العدد 4776 بتاريخ 04-10-2015م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


شاهد الصور... رجل أربعيني يتحدى إعاقته وينجز قصة رسوم متحركة من على سريره في المستشفى

ساو باولو - أ ف ب

تعج غرفة باولو هنريكي ماتشادو بالملصقات للأبطال الخارقين وكتب المغامرات المنتشرة في كل مكان حتى بالقرب من جهاز التنفس الاصطناعي... هو يصف المكان بأنه قلعته لكنه في الحقيقة غرفة مستشفى يعيش فيها منذ 46 عاماً وألف داخلها قصصا من الرسوم المتحركة.

فقد توفيت والدة باولو أثناء عملية ولادته وأصيب بشلل الأطفال عندما كان في عامه الأول ما أرغمه على قضاء حياته بالكامل على سريره في مستشفى في ساو باولو.

لكن كما الأبطال الخارقون الذين يحبهم، تحدى هذا الرجل البالغ 47 عاماً المصاعب بفضل مخيلته الواسعة.

ويقول باولو لوكالة فرانس برس "عندما كنت طفلاً، اضطررت لتحويل المستشفى إلى مدرستي. كنت ألعب وأدخل (على الكرسي المتحرك) إلى الغرف الأخرى... شلل الأطفال كان وباء في ساو باولو. كنا سبعة أشخاص في الغرفة لكن لم يتبق منا حالياً سوى نحن الاثنين".

وعلى السرير المقابل، تنهمك صديقته اليانا - واسمها ليكا في الرسوم المتحركة التي ألفها - في رسم لوحة بفمها. هذه المرأة التي الفت حتى اليوم كتابين لا يمكنها تحريك أي عضو في جسمها باستثناء رأسها في حين لا يزال باولو يتمتع ببعض القوة في يديه.

هذا الأمر يسمح له بالعمل على جهاز كمبيوتر ضخم يقوم حالياً بنقل رسوماته بالإبعاد الثلاثية ضمن مسلسل الرسوم المتحركة الذي ابتكره ويحمل عنوان "برينكاديرانتس" في تلاعب لفظي يجمع كلمتي "برينكار" (اللعب) و"كاديرانتي" (الشخص المقعد).

وقد شوهدت هذه الحلقة من الرسوم المتحركة أكثر من 65 ألفا و200 مرة على "يوتيوب" كما جرى تمويلها بفضل حملة عبر الإنترنت تم خلالها جمع 120 ألف ريـال برازيلي (حوالي 30 ألف دولار).

وتروي هذه السلسلة التي أخرجها باولو وألف السيناريو الخاص بها، مغامرات سبعة أطفال على كرسي متحرك يحاولون تحدي ظروفهم الصعبة والاستمرار في اللعب والمرح. وبعد عامين من العمل، يبحث باولو حاليا عن جهة ممولة للموسم الأول من السلسلة.

ويؤكد باولو بفخر خلال إشارته إلى الفصل الأول من هذه القصة الملونة أن "برينكاديرانتس قصة موجهة للأطفال تسعى لإظهار أن الأطفال المقعدين قادرون على اللعب واستكشاف العالم كما الآخرين. كما أن الهدف من ذلك يكمن في إظهار الصعوبات التي يواجهها" هؤلاء الأطفال.

هذه الحلقة التجريبية المستوحاة من الحياة الحقيقية لباولو وأصدقائه، تتطرق إلى زيارة ليكو (وهو الاسم الشخصية التي ترمز إليه في القصة) للمرة الأولى إلى مدينة للملاهي.

ويقول باولو "إنها قصة حقيقية. عندما كنت في سن العاشرة، كلما كنت اقترب من إحدى منصات مدينة الملاهي، كان صاحب المنشأة ينظر إلى على كرسي المتحرك ويعطيني لعبة قبل أن أبادر إلى اللعب. لكن ما كنت أريده حقاً هو اللعب (في مدينة الملاهي) وليس اللعبة".

كما أن باولو يسعى من خلال هذه القصة إلى توجيه تحية إلى أرواح رفاقه الخمسة المتوفين في غرفة المستشفى.

ويروي باولو بتأثر "فجأة يرحل أعز أصدقائك. هذا الألم يشبه فقدان أحد أطراف الجسم، لكن الجراح ستشفى وعندها يصبح المرء أقوى".

وقد "انطلقت" حياة باولو سنة 1992 عندما وجه رسالة إلى صاحب شركة للمعلوماتية يطلب منه فيها منحه جهاز كمبيوتر.

وكانت تلك بداية مغامرة لم تقده إلى انجاز قصة "برينكاديرانتس" فحسب بل سمحت له أيضاً بتعلم التصميم البياني إضافة إلى صداقة مع حوالي خمسة آلاف شخص على موقع فيسبوك وإمكانية المشاركة عن بعد بمؤتمرات دولية عن المعلوماتية في كندا ولوس أنجليس.

ويقول باولو "التكنولوجيا تتطور باستمرار. لقد أحببت كثيرا فيلم +أفاتار+ لأنه يدور حول قصة شخص مشلول يدخل في جسد آخر بفضل التكنولوجيا. الحصول على حرية أكبر يمدك بالشجاعة ويجعلك لا تخاف شيئا".

وتمثل السينما بالنسبة لباولو نافذة مفتوحة على الحياة لم يعد يريد التخلي عنها منذ أول مرة دخل فيها إلى هذا العالم عند مشاهدته فيلم "اندبندنس داي". وقد كان عمره حينها 29 عاماً وقطع على نفسه وعداً بأنه سيؤلف أيضا رواياته الخاصة يوما ما.

وقام عدد من نجومه المفضلين بزيارته في المستشفى بينهم سائق الـ"فورمولا 1" الشهير الراحل ايرتون سينا والمخرج البرازيلي المعروف للرسوم المتحركة كارلوس سالدانيا.

لكن لا يزال لديه أحلام يطمح إلى تحقيقها. ويقول "حاليا أحلم في أن تصبح قصة +برينكاديرانتس+ مسلسلاً تلفزيونياً ولتتحول بعدها إلى فيلم طويل يعرض في صالات السينما".

 




أضف تعليق