جزارون: مجهولون هددوا شاحنة «المواشي» لمغادرة السوق لعدم شراء وبيع الذبائح
«المواشي» توقف توفير الذبائح الطازجة... والقصابون ينقسمون بين مُضرب وعامل
المنامة، المحرق - صادق الحلواجي
انقسم قصابو سوق المنامة المركزي أمس الأربعاء (7 أكتوبر/ تشرين الأول 2015)، بين ممتنعين عن شراء وبيع اللحوم في اليوم الثاني من قرارهم وقف أعمالهم، وآخرين كسروا القرار وعاودوا إلى تداولها.
ووفرت شركة «البحرين للمواشي» فجر أمس لحوم أبقار مبردة باكستانية اشترى منها عدد من القصابين والجزارين أصحاب الفرشات والمحلات الأخرى في مختلف مناطق البحرين، فيما لم توفر ذبائح طازجة نظراً إلى عدم تقدم أحد من القصابين بطلبيات لديها خلال الأيام الثلاثة الماضية لغياب الإقبال عليها بعد ارتفاع أسعارها مع دخول قرار إعادة توجيه الدعم للحوم حيز التنفيذ مطلع الشهر الجاري.
وأرجع موظفو الشركة عدم توافر الذبائح إلى أنها تعمل بالشروط والأحكام الجديدة التي عممتها على القصابين والتي تنص على أنه يجب أن تقدم الطلبية للشركة من قبل كل قصاب مكتوبة قبل 3 أيام على الأقل من موعد تسليمها، الكميات المطلوبة يجب تسلمها بالكامل، وما لم يتم تسلمه ستخصم قيمتها من حساب المشتري (القصاب)، الدفع يكون خلال فترة 3 أيام من تاريخ تسليم الطلبية على الأكثر، كل قصاب يجب أن يدفع مبلغاً قدره 500 دينار كتأمين، احتساب قيمة إضافية لقاء تسليم الطلبيات من اللحوم في مناطق غير الأسواق المركزية، الأسعار غير مستقرة وقد تكون متغيرة بحسب متغيرات الأسواق، في حال ارتفاع معدل الطلب على العرض فإنه يحق للشركة توزيع الكمية وفق تقديراتها الخاصة.
وعمد قصابون إلى استئناف أعمالهم مجدداً يوم أمس بعد قرار سبق أن اتخذوه يوم أمس الأول (الإثنين)، بوقف تداول اللحوم بعد تعرضهم لخسائر في ذبائح سبق أن اشتروها؛ نظراً إلى ارتفاع الأسعار وسط عزوف المستهلكين عنها. واقتصر عمل غالبيتهم أمس على ما كان متواجداً لديهم من ذبائح سابقة، وأخرى ذبائح أبقار مبردة باكستانية نظراً إلى انخفاض أسعارها ( 2.200 دينار) مقارنة مع أسعار الأغنام.
وقال قصابون: إن «الإقبال في السوق معدوم للغاية، والزبائن الذين يحضرون للشراء غالبيتهم أجانب ويطلبون ما لا يتعدى كيلوغراماً واحداً أو ثلاثة على الأكثر»، مضيفين أن «الملاحم الخارجية أكثرها لا تعمل حاليّاً، والمفتوح منها تكتفي بنصف ذبيحة وبالكاد تتمكن من تسويقها».
وتوقع القصابون أن تشهد سوق اللحوم حراكاً نسبيّاً طفيفاً اليوم (الخميس) وغداً (الجمعة) بحسب جاري العادة، إلا أن قيمة اللحوم المرتفعة ستكون عائقاً أمام العملية التجارية.
هذا، وفي تفاصيل أكثر، بين القصابون ممن عاودوا استئناف أعمال الجزارة أمس بعد توقف دام يوم فقط، أنه تترتب عليهم طلبيات خارجية استدعتهم إلى شراء اللحوم ومزاولة أعمالهم، وإلا فإن السوق المحلي في حال يرثى له ولا يوجد فيه أي زبائن إلا ما ندر. ومعطيات الحال تشير إلى أن الحكومة ماضية في قرارها من دون رجعة، ولا توجد نية في إعادة النظر بالأسعار، وسيفرض الأمر الوقع على الجميع، كما في حالات سابقة، ثم إن القصابين تترتب عليهم التزامات مالية أسرية وعمالية وإيجارات وفواتير شهرية، وبعضهم مصدره الوحيد هذا العمل، ومن الطبيعي أنه سيسعى إلى ضمان دخل، ولا نجد في ذلك خذلاناً أو تخلياً عن الزملاء القصابين.
وعن الرأي الآخر، أفاد القصابون الذين واصلوا حتى أمس امتناعهم عن تداول اللحوم، بأن «المشكلة لا تنحصر في ارتفاع سعر الذبيحة فقط، بل في عملية بيعها لاحقاً، فحتى لو رضخ القصاب لسعر الذبيحة، لا يجد بالتالي المستهلك الذي يقبل عليها، وقد حدث ذلك فعلاً حين قامت مجموعة بشراء الذبائح وعرضها للبيع من دون أي إقبال، واضطروا بعد ذلك إلى تخزينها في الثلاجات لتكون غير مرغوب فيها لاحقا».
وتابعوا «نطمح إلى أن تكون السوق مستقرة ومنتظمة، لكن ما تعرضت له العملية التجارية فيها كانت بمثابة صدمة، ولاسيما في ظل وجود البديل الأفضل لدى المستهلك مثل الأسماك والدجاج، فضلاً عن اللحوم المبردة والمجمدة التي تستخدمها غالبية الفنادق والمطاعم والمطابخ».
وعلى صعيد متصل، ادعى قصابون أن «مجهولين قاموا بتهديد سائق شاحنة شركة البحرين للمواشي يوم أمس الأول عند وصوله للسوق المركزي فجراً، وذلك للحيلولة دون تداول اللحوم، وقد غادرت الشاحنة إلى ساحة أخرى مجاورة. وفي اليوم التالي قام مسئولون من الشركة بالحضور بمعية الشاحنة المبردة إلى السوق لتفادي تكرار ما حدث، فضلاً عن تعرض عمال بعض القصابين إلى التهديد بالتوقف عن العمل».