف أن تسمّى الانتفاضة الثالثة "انتفاضة السكاكين"، نظراً للجدل الذي يثيره استخدام هذا السلاح على المدنيين، وفي الوقت الذي تقوم فيه التظاهرات السلميّة في كلّ أنحاء فلسطين.

ولكن ما لا شك فيه، أنّ تكرار حوادث الطعن قد يحولها إلى ظاهرة بعد حين. ابتساماتٌ ونساء يغيّر الفلسطينيون أسلوبهم النضالي اليوم، إذ ينخرط الشباب بعيداً عن أحزابهم في الحراك، ويبتدعون طرقاً جديدةً للاحتجاج: يبتسمون لحظة اعتقالهم، محاولين التأثير في العالم بطرائق غير متوقعة، ومتأثرين بالثورات العربية التي سبقتهم منذ 2011، فيغنّون "جنّة يا وطنّا" مثلاً، كما في سوريا.

أمّا المرأة الفلسطينية، فكشفت أخيراً عن وجهها، وحضرت في التظاهرات، مبتسمة هي أيضاً للكاميرات لحظة اعتقالها. لم تنخرط النساء الفلسطينيات بالحراك فجأةً، فقد برزت الكثير من الأسماء النسائية المقاومة منذ بدء القضية الفلسطينية حتّى الآن، لكنّ التحرر العام الحاصل اليوم قد شمل المرأة، فبدأت تخرج من نمطيّة المقاومة، وبتنا نرى صورها في الاحتجاجات والتحركات.

 



أضف تعليق