الجيش السوري يتقدم في حماة بغطاء جوي روسي
بيروت – أ ف ب
حقق الجيش السوري أمس السبت تقدما في ريف حماة (وسط) الشمالي واللاذقية وذلك في اطار العملية البرية الواسعة التي بدأها منذ ايام، وبفضل غطاء جوي من الحليف الروسي الذي كثف غرااته في اليوم الحادي عشر لتدخله في سوريا معلنا استهداف 55 هدفا للجهاديين خلال 24 ساعة.
وفي واشنطن، اعلنت وزارة الدفاع الاميركية ان الولايات المتحدة وروسيا احرزتا "تقدما" خلال محادثاتهما السبت الهادفة لتجنب حوادث بينهما في المجال الجوي السوري الذي اصبح مكتظا بحركة المقاتلات.
وقال الناطق باسم البنتاغون بيتر كوك في بيان ان المحادثات "كانت مهنية وركزت على تطبيق اجراءات سلامة محددة"، مضيفا "لقد تم احراز تقدم خلال المحادثات ووافقت الولايات المتحدة على محادثات اخرى مع روسيا في المستقبل القريب".
واكدت وزارة الدفاع الروسية هذه المباحثات ووصفتها في بيان بانها كانت "مهنية وبناءة".
وسيطر الجيش السوري السبت على قريتي ام حارتين وعطشان وتل سكيك في ريف حماة الشمالي.
وقال مصدر عسكري سوري لوكالة فرانس برس ان "الجيش السوري يسيطر على تل سكيك الاستراتيجي في ريف حماة الشمالي تحت تغطية ضربات سلاح الجو الروسي".
ومن شأن سيطرة الجيش السوري على تل سكيك ان تفتح الطريق امامه الى خان شيخون جنوب محافظة ادلب (شمال غرب)، والتي تسيطر عليها فصائل اسلامية منذ ايار/مايو 2014 وتقع على الطريق الدولية بين دمشق وحلب.
واكد المرصد السوري لحقوق الانسان سيطرة الجيش السوري على قرية عطشان في ريف حماة الشمالي وقرية أم حارتين الى الشرق منها اثر معارك عنيفة مع فصائل اسلامية بينها جبهة النصرة.
واكد التلفزيون الرسمي السوري نقلا عن مصدر عسكري "احكام السيطرة على عطشان".
وفي اطار العملية البرية ذاتها، تتواصل المعارك العنيفة للسيطرة على التلال في ريف اللاذقية (غرب) الشمالي بين الجيش السوري وحزب الله من جهة و"جيش الفتح" وهو تحالف لفصائل اسلامية تضم جبهة النصرة من جهة اخرى.
وبحسب المرصد "تقدمت قوات النظام في منطقة كفردلبة وسيطرت على نقاط فيها في الريف الشمالي الشرقي للاذقية"، مشيرا الى ان "الاشتباكات ترافقت خلال الساعات الماضية مع قصف مكثف للطائرات الحربية الروسية على عدة مناطق في ريفي اللاذقية الشمالي والشمالي الشرقي".
كذلك نقل المرصد مقتل "ستة مواطنين من عائلة واحدة، هم رجل وزوجته وابناهما وابنتهما إضافة لطفلهما، جراء قصف من الطيران المروحي (السوري) بالبراميل المتفجرة على مناطق في بلدة التمانعة في ريف ادلب الجنوبي".
وتزامنت الاشتباكات السبت مع اعلان موسكو ان طائراتها "ضربت 55 هدفا لتنظيم الدولة الاسلامية في سوريا"، مشيرة الى انها دمرت ايضا 29 معسكرا لتدريب "الارهابيين" و23 موقعا دفاعيا ومركزي قيادة ومخزنا للذخيرة.
ووفق وزارة الدفاع الروسية فان الغارات استهدفت محافظات دمشق وحلب وحماة وادلب والرقة (وسط).
وبدأ الجيش السوري قبل يومين، مدعوما للمرة الاولى بغطاء جوي من الطائرات الروسية، عملية برية واسعة في مناطق في وسط وشمال غرب البلاد لا وجود فيها لتنظيم الدولة الاسلامية.
وفي ريف حلب الشمالي، شنت فصائل مقاتلة ليل الجمعة - السبت هجوما مضادا على تنظيم الدولة الاسلامية لاستعادة بلدات خسرتها خلال اليومين الماضيين فيما تستمر الاشتباكات بين الطرفين في تلك المنطقة من شمال سوريا.
ونقل المرصد السوري السبت سيطرة تنظيم الدولة الاسلامية مجددا على بلدة تل سوسين التي كانت حركة احرار الشام استعادتها منه ليلا.
ونقل التلفزيون الرسمي السوري السبت ان طائرتين من قوات التحالف بقيادة واشنطن "دمرتا محطتي كهرباء في منطقة الرضوانية السكنية شرق مدينة حلب، ما ادى الى انقطاع التيار الكهربائي".
ودخل النزاع السوري المتشعب الاطراف منعطفا جديدا مع بدء روسيا شن ضربات جوية قالت انها تستهدف "المجموعات الارهابية"، في حين تعتبر دول غربية ان هدفها الفعلي دعم قوات النظام في ضوء الخسائر الميدانية التي منيت بها في الاشهر الاخيرة.
وظهرت اشكالية تامين المجال الجوي السوري مع دخول روسيا عسكريا النزاع في سوريا في 30 ايلول/سبتمبر الماضي، في حين تقود الولايات المتحدة تحالفا ينفذ غارات في سوريا منذ ايلول/سبتمبر 2014 ضد الجهاديين.
وتشهد سوريا نزاعا بدأ في منتصف اذار/مارس 2011 بحركة احتجاج سلمية قبل ان يتحول الى حرب دامية متعددة الاطراف، تسببت بمقتل اكثر من 240 الف شخص وبتدمير هائل في البنى التحتية بالاضافة الى نزوح ملايين من السكان داخل البلاد وخارجها.