أرهب السائق المسن بسبب صورة عقائدية رمزية...
وسم #وقاحة_راكب_الليموزين يصعد قمة تويتر ويحشد لمعاقبة الراكب والطائفيين
الوسط - سعيد محمد
توحدت مواقف المئات من المغردين في المملكة العربية السعودية والخليج العربي بالدرجة الأولى، ومغردون من مختلف الدول في مرتبة ثانية على مؤشر الوسم الأكثر انتشارًا على حساب التغريد (تويتر) مطالبين بمعاقبة الراكب وكل الطائفيين بعد تداول مقطع صوره راكب لنفسه ويظهر فيه وهو يستجوب سائق الأجرة بأسلوب طائفي عند صورة عقائدية رمزية.
دونية وتخويف وترهيب
وظهر في المقطع المصور في المنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية، ويعتقد أنه في الأحساء، ظهر الراكب وهو يسأل السائق عن صورة رمزية ملحقة بتصميم سيف صغير (صورة تخيلية للإمام علي "ع" وسيف ذو الفقار)، وبدا الأسلوب في غاية الدونية والتخويف والترهيب مطالبًا السائق بالوقوف بالقرب من إحدى الدوريات، فيما السائق الكبير في السن، يستعطف ويطلب منه السماح بل وأراد تقبيل رأس الراكب من شدة خوفه وهلعه.
وتركت صورة السائق تلك في حالة الخوف والهلع أثرًا بالغًا في نفوس المغردين وكذلك مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي حيث انتشر وسم (هاش تاق #وقاحة_راكب_الليموزين) في قمة مؤشر التغريد TOP TWEET فيما انتشر الوسم أيضًا في حسابات انستغرام وسناب تشات، وبلغت المواقف المناهضة للطائفية وللترهيب ومهاجمة معتقدات الناس أعلى القائمة بل طالبت الجهات المعنية بالقبض على الراكب وإيقاع العقوبة التي يستحقها عليه كونه يهدد السلم الاجتماعي، ويمارس منهجًا منافيًا للأخلاق وللدين وللأسلوب المقبول _ إدا كان يهدف للوعظ أو الإرشاد – إلا أن المغردون الغاضبون كانوا يصفون الراكب بالصورة الداعشية المنتشرة في الكثير من المجتمعات التي تربت على رفض الآخر وتشربت الطائفية التي بدأت تدمر المجتمعات بشكل وحشي.
أن يكون الإنسان مهدد في وطنه!
وحال انتشار المقطع يوم الخميس 15 أكتوبر/ تشرين الأول 2015، أبدى أستاذ النقد الأدبي بجامعة الملك سعود صالح زياد دهشته متسائلًا :"ما الذي جعل الراكب متيقناً أنه يصنع بطولة لا جريمة؟ قد يكون بطلا فعلا لأنه مثل الطائفية في أشرس مظاهرها، أما الكاتبة والأديبة دلع المفتي فغردت كـ "أن يكون الإنسان مهددا في وطنه، بسبب مذهبه.ومهدد ممن؟ من أخوه في الوطن.تبا تبا وسحقا، وكان الكاتب خلف الحربي مباشرًا بصورة أعمق حينما كتب :" الارهاب والدعشنة والتناحر الطائفي لا يهبط فجأة من المريخ بل يبدأ أساسا من هذه الوقاحات الصغيرة"، وفي الجهة الأخرى، كان عدد من الحقوقيين ومنهم ضاوي بن سعيد عضو منظمة العفو الدولية يستنكر هذا الفعل من شخص (عسكري) يفترض أن يحمي الوطن، وأن ما فعله جريمة تشهير، وهذا ما غردت به المحامية فاطمة الحواج حيث كتبت في تغريدتها :"ليس من حقك تصوير اي شخص بدون رضاه فأنت ترتكب جريمة يعاقب عليها القانون/ حرية الأعتقاد حق ".
التغريدات الطائفية.. تفشل
وفي بعض التغريدات، احتدم التناحر والسباب والشتائم بين مغردين من الطائفتين، إلا أن تغريداتهم (الطائفية) لم تقاوم في ظل الموجة الأكبر من تغريدات المعتدلين، فالبعض كان يشير إلى جرائم (الرافضة الكفار أولاد المتعة) في العراق وفي سورية وعداوتهم لأهل السنة والجماعة، فيما كان الطرح الأشمل ردًا على مثل هوس التغريد المريض هدا هو أن لكل مواطن مهما كان مذهبه أن يمارس معتقداته، أما عن الجرائم التي يتم اسقاطها من هنا أو هناك، فوجود مجرمين وارهابيين من كل الأديان والطوائف، لا يعني اسقاط جرائمهم على مجتمعنا، ولا يعني أن المذاهب هي المشكلة.. بل أصحاب التكفير والتشدد هم الكارثة.
ولا يمكن انكار حجم التفاعل الإيجابي من ناحية الطرح الرافض للطائفية والاستهداف ومطالبة السلطات بالقبض على الراكب وتقديمه للعدالة، فيما طالب مغردون آخرون المؤسسة السعودية لحقوق الإنسان وكذلك المحامين والناشطين الحقوقيين للوقوف مع السائق ودعمه في الاجراءات الرسمية ولمنع أي محاولة لتخويفه أو تهديده، كما سارع الكاريكاتيرست السعودي مثيم عبدالمحسن برسم كاريكاتير لشخص يطلب من السائق أن (ممكن تفهمي شني هالصورة؟)، وقد أبدى المغرد مهند أبوعبيد إعجابه بالسائق كاتبًا :"مؤلم.. الحمدلله سائق الأُجرة كان رجلاً ليتحمل الراكب. أثق بالقضاء السعودي أنه سيقول كلمته"، فيما قال المغرد (نايفكو) :"اذا قرأت ردود الأفعال في هاشتاق #وقاحة_راكب_الليموزين ستعرف أننا بخير، وأن ماترمي له داعش في نشر الطائفية والفتنة في البلاد .. لن ينجح".
وعلى الجهة الأخرى الأشد في التغريد والمطالبة، سارع العديد من المغردين إلى البحث عن إسم الراكب (ر.م) مطالبين الجهات الرسمية بمحاسبته واسترجاع حق المواطن السائق، وعزز المغرد عبدالعزيز المعيرفي هده الدعوة وكتب :"التشهير عبر نشر مقطع فيديو يعتبر مخالفاً للمادة الثالثة في نظام الجرائم المعلوماتية يعرضه للسجن سنة و500 ألف غرامة".