الإعلانات المعرَّبة بترجمة خاطئة تثير استياء المهتمين باللغة العربية
المنامة - محمد الجدحفصي
أثار انتشار ظاهرة الإعلانات التجارية المعربة بترجمة عربية خاطئة استياء عدد كبير من المهتمين باللغة العربية ومفرداتها ويرجع متخصصون أن تزايد انتشار تلك الممارسات يعود لضعف الرقابة من قبل الجهات المختصة على اللوحات الإعلانية ومضامينها.
ويعتبر التداخل اللغوي أمراً مألوفاً بين اللغات في حين أن تعريب الإعلانات التجارية والمنشورات الدعائية يعرف على أنه كتابة الاسم باللغة العربية ولكن بترجمة عربية خاطئة وهو ما رآه البعض على أنه يضر بالذوق العام ويهدد اللغة العربية كما وصفوه وهذا الأمر مدعاة للتوقف عنده على حد قولهم.
إلى ذلك قالت زهراء المتغوي «باتت المحلات التجارية، وإعلاناتها صحيفة «المواطن»، وصحيفة «السائح»، يستدل بها عن فكر وذوق وثقافة المجتمع، لذا سنّت كثير من القوانين التي تحسّن صورة كل بلد وتزيّنه في أعينِ الناظرين».
وأضافت «في الآونة الأخيرة بات ملفتاً تعريب بعض المحال تعريباً غير موفّق، إما إساءة للمعنى المراد أو ترجمته إلكترونياً ترجمة غير دقيقة، أو الوقوع في أخطاء لغوية ونحوية جسيمة».
وتابعت المتغوي «مما لا شك فيه أن بعض المحلات يقوم على إدارتها عمالة وافدة، ونظراً لعدم وجود مؤسسة أو هيئة مهمتها التدقيق على الإعلانات، باتت موضعاً للندرة والسخرية من قبل مواقع التواصل الاجتماعي».
وشددت المتغوي على التصدي لهذه الظاهرة حيث أشارت في ذلك بالقول: «أضم صوتي لجميع من طالب بالتصدي لهذه الظاهرة، لغيرتي على اللغة العربية التي هي اللغة الأم للوطن، ولحرصي على تلقي الأجيال لغة سليمة رصينة خالية من اللحن والأعجمية».
ومن جهته، قال الشاعر غازي الحداد «هذه من دلالات الهزيمة الحضارية للأمة العربية فالبقاء للأقوى والظهور للتميز. فلابد أن تسيطر لغة العلم والفن والإبداع، فالدول المصنعة والمنتجة والمبدعة تضع بصماتها اللغوية وخطوطها الفنية على اختراعاتها وهذه هي ميزة التطور والتقدم يدفع ضريبتها المتخلفون، كما أن مجاميع اللغة العربية في البلدان العربية المركزية تراجعت بل وقصرت عن مسايرة الانطلاق الفلكي في عالم التكنولوجيا والفن والجمال فسيطرت على عقول الناس وألسنتهم فالمواجهة المطلوبة شاملة أو واسعة تتطلب نهضة من الجذور وإلا فإن الأمور ستسير إلى الأسوأ إذا كان ذلك سيئاً. وسيواجه العرب هجمة كونية تسحق لغتهم وتراثهم وأنماطهم السلوكية والتربوية باضطراد متسارع إلى أن يصلوا والعياذ بالله إلى الإلغاء التام».
ومن جهتها، قالت معلمة اللغة العربية بمدرسة السلام وسار جميلة البرني «يعتبر تمثيل اللغة العربية في اللافتات التي توضع في الشوارع مخجلاً أحياناً باعتبار التداخل الحاصل بين اللغات المختلفة مع اللغة العربية سواء من خلال الترجمة الحرفية من اللغة الأجنبية أو من اللافتات التي تلفت النظر بأخطائها اللغوية ناهيك عن الأخطاء الإملائية الواردة في تلك اللافتات وقد تنتج عن جهل الكاتب في المقام الأول» .
وأضافت «يجب دعم اللغة العربية لنجعلها القاعدة الرئيسية التي سيتم من خلالها بناء عملية تعريب اللافتات. فاللافتات بأنامل آسيوية تشوّه جماليات اللغة وأصبحت الأخطاء تشد الانتباه وتستوجب قرارات صارمة من قبل المسئولين تجاه تلك المؤسسات التي سخّرت عمالة آسيوية لإعداد هذه اللوحات دون رقابة تذكر في بعض الأحيان ما خلّف العديد من المهازل اللغوية من شأنها أن تثير السخرية أحياناً ونراها بكثرة».
وتابعت البرني «لابد من قوانين لا تسمح للخطاطين بالعمل في هذا الإطار دون إجراء اختبار ناجح في اللغة العربية وهذا ما يجنب الإعلانات واللافتات في الشوارع العديد من الأخطاء».