"داعش" يتقدم باتجاه حلب واتهامات جديدة لحملة موسكو الجوية
بيروت - أ ف ب
أحرز تنظيم داعش فجر اليوم الجمعة (9 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) تقدماً سريعاً باتجاه مدينة حلب في شمال سورية في وقت اتهمت دول غربية مجددا روسيا بإعطاء الأولوية لمساندة النظام السوري في حملتها الجوية بدلا من محاربة المتطرفين.
إلى ذلك، واصل الجيش السوري بدعم من حزب الله اللبناني والطيران الحربي الروسي عمليته البرية ضد الفصائل الإسلامية في وسط وشمال غرب البلاد حيث لا وجود لتنظيم داعش.
وكررت فرنسا اليوم اتهامها لروسيا بان حملتها الجوية تهدف إلى حماية النظام السوري عوضا عن استهداف متطرفي تنظيم داعش. وقال وزير الدفاع الفرنسي جان ايف لودريان ان "80 الى 90 في المئة من العمليات العسكرية الروسية منذ نحو عشرة أيام لا تستهدف داعش (الدولة الاسلامية) بل تسعى خصوصا إلى حماية بشار الأسد".
وأعلن لودريان أن المقاتلات الفرنسية قصفت ليل الخميس معسكر تدريب تابعاً للتنظيم المتطرف في معقله في الرقة (شمال)، مؤكدا عزم بلاده على تنفيذ ضربات أخرى ضد المتطرفين.
ودخل النزاع السوري المتشعب الأطراف منعطفاً جديداً مع بدء روسيا في 30 سبتمبر/ أيلول بشن ضربات جوية قالت إنها تستهدف "المجموعات الإرهابية"، في حين تعتبر دول غربية أن هدفها الفعلي دعم قوات النظام في ضوء الخسائر الميدانية التي منيت بها في الأشهر الأخيرة منتقدة استهدافها فصائل "المعارضة المعتدلة".
وبحسب المرصد السوري لحقوق الإنسان، فان تنظيم داعش استغل تشتت الفصائل المقاتلة بسبب العملية البرية ضدها في مناطق عدة للتقدم ميدانيا وخصوصا في شمال مدينة حلب.
وقال مدير المرصد رامي عبد الرحمن لوكالة فرانس برس ان ما يحصل هو بمثابة "اكبر تقدم لتنظيم الدولة الاسلامية باتجاه حلب". واعتبر أن التنظيم المتطرف "يستغل التشتت في صفوف الفصائل المقاتلة التي تستهدفها الغارات الروسية في محافظات عدة".
ونقل عبد الرحمن عن مصادر ميدانية انه اثر معارك عنيفة استمرت طوال الليل وحتى الساعة الخامسة فجرا (02,00 تغ)، طرد التنظيم المتطرف الفصائل المقاتلة من بلدات عدة في ريف حلب تسيطر عليها منذ العام 2012 بينها تل قراح وتل سوسين وكفر قارص فضلا عن قاعدة مدرسة المشاة.
وأعلن تنظيم داعش في بيان باسم "ولاية حلب" سيطرته على مدرسة المشاة التي اعتبرها ذات "اهمية استراتيجية".
ووفق عبد الرحمن "قتل العشرات من الطرفين" خلال الاشتباكات.
وبعد سيطرته على تلك البلدات لم يعد تنظيم داعش يبعد عن مدينة حلب سوى حوالي 20 كيلومترا فقط، ليصبح أيضا على خطوط التماس مع مناطق وجود قوات النظام السوري وخصوصا قرب المدينة الصناعية الشيخ نجار، بحسب عبد الرحمن.
وأكد عبد الرحمن ان تنظيم داعش "وصل إلى اقرب نقطة له من مدينة حلب".
وتشهد مدينة حلب معارك مستمرة منذ صيف 2012، وتتقاسم قوات النظام وفصائل المعارضة السيطرة على أحيائها. ويستهدف مقاتلو المعارضة الأحياء الغربية تحت سيطرة قوات النظام بالقذائف فيما تستهدف قوات النظام الأحياء الشرقية تحت سيطرة الفصائل أو المتطرفين بالبراميل المتفجرة التي حصدت آلاف القتلى.
وفي ريف حلب ايضا، قتل احد "كبار مستشاري الحرس الثوري" الإيراني المستشار العسكري حسين همداني على يد تنظيم داعش، وفق ما اعلن الحرس الثوري الجمعة.
ونقلت وكالة الانباء الايرانية ارنا عن بيان للحرس الثوري ان "العمد همداني استشهد مساء امس الخمس ف منطقة رف حلب عل يد عناصر جماعة داعش الارهابة خلال تأديته مهماته الاستشارية".
وساهم دعم حزب الله والتغطية الجوية الروسية في تقدم الجيش السوري في عمليته البرية التي اطلقها على جبهات عدة في وسط وشمال غرب البلاد.
واعلن الجيش السوري الخميس ان المساندة الروسية كانت فعالة لقواته، لافتا الى انه احرز تقدما في منطقة الجب الاحمر الجبلية بين محافظتي حماة (وسط) وريف اللاذقية (غرب). وهي تعتبر ذات اهمية استراتيجية لإشرافها على منطقة سهل الغاب، التي تخوض فصائل "جيش الفتح" وهو تحالف من فصائل اسلامية تضم جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سورية)، مواجهات منذ أشهر للسيطرة عليها.
وبحسب عبد الرحمن، فان الحملة البرية "تهدف بالدرجة الأولى إلى حماية مناطق سيطرة النظام في محافظتي حماة واللاذقية، لتشن قوات النظام بعد ذلك هجوما مضادا لاستعادة محافظة إدلب شمالا".
وتشهد سورية نزاعا بدأ في منتصف مارس/ أذار 2011 بحركة احتجاج سلمية قبل ان يتحول الى حرب دامية متعددة الاطراف، تسببت بمقتل اكثر من 240 الف شخص وبتدمير هائل في البنى التحتية بالاضافة الى نزوح الملايين من السكان داخل البلاد وخارجها.