المصريون في الخارج يصوتون لاختيار برلمان جديد
القاهرة - رويترز
يتوافد مصريون مقيمون في الخارج اليوم السبت (17 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) على سفارات بلادهم في أكثر من مئة دولة للتصويت في المرحلة الأولى لأول انتخابات برلمانية تشهدها مصر في ثلاث سنوات.
وهذه الانتخابات هي آخر مرحلة في خارطة طريق أعلنها الجيش عقب عزل الرئيس السابق محمد مرسي المنتمي للإخوان عام 2013 إثر احتجاجات شعبية حاشدة على حكمه. وقال الرئيس الحالي عبد الفتاح السيسي إنها تهدف لاستعادة الديمقراطية.
وتأمل الحكومة أن تسهم الانتخابات في تحقيق الاستقرار السياسي وجذب الاستثمارات الأجنبية والسياح بعد سنوات من الاضطرابات السياسية التي بدأت في أعقاب الانتفاضة الشعبية التي أطاحت بحسني مبارك عام 2011.
وقالت وكالة أنباء الشرق الأوسط الرسمية إن التصويت بدأ بالفعل في الساعات الأولى من صباح اليوم السبت في سفارات مصر في نيوزيلندا وأستراليا وستواصل باقي السفارات فتح أبوابها لاستقبال الناخبين على مدى ساعات اليوم نظرا لفروق التوقيت بين الدول.
وتوافد عشرات الناخبين على السفارة المصرية في الأردن للإدلاء بأصواتهم.
وقال خالد ثروت السفير المصري لدى عمان لرويترز "أتوقع إن شاء الله يبقى فيه إقبال كبير للشعور الوطني لدى المواطن المصري.. مهم جدا أنه يجي ينتخب البرلمان بتاعه."
وأظهرت لقطات لتلفزيون رويترز توافد بضعة رجال ونساء على مقر السفارة للإدلاء بأصواتهم.
ويستمر تصويت المصريين في الخارج في المرحلة الأولى التي تشمل 14 محافظة مصرية على مدى يومين بينما يصوت المصريون في الداخل على مدى يومين أيضا بدءا من غد الأحد.
وتقام المرحلة الثانية والأخيرة التي تتضمن 13 محافظة أخرى في شهر نوفمبر تشرين الثاني.
ويدلي المصريون في الخارج بأصواتهم في 139 سفارة مصرية لكن لن يكون هناك اقتراع في أربع دول هي سوريا واليمن وليبيا وأفريقيا الوسطى لتردي الأوضاع الأمنية فيها حسبما قالت اللجنة العليا للانتخابات.
ويتألف البرلمان الجديد الذي تبلغ مدة ولايته خمس سنوات من 568 عضوا منتخبا هم 448 نائبا بالنظام الفردي و120 نائبا بنظام القوائم المغلقة المطلق. ولرئيس الدولة أن يعين ما يصل إلى خمسة بالمئة من عدد الأعضاء.
ويبلغ عدد الناخبين المسجلين في مصر 55 مليونا و600 ألف شخص تقريبا وتشير تقديرات إلى أن عدد المصريين في الخارج يتراوح بين ستة وثمانية ملايين شخص.
وخلال انتخابات سابقة كان يتعين على المصريين في الخارج أن يسجلوا أنفسهم لدى السفارات قبل الانتخابات حتى يتسنى لهم التصويت لكن هذه المرة يحق لأي مصري في الخارج يحمل جواز سفر مصري أو بطاقة شخصية المشاركة في الاقتراع.
وقالت زينب حمدي لرويترز بعد الإدلاء بصوتها بالقنصلية المصرية في دبي "إحساسي أنا فرحانة.. جاية بانتخب انتخابات لبلدي.. حاسة إن بلدي كانت بتموت ورجعت تاني تعيش."
وقال وائل جاد سفير مصر لدى الإمارات في تصريح للتلفزيون المصري "لحد دلوقتي يعتبر الإقبال جيد. العملية منظمة بشكل جيد جدا. الانطباعات اللي احنا واخدينها من الناخبين أن الأمور بتتم بكل يسر وسهولة تامة."
ورصدت كاميرات رويترز توافد عشرات الرجال والنساء على القنصلية في دبي للإدلاء بأصواتهم وكان بعضهم يلتقط الصور التذكارية وهم يضعون بطاقات الاقتراع في الصناديق الزجاجية الشفافة.
ودعا الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي المصريين اليوم السبت للمشاركة في التصويت.
وقال "إنني اؤكد علي أهمية هذا الاستحقاق الذي سينتج لنا مجلس النواب صاحب السلطة التشريعية والدور الرقابي وصوت الشعب."
كما وجه رسالة للمصريين في الخارج قال فيها "أدعو ... سفرائنا الوطنيين أن يتوجهوا إلى مراكز الاقتراع ويبرزوا للعالم كله شكل مصر الجديدة وإصرار شعبها علي ممارسة الديمقراطية فانتم جزء لا يتجزأ من نسيج هذا الشعب العظيم."
ويتوقع مراقبون أن تشهد الانتخابات إقبالا ضعيفا من الناخبين.
وتقول أحزاب سياسية ونشطاء إن الانتخابات الحالية لا تقدم أي اختيارات. وتنتقد هذه الأحزاب الحرص على تغليب النظام الفردي على نظام القوائم وترى أنه ردة لسياسات مبارك التي كانت تفضل المرشحين الأثرياء وأصحاب النفوذ العائلي على الأحزاب.
ورغم حل الحزب الوطني الديمقراطي الذي كان يتزعمه مبارك فقد عمل أعضاؤه السابقون على مدى عام على تكوين تحالفات لضمان تشكيل كتلة كبيرة داخل البرلمان.