«المعارضة»: نقف في خندق واحد مع الهَبّة الفلسطينية للدفاع عن الأرض والمقدسات
أم الحصم - حسن المدحوب
أكدت قوى المعارضة الوطنية «وقوفها في خندق واحد مع الهبة الشعبية الواسعة التي تعيشها الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها أراضي الثمانية والأربعين».
واعتبرت قوى المعارضة في وقفة تضامنية مع الهبة الفلسطينية عقدت بمقر جمعية وعد في أم الحصم مساء الأربعاء (14 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) أن «هذه الهبة تأتي دفاعا عن الأرض والعرض والبشر والحجر والمقدسات التي تدنس على مرأى ومسمع من العالم».
وفي كلمة جمعية وعد، قالت نائب الأمين العام للشئون السياسية فريدة غلام إسماعيل: «نرحب ونشكر هذا الجمع الكريم الذي تجاوب مع دعوة القوى الوطنية الديمقراطية المعارضة، في هذه الوقفة التضامنية مع أهلنا في فلسطين، كما نتقدم لكم بالشكر الجزيل لكل من شارك من داخل وخارج البحرين».
وأضافت غلام «نقف اليوم في خندق واحد مع الهبة الشعبية الواسعة التي تعيشها الأراضي الفلسطينية المحتلة بما فيها أراضي الثمانية والأربعين، دفاعا عن الأرض والعرض والبشر والحجر والمقدسات التي تدنس على مرأى ومسمع من العالم. هبة من شأنها التأسيس لانتفاضة ثالثة أرادها الشعب الفلسطيني البطل للخلاص من الاحتلال وقطعان المستوطنين. نحيي في هذه الوقفة التضامنية الشعب الفلسطيني الأعزل إلا من إرادته، وهو يقاوم بعينه المفتوحة مخرز الاحتلال ويكسره».
وأردفت «منذ اللحظة التي ارتكب فيها قطعان المستوطنين جريمة حرق منزل عائلة الرضيع الفلسطيني علي الدوابشة في قرية دوما بمحافظة نابلس بالضفة الغربية، واستشهاد الطفل ذي الثمانية عشر شهرا، ووالده وبعدهما في سبتمبر الماضي استشهدت والدته متأثرة بحروقها البليغة، في واحدة من أبشع صور القتل التي تذكر بالمحرقة النازية إبان الحرب العالمية الثانية».
وأكملت «منذ تلك اللحظة والغضب الفلسطيني يتصاعد بوتيرة متسارعة حتى شملت الهبة مختلف المناطق الفلسطينية، ليسقط عشرات الشهداء والجرحى والأسرى، وتعلن فلسطين رفض حياة الذل تحت نير الاحتلال، الذي قرر رئيس وزراء حكومته بناء 300 وحدة استيطانية جديدة ردا على قرار محكمة شكلي بهدم منزلين يسكنهما المستوطنون. لم يلق القبض على المستوطنين الذين ارتكبوا جريمة حرق عائلة الدوابشة، بل أمعن نتنياهو وأركان حكومته في تدنيس المسجد الأقصى وبتوجيه المستوطنين المسلحين لاقتحامه في محاولة لاحتلاله بدءا من التقاسم الزماني الذي أرادوا فرضه على الشعب الفلسطيني».
وشدد غلام على أن «لفلسطين علينا حق الوقوف معها ومع شعبها ومع مقدساتها؛ المسجد الأقصى وكنيسة المهد التي ولد فيها السيد المسيح ببيت لحم. نقف مع أولئك الفتيان الذين ولدوا أثناء وبعيد اتفاقية أوسلو التي هدفت لإفراغ نتائج الانتفاضة الأولى من ايجابياتها على الشعب الفلسطيني... هؤلاء الفتية هم الذين يتقدمون الصفوف في ظل انقسام داخلي فلسطيني بين حركتي فتح وحماس، وهو انقسام أدى لخسارة القضية الفلسطينية وهجها وريادتها بين الثورات العربية والعالمية، فوهن التضامن الرسمي العربي، الشكلي أصلا، وتوارت القضية الأم خلف القضايا القطرية والاحترابات الداخلية في العديد من الدول العربية.
وأوضحت أن «أهم نتائج اتفاقية أوسلو هي الخلافات الداخلية الفلسطينية وإبعاد قضية فلسطين عن الواجهة، زيادة أعداد المستوطنين إلى مئات الآلاف في الأراضي المحتلة وخصوصا القدس التي يجرى تهويدها في ظل الصمت والتواطؤ العربي بما فيها الجامعة العربية ولجنة القدس التي تبخرت قبل أن يجف حبر تشكيلها».
وأشارت إلى أن «الأمة العربية تقف اليوم أمام مفصل تاريخي خطير، إما النهوض بإعادة الاعتبار للثوابت الوطنية والقومية وبناء التضامن العربي على أصول علمية واضحة، أو المزيد من الغرق في حمام الدم المتدفق في سورية والعراق واليمن وليبيا، بينما تضرب الأزمات السياسية بلدانا أخرى منها البحرين حيث الجمود السياسي والحقوقي، وحيث الأزمة الاقتصادية المالية تفعل فعلتها في إنهاك المواطن. كل ذلك بسبب فقدان بوصلة الطريق والفرار للحلول القطرية المنفردة التي زادت طين الأزمات العربية بلة وتعقيدا».
وذكرت أن «الدعم اللامحدود الذي تقدمه الدول الحليفة للكيان الصهيوني وخصوصا الولايات المتحدة الأميركية، أسهم في زيادة توحش قطعان المستوطنين ومن ورائهم حكومة الكيان، كما أن ترهل الوضع الرسمي العربي وعجز الأنظمة عن مواجهة استحقاقات المرحلة على الصعد الوطنية والقومية والدولية، أعطى الكيان الصهيوني دفعة جديدة للاستفراد بالشعب الفلسطيني وقواه الحية المقاومة للاحتلال، ما يتطلب صحوة شعبية عربية من المحيط إلى الخليج لمواجهة هذا الانحدار والتردي في الواقع العربي المأزوم، فالأنظمة العربية لن تقدم سندا للشعب الفلسطيني وهي غير القادرة على تقديم الحقوق المشروعة لشعوبها في الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية، فضلا عن فشلها في عملية التنمية المستدامة».
ولفتت إلى أن «الرهان في فلسطين على الشباب الذين يذهبون للموت بحثا عن حياة حرة كريمة ليس فيها محتل ولا مستوطن. رهان على أولئك الذين يحملون أرواحهم على كفوفهم متزنرين بالعزم والإرادة التي تقهر المحتل. هؤلاء هم الذين سيفرضون معادلتهم الجديدة على الجميع وسيفرضون إنهاء الخلافات الداخلية الفلسطينية بين فتح وحماس، وسينجحون إن لم توجه لهم طعنات من الخلف».
وطالبت غلام «بحل الخلافات بين حركتي فتح وحماس، والشروع في تشكيل قيادة موحدة للهبة الشعبية الفلسطينية وتطويرها لتكون انتفاضة عارمة على الاحتلال والمستوطنين. قيادة موحدة بين جميع الفصائل الفلسطينية المقاومة تضع برنامجا نضاليا واضحا من اجل تحقيق الأهداف المشروعة للشعب الفلسطيني».
وواصلت «كما نطالب النظم الرسمية العربية بالعودة لرشدها بقطع كامل العلاقات الدبلوماسية والتجارية والثقافية والرياضية مع الكيان الصهيوني، وتقديم الدعم اللازم للشعب الفلسطيني، بدلا من الفرجة والتواطؤ على التوحش الصهيوني».
وختمت غلام «وندعو جميع فئات الشعب البحريني والجماهير العربية لتقديم المزيد من الدعم لأسباب صمود الشعب الفلسطيني ومساندته في مواجهة الاحتلال ووقف العدوان المستمر عليه وتحرير أرضه وتشييد الدولة الوطنية المستقلة وعاصمتها القدس».
أما كلمة جمعية مقاومة التطبيع فألقاها عضو الجمعية عبدالرسول عاشور، وقال فيها: «نحن هنا اليوم نقف مع الشعب الفلسطيني المظلوم والمنسي ليس من الحكومات العربية فقط وإنما نطالب الشعوب بزيادة تضامنها ودعمها فلسطين».
فيما دعا الأمين العام لجمعية التجمع القومي عبدالصمد النشابة «الإخوة الفلسطينيين لتوحيد صفوفهم»، مؤكدا على «دعم انتفاضتهم ودعوة الشعوب العربية لدعم هذه الانتفاضة المباركة».
كما ألقى الشاعر كريم رضي مجموعة من قصائده التضامنية مع فلسطين وشعبها.