المتهم اعترف بجريمته وزوجته أرشدت عن مكان الجثتين
الأمن المصري يكشف لغز مقتل كويتية ووالدتها السعودية
الوسط - محرر منوعات
لأنه لا توجد جريمة مكتملة الأركان، كان لابد للجاني ان يترك خلفه دليلا يوقعه في قبضة المباحث، هكذا يقول علم الجريمة. الحادث الذي هز الراي العام لبشاعته وطريقة حدوثه وغموضه في الوقت نفسه، لم يكن ليمر مرور الكرام على أجهزة الامن المصرية التي بحثت في كل الخيوط أملا في فك لغز اختفاء مواطنة كويتية ووالدتها السعودية واللتان سافرتا إلى مصر شهر أغسطس الماضي، وبحوزتهما مبلغ 35 ألف دينار، ذلك حسب ما أفادت صحيفة "الوطن" الكويتية اليوم الإثنين (12 أكتوبر/ تشرين الأول 2015).
وفيما أكد شقيق المواطنة الكويتية المختفية في مصر، خميس الخميس مقتل شقيقته في تغريدات له عبر حسابه الشخصي على موقع التواصل الاجتماعي "تويتر" بالقول: انتقلت إلى رحمة الله تعالى اختي هديل عبدالحميد الخميس و والدتي موضي فاضل الفضيلي ان لله وان اليه راجعون. مضيفا: أتوجه الان الى مصر لإنهاء الاجراءات القانونية لتسلم لجثمان اختي و والدتي. تكشفت تفاصيل جديدة حول حادثة العثور على جثتهما "في بئر بصحراء مصر وتحديدا في محافظة المنيا. حيث نجح قطاع البحث الجنائي لمحافظة المنيا جنوب مصر في ضبط خمسة من المصريين، خططوا للاستيلاء على أموال السيدتين وقتلهما، وقاموا بإلقائهما أحياء في بئر جوفي عمقه 20 متر وردمه عليهما لإخفاء الجريمة.
البداية كانت بتلقي اللواء حسين سيف، مدير أمن محافظة المنيا، جنوب مصر، إخطارا من وزارة الداخلية في منتصف سبتمبر الماضي، يفيد بتلقي الوزارة بلاغا من جهات دبلوماسية، باختفاء سيدة سعودية مقيمة بدولة الكويت، وابنتها التي تحمل الجنسية الكويتية أثناء تواجدهم داخل الأراضي المصرية منذ يوم 27 أغسطس الماضي.
وتلقت جهات دبلوماسية مصرية معلومات من أسرة الضحية، تفيد أن الضحية الأولى تمكنت من إرسال رسالة عبر هاتفها المحول، لإحدى صديقاتها بدولة الكويت تفيدها أنها مختطفة.
وبتتبع مسار الرسالة أمكن التوصل لمكان إرسالها بمنطقة صحراوية بالمنيا، لتكتشف الأجهزة الأمنية مقتل السيدتين، وقيام القتلة بإلقاء جثتيهما داخل بئر جوفي بمزرعة قبالة مركز سمالوط في المنيا وردمه.
وقادت تحريات قطاع البحث الجنائي بالمنيا، تحت إشراف اللواء محمود عفيفي، مدير مباحث المنيا، أن القتلة خمسة أقارب بينهم ربة منزل.
وكشفت التحريات أن صاحب فكرة القتل هو سائق من محافظة أسيوط كان يعمل بدولة الكويت لدى أسرة السيدة السعودية المتزوجة بالكويت، والتي تدعى "مودة ف.د."، 60 سنة، وابنتها "عقيلة ع.خ.أ."، 27 سنة كويتية الجنسية.
وأشارت التحريات إلى أن السيدتان رغبتا في شراء شقة بالقاهرة، وفكرتا في الاستعانة بالسائق المصري، لمساعدتهما بقدراته على الشراء وتقصي الأسعار.
وتوصلت التحريات أن السائق ويدعى "عبد التواب س."، 40 سنة مقيم بقرية تناغة بمركز القوصية في أسيوط، عرض على المجني عليهما الحضور لقريته كنوع من النزهة، وأخبرته السيدة بأنها تحمل مبلغا ماليا كبيرا تريد استثماره، فعرض عليها الدخول معه في شراكة على مزرعة يمتلكها، موجودة في إحدى قري الخريجين بالمنيا، هي قرية 4 بمركز سمالوط ووافقت السيدة على العرض.
واختمرت بذهن السائق فكرة سرقة المجني عليهما وقتلهما، وعرض الأمر على زوجته وأشقائها الثلاثة، فوافقوا واستدرج السائق السيدتين للمزرعة، التي يمتلكها هو وأشقاء زوجته.
وبعد وصول المجني عليهما إلى المزرعة تجول بهما داخل المزرعة، وأثناء تجولهما بالمزرعة عرض عليهم مشاهدة البئر، الذي يتم ري المزرعة منه، وأثناء ذلك قام بدفعهما داخل البئر، فسقطتا في قاع البئر، التي يبلغ عمقها 20 مترًا، ثم قام بردم البئر بالرمال والحجارة حتى لا ينكشف أمره.
وبعد تقنين الإجراءات تمكنت أجهزة البحث من مداهمة منزل السائق المتهم، حيث تم العثور على مبلغ 400 ألف جنيه داخل المنزل، تم إلقاء القبض على كل من السائق المتهم، وزوجته، و2 من أشقائها، وتم استخراج الجثتين من البئر، وتحرر محضر بالواقعة برقم 10166 إداري سمالوط، وتولت النيابة التحقيق.