العدد 4780 بتاريخ 08-10-2015م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط الرياضي اونلاين
شارك:


الـ "فيفا"... إلى أين الآن؟

زوريخ - أ ف ب

بعد أن دخل الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) في الفوضى الشاملة مع إيقاف رئيسه السويسري جوزف بلاتر ورئيس الاتحاد الأوروبي الفرنسي ميشال بلاتيني مؤقتاً لمدة 90 يوماً، تطرح عدة أسئلة حول المستقبل أبرزها موعد الانتخابات الرئاسية المقررة في شباط/فبراير المقبل ومن بإمكانه تنظيف السلطة الكروية العليا من الفساد المتجذر فيها؟

"كلا، لا يوجد هناك أي سبب لتأجيلها"، هذا ما قاله غيدو تونيوني، المستشار السابق لفيفا وأحد الشخصيات الفاعلة سابقا في السلطة الكروية العليا، بشأن انتخابات رئيس جديد لفيفا في 26 فبراير/ شباط المقبل، فيما رأى القانوني السويسري مارك بييث في حديث مع وكالة فرانس برس انه "ليس من الضروري تأجيل الانتخابات، بل يجب انتخاب رئيس مؤقت لمدة سنتين من أجل تولي هذا المنصب".

وسيتولى الكاميروني عيسى حياتو رئيس الاتحاد الأفريقي ونائب رئيس فيفا مهمة الرئيس بالوكالة حتى موعد انتخاب رئيس جديد في الجمعية العمومية المقررة في 26 فبراير 2016.

ويبدو أن حياتو نفسه غير واثق من إمكانية انتخاب رئيس في الموعد المحدد للجمعية العمومية الاستثنائية، وهو قال لراديو فرنسا الدولي "ار اف اي": "كل شيء مرتبط بلجنة الإصلاحات التي ستجتمع قريبا. اذا كانت الفترة الزمنية قصيرة (من اجل تحقيق الإصلاحات اللازمة قبل الانتخابات) فيجب ان يتقدموا باقتراحات. اذا ارتأت بان المهلة الزمنية قصيرة، فهي تملك صلاحية القول +لم نحصل على الوقت الكافي لتحقيق الإصلاحات، وعلى الأرجح ان هناك حاجة للتمديد+".

ومع إيقاف بلاتر وبلاتيني الذي كان ينظر له كأبرز المرشحين لخلافة السويسري، يبدو ان هيكل فيفا بدأ ينهار على ابرز رموزه بسبب تهم الفساد والرشاوى وآخرها الدفع غير المشروع لمبلغ مليوني فرنك سويسري حصل عليها بلاتيني من فيفا عام 2011.

وقد استمع القضاء السويسري إلى بلاتر كمتهم وبلاتيني كشاهد أواخر الشهر الماضي في هذه القضية ثم توصلت لجنة الأخلاقيات المستقلة في فيفا إلى قرار إيقاف الرجلين مؤقتاً لمدة 90 يوماً عن ممارسة أي نشاط يتعلق بكرة القدم على الصعيدين المحلي والدولي.

كما قررت اللجنة إيقاف المرشح لرئاسة فيفا الكوري الجنوبي مونغ-جوون تشونغ ست سنوات، والفرنسي جيروم فالك الأمين العام السابق للفيفا لمدة 90 يوماً أيضا.

ويتواصل بالتالي مسلسل فضائح الفساد الذي يزلزل الفيفا منذ اواخر مايو/ أيار الماضي بعد أن ألقت السلطات السويسرية بناء على طلب القضاء الأميركي القبض على عدد من المسئولين واتهمت مسولين آخرين من أعضاء حاليين وسابقين في الفيفا وشركاء في شركات للتسويق الرياضي بتهم الفساد وتبييض الأموال.

وتشتبه وزارة العدل السويسرية بأن بلاتر وقع "عقدا (لمنح حقوق نقل مونديالي 2010 و2014) ليس في مصلحة الفيفا" مع الاتحاد الكاريبي للعبة عندما كان الترينيدادي جاك وارنر رئيسا له". وبالنسبة إلى المدعي العام السويسري هناك أيضاً "شك خلال تنفيذ الاتفاق بان يكون بلاتر تصرف بطريقة لا تخدم مصالح الفيفا منتهكا بذلك واجباته الإدارية".

وبشأن بلاتيني، ففي حين أن لجنة الأخلاق اعتبرت ترشيحه لرئاسة الاتحاد الدولي لم يبطل تلقائيا برغم إيقافه مؤقتاً حيث قال الناطق باسمها اندرياس بانتل "إن هذه المسألة (ترشيح بلاتيني) ليست من مهمة لجنة الأخلاق بل من صلاحيات لجنة الانتخابات في فيفا المعنية بدراسة صلاحية الترشيح"، فان سمعة النجم الفرنسي السابق باتت على المحك وان خلافة بلاتر تحولت إلى كابوس بعد أن كان ينظر إليه كأبرز المرشحين للمنصب.

واستمع القضاء السويسري إلى بلاتيني حول حصوله على المستحقات المتأخرة من الفيفا في عام 2011 لقاء عمل قام به كمستشار لبلاتر بين عامي 1999 و2002، ولم يقنع تبريره انه لم يطالب بهذا المبلغ فور انتهاء مهمته لان الفيفا كان يمر بظروف مالية صعبة في نهاية 2002 بعد إفلاس شركة "اي اس ال" الشرك التسويقي للاتحاد الدولي.

وفي ظل الوضع المحرج لبلاتيني وايقاف تشونغ لستة أعوام لاتهامه بأنه حاول في نهاية 2010 ترجيح كفة التصويت لمصلحة بلاده في حملة استضافة كأس العالم 2022، يطرح السؤال بشأن المرشحين المحتملين لخلافة بلاتر.

وقد تقدم حتى الآن إلى المنصب الأمير الأردني علي بن الحسين الذي كان منافس بلاتر الوحيد في انتخابات مايو الماضي، والنجم البرازيلي السابق زيكو ورئيس الاتحاد الليبري موسى بيليتي، إضافة إلى اللاعب الدولي الترينيدادي السابق دافيد ناكيد.

ومن المحتمل ان يكون هناك أيضاً الجنوب افريقي طوكيو سيكسويل الذي عين مؤخرا رئيس لجنة فيفا لمراقبة الوضع الكروي بين إسرائيل وفلسطين.

وقد أعرب أسطورة كرة القدم الألمانية "القيصر" فرانتس بكنباور منذ أيام عن دعمه للمناضل سيكسويل كمرشح محتمل للرئاسة، مشيرا إلى ان بإمكان رجل الاعمال والمعتقل السياسي السابق الاعتماد على دعم الاتحاد الالماني.

وقال بطل مونديال 1974 بان الاتحاد الألماني يدرك "المنزلة الرفيعة للجنوب افريقيين ومنزلة طوكيو سيكسويل" الذي كان من المنهاضين لنظام الفصل العنصري في جنوب افريقيا وكان معتقلا في جزيرة روبن ايلند إلى جانب شخصيات مثل الراحل نيلسون مانديلا الذي أصبح لاحقاً رئيسا للبلاد.

وتابع بكنباور: "انا أؤمن دون شك بان الاتحاد الألماني لكرة القدم سيدعم ترشيحه".

ولم يعلن سيكسويل (62 عاما) عن نيته للترشح لخلافة بلاتر الذي قرر وبعد ايام معدودة على انتخابه لولاية خامسة ان يتخلى عن المنصب دون ان يتركه حتى انتخابات اوائل العام المقبل، قبل ان يجبر مؤقتاً على تركه بسبب قرار إيقافه لتسعين يوما.

ويعتبر سيكسويل من المعارضين لبلاتر وطريقة إدارته للسلطة الكروية العلي التي تمر بالأزمة الأكثر خطورة في تاريخها منذ اعتقال 7 مسئولين حاليين وسابقين وتوجيه الاتهام الى 14 شخصا آخرين بطلب من القضاء الأميركي بتهم فساد ورشاوى وابتزاز وتبييض اموال.

ويبدو ان شخصا حياديا مثل سيكسويل يجسد رؤية اللجنة الاولمبية الدولية بالنسبة لمستقبل كرة القدم اذ طالبت امس الخميس بـ "مرشح موثوق من خارج عالم كرة القدم وعالي النزاهة" لترشيح نفسه للرئاسة.

وقال رئيس اللجنة الاولمبية الدولية الألماني توماس باخ في بيان "الفيفا يجب ان يكون مفتوحا على مرشح خارجي موثوق وعالي النزاهة كي يقوم بالإصلاحات الضرورية ويعيد الاستقرار والنزاهة الى المنظمة".

واضاف "هذا كثير. لقد طفح الكيل... نأمل بان يكون الجميع في الفيفا فهموا على الاقل انه من غير الممكن ان نبقى سلبيين. على الفيفا ان يعي ان الموضوع اهم بكثير من مجرد قائمة من المرشحين. هناك مشكلة في البنية ولن تحل الا بانتخاب رئيس جديد".

من جانبه، دعا رئيس الاتحاد الالماني للعبة وولفغانغ نايرسباخ الخميس بلاتر الى الاستقالة وبلاتيني الى التفكير بترشيحه لخلافة السويسري.

وقال "المستقبل يمكن ان يصنع من دون الرئيس السابق، من دون جوزيف بلاتر"، داعيا بلاتيني الى التفكير في ما اذا كان "يستطيع الاستمرار" في ترشيحه لخلافة السويسري.

واضاف "كل شيء كان واضحا قبل 14 يوما. الاتحاد الالماني من بين الداعمين الكثيرين لبلاتيني. علينا الان ان نعيد النظر بهذا الموقف ويعود اليه قبل كل شيء ان يحكم ما اذا كان يستطيع الاستمرار في ترشيحه مع هذا العبء الثقيل".

ويبدو ان بلاتر لا يستسلم على الطلاق ولن يرضى حتى بالإيقاف المؤقت وليس "المؤبد" إذ تقدم بطلب استئناف العقوبة الصادرة عن لجنة الأخلاقيات المستقلة في فيفا بحسب ما كشفت صحيفة "نيويورك تايمز" الأميركية اليوم الجمعة.

وأشارت الصحيفة الى ان بلاتر الذي يترأس فيفا منذ 1998، تذمر في رسالة الاستئناف التي أرسلها إلى رئيس غرفة التحكيم في لجنة الأخلاقيات المستقلة القاضي الألماني هانتس-يواكيم ايكرت، من معرفته بقرار إيقافه بعد ان اعلن عنه، وذلك بحسب الصحيفة.

وطالب بلاتر بأن يستمع اليه لكي يعرض كامل تفاصيل القضية أمام لجنة الأخلاقيات، وقد نقلت "نيويورك تايمز" عن شخص مقرب من السويسري بان الأخير علم بقرار ايقافه بعد ان نشر في وسائل الاعلام.

وفي ظل ايقاف بلاتر تتجه الأنظار الى حياتو من أجل إدارة السلطة الكروية العليا في هذه الفترة الحرجة، لكن الوضع الصحي لرئيس الاتحاد الافريقي غير مطمئن وهو ما زال في بلاده حتى الآن من اجل الخضوع لغسيل الكلى بحسب ما كشف لراديو فرنسا الدولي، وهذه العملية تجرى عادة للأشخاص الذين يعانون من فشل كلوي.

ويبقى معرفة موقف رؤساء الاتحادات الـ54 المنضوية تحت لواء الاتحاد الأوروبي في الاجتماع الذي حدد الخميس المقبل بمقر الأخير في مدينة نيون السويسرية من اجل التطرق الى الازمة الحالية.

ويأتي الاجتماع بناء على اقتراح رئيس الاتحاد الالماني نايرسباخ، فيما كان الاتحاد الانكليزي اعلن انه سيكون "هناك اجتماع للاتحادات الاوروبية الـ54 الاسبوع المقبل" للتطرق الى الوضع الراهن لكرة القدم العالمية.

وحسب قوانين الاتحاد الأوروبي، سيكلف "النائب الأول للرئيس" بمهام الرئاسة والامر يتعلق بالاسباني انخل ميغل فيار لونا (65 عاما)، وهو لاعب سابق في صفوف اتلتيك بلباو وعضو اللجنة التنفيذية منذ عام 1992.

كما دعا رئيس الاتحاد الآسيوي البحريني الشيخ سلمان بن إبراهيم آل خليفة الى اجتماع طارىء للجنة التنفيذية لفيفا.

وجاءت دعوة الشيخ سلمان، نائب رئيس الفيفا، في خطاب الى حياتو، كون الاخير اصبح القائم بأعمال رئيس فيفا، والاعضاء الاخرين في اللجنة التنفيذية.

واكد الشيخ سلمان في خطابه أن الاجتماع "يعتبر ضروريا من أجل جلب الاستقرار لكرة القدم العالمية لان هذه الظروف استثنائية، ولهذا يجب أن نجتمع. يمكننا فقط بشكل جماعي أن نتجاوز هذه الأوقات الصعبة".

وسيتم البحث بعقد اجتماع طارىء للجنة التنفيذية لفيفا الاسبوع المقبل بحسب ما اكد متحدث باسم فيفا اليوم الجمعة لفرانس برس، مؤكدا في الوقت ذاته ان القرار يعود الى حياتو.

 



أضف تعليق