العدد 4786 بتاريخ 14-10-2015م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


نائب وزير الخارجية الروسي: الطريق سالكة من جديد أمام التعاون العسكري الروسي-الإيراني

الوسط - المحرر الدولي

أعلن نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أمس الثلثاء عن تسوية مشكلات توريد صواريخ "إس-300" كافة إلى إيران ، وفق ما نقلت قناة "روسيا اليوم" اليوم الخميس (15 أكتوبر / تشرين الأول 2015).

وصرح نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف بأن كل مشكلات الوثائق المرتبطة بتوريد منظومات الدفاع الجوي الروسية «إس-300 بي إم أو-1» إلى إيران، قد حلها البلدان، وبأن "المسار التحضيري (لتنفيذ الصفقة) قد أُنجز"، وأضاف "لذا لا أرى أي عقبات في الأمر".

وقد بدأت القصة عندما وقعت روسيا وإيران صفقة بشأن هذه الصواريخ عام 2007، لكن طهران لم تتسلمها، وخيم الفتور على العلاقات بين البلدين في عهد الرئيس الروسي آنذاك دميتري مدفيديف، الذي أصدر مرسوماً في أيلول/سبتمبر من عام 2010، يحظر فيه تزويد إيران بهذه الصواريخ تلبية لقرار مجلس الأمن الدولي رقم 1929، الذي صدر ذلك العام، على الرغم من أن هذه المنظومات هي «أسلحة دفاعية»، وأن العقد بشأنها وُقّع قبل 3 سنوات من صدور القرار الأممي.

وسبقت إصدار هذا المرسوم زيارة لرئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو في نهاية شباط/فبراير من عام 2010 إلى موسكو، حيث وعد بتزويد موسكو بـ50 طائرة إسرائيلية من دون طيار وبتوظيف استثمارات غير عادية في روسيا. كما وعد الأمريكيون بالمشاركة في ذلك، بينما لم يُستبعد توظيف السعودية استثمارات ضخمة في الاقتصاد الروسي وشراء أسلحة، بعد «التفاهم الشفهي» مع موسكو، خلال زيارة الرئيس فلاديمير بوتين إلى الرياض مطلع عام 2007، على شراء السعوديين 150 دبابة من طراز «تي-90» ومروحيات "مي-17".

 بيد أن العلاقات مع الغرب بقيت على حالها بين مد وجزر، والوعود الأمريكية والإسرائيلية والسعودية ظلت حبراً على ورق. وإضافة إلى ذلك، خسرت موسكو 167 مليون دولار أعادتها إلى طهران من ثمن الصفقة. في حين قدّر مركز تحليل تجارة الأسلحة في العالم «تسامتو» خسائر روسيا الإجمالية، التي تكبدتها من جراء وقف التعاون التقني العسكري مع طهران، بمبلغ يتراوح بين 11 و13 مليار دولار.

وقد أعادت هذه الخسائر إلى المربع الأول نتائج التحوّل الحاسم في العلاقات الروسية-الإيرانية، الذي حل في بداية ولاية فلاديمير بوتين الرئاسية الثانية عام 2005، عندما اتخذت السياسة الروسية الخارجية نحو الشرق الأوسط معالم استقلالية واضحة، حيث وقعت إيران وروسيا في تشرين الثاني/نوفمبر من عام 2005، وللمرة الأولى، عقد تسليح ضخماً، بقيمة مليار و400 مليون دولار، تلقت طهران بموجبه 29 منظومة صواريخ فعالة للدفاع الجوي من طراز «تور إم ــ1 إي».

يجب القول إن بوتين بعد عودته إلى الكرملين عام 2012، أصر على تحسين العلاقات مع إيران وإرضائها، وبدأ الحديث عن إمكان تزويد الجمهورية الإسلامية بمنظومات لا تقع تحت حظر مدفيديف، لكنها لا تقل فاعلية عن «إس-300».

وإزاء رفض طهران القاطع شراء مجموعة أخرى من صواريخ «تور إم-1 إي» الروسية الموجودة لدى الجيش الإيراني، أعلنت شركة «روستيك» الحكومية الروسية القابضة لصناعة وتصدير الأسلحة عن الاستعداد لتزويد الجمهورية الإسلامية بمنظومات الدفاع الجوي الصاروخية "أنتي-2500". لكن طهران أصرت على الحصول على منظومات "إس-300" المعدّة للدفاع عن المواقع الصناعية والإدارية الكبرى والقواعد ومراكز القيادة العسكرية من هجمات العدو الجوية والفضائية، ولذلك فهي مثالية لحماية المواقع النووية الإيرانية وجعل مهاجمتها باهظة الثمن.

وقد جاء توقيع بوتين مرسوما رئاسيا في شهر أبريل/نيسان الماضي برفع الحظر عن توريد هذه المنظومات إلى إيران، ليضع حدا في نهاية الأمر لهذه الملحمة المديدة، التي انتهى الآن المسؤولون الروس من وضع لمساتهم الأخيرة على وثائقها، وليفتح الطريق من جديد أمام التعاون العسكري مع إيران. 



أضف تعليق