رفع الدعم عن اللحوم... أليس قراراً إيجابياً لصحة أجسامنا؟
الوسط - محرر الشئون المحلية
وضعت أمي مائدة الطعام لنفاجأ بأن محتوى الأطباق بالنسبة إلى عددنا الكلي وهو 5 أفراد يخلو إلا ما ندر من اللحم الذي كان يشكل الطبق الرئيسي ويجذب إليه شهية الجالسين حول المائدة، فوقعت عيني على طبق العدس كوجبة رئيسية مع قرصين من الخبز وبضع تمرات موزعة ما بين أفراد الأسرة وبجانب صحن العدس هنالك السلطة المقتصرة على البقل والرويد كوجبة غداء قالت لنا أمنا عليكم يا أبنائي أن تعتادوا على تناولها بشكل يومي لأن اللحم بات سعره غالياً وطاقتنا المادية لا تستوعب إدخال اللحم في قائمة المشتريات عدا في مناسبة العيد، هذا إن استطعنا ادخار قيمة سعره في هذه المناسبة العزيزة على قلوبنا كأمة إسلامية وعربية؟ حال هذه الأسرة هل يتماشي مع أحوال أسر بحرينية أخرى وما هي الأسباب التي جعلت الأسرة تلجأ إلى خيار الحبوب والبقوليات عوضاً عن بروتين اللحوم هل بسبب كلفته العالية حقاً بعدما تم رفع الدعم عنه من قبل الحكومة، أم هنالك دواعٍ أخرى تستدعي من المواطن أن يطرق باب البقوليات كخيار صحي بالدرجة الأولى أقل كلفة وأكثر قيمة غذائية؟ أليس اللحم عاملاً رئيسياً في امتلاء بطوننا منه بالدهون والسمنة المفرطة؟ ألم يكن خيار الحكومة في محله حينما أوقفت الدعم لخشيتها من فرط السمنة لدى الجميع وما تلحقه من مشاكل صحية تتسبب بعاهات وأمراض مزمنة يصعب علاجها وتكلف موازنتها الكثير من الأموال في مسألة توفير سبل علاج هذه الأمراض العصرية كالسكري والضغط، وترشدنا إلى أهمية اللجوء إلى خيار المنتجات الزراعية لكونها أكثر صحة وأوفر على جيوب المواطن، كما أن المواطن بإمكانه أن يتأقلم ويألف عليها طالما هو ابن الأرض الذي عاش وتربى في مزارع بحرينية منتشرة بمساحات كبيرة في الوطن، وليس بالشيء الغريب عليه طالما اعتاد عليه منذ القدم؟