روسيا تعتزم تكثيف ضرباتها الجوية في سورية
بيروت - أ ف ب
أعلنت روسيا اليوم الأحد (4 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) شن ضربات جوية عدة استهدفت عشرة اهداف لتنظيم "داعش" في سورية، فيما تواصل الدول الغربية اتهام موسكو بالدفاع عن نظام الرئيس بشار الاسد واستهداف الفصائل المعارضة.
وقالت وزارة الدفاع الروسية انه "خلال الساعات الـ24 الماضية قامت طائرات سو-34 وسو24 ام وسو-25 بعشرين طلعة جوية".
واشارت الى "ضرب عشرة اهداف بنى تحتية لجماعات داعش"، مؤكدة ان الجيش يوسع حملة القصف الجوي. ووصف الرئيس التركي رجب طيب اردوغان الاحد "الخطوات التي تقوم بها روسيا وحملة القصف في سورية بانها غير مقبولة باي شكل من الاشكال"، معتبرا انها "ترتكب خطا جسيما".
وقال في مؤتمر صحافي في مطار اسطنبول قبل توجهه في زيارة الى فرنسا "روسيا وايران تدافعان عن الاسد الذي ينتهج سياسة تقوم على ارهاب الدولة".
ودخل النزاع المتشعب الاطراف في سورية والذي بدأ بحركة احتجاج سلمية في منتصف اذار/مارس 2011، منعطفا جديدا مع شن روسيا منذ الاربعاء ضربات جوية تحت شعار "مكافحة الارهاب"، في اطار عملية قالت انها ستستمر "ثلاثة الى اربعة اشهر".
واعلنت موسكو السبت عزمها على تكثيف الضربات الجوية التي تشنها في سورية انطلاقا من قاعدة عسكرية في محافظة اللاذقية (غرب).
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان الاحد ان "طائرات حربية نفذت بعد منتصف ليل السبت الاحد ضربات عدة على مناطق في شمال مدينة الرقة"، معقل تنظيم "الدولة الاسلامية" في شمال سورية.
وفي وسط سورية، افاد المرصد عن تنفيذ "طائرات حربية يعتقد أنها روسية ضربات عدة استهدفت قريتي الغجر وام شرشوح في ريف حمص الشمالي"، مشيرا الى مقتل شخص واصابة اخرين بجروح.
وتسيطر فصائل مقاتلة بالاضافة الى جبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سورية) وفصائل اسلامية على ريف حمص الشمالي. وسبق ان شنت الطائرات الروسية الاربعاء غارات استهدفت مدينتي الرستن وتلبيسة وقرية الزعفرانة الواقعة في ريف حمص الشمالي.
وقال مسئول رفيع في رئاسة الاركان الروسية الجنرال اندريه كارتابولوف السبت "نفذ سلاح الطيران الروسي اكثر من ستين ضربة في سورية مستهدفا اكثر من خمسين موقعا لبنى تحتية لتنظيم “داعش” الارهابي"، بينها مخازن ذخيرة ومتفجرات ومعسكرات تدريب.
واضاف "لقد نجحنا في خفض القدرات العسكرية للارهابيين الى حد كبير (...) لقد بدأ الذعر ينتابهم وسجلت حالات فرار في صفوفهم" مضيفا ان "حوالى 600" مسلح من تنظيم “داعش” "غادروا مواقعهم" ويحاولون الفرار الى اوروبا.
وتشكك القوى الغربية بنوايا موسكو منتقدة استراتيجيتها التي ترى ان هدفها دعم نظام الرئيس بشار الاسد اكثر من استهداف تنظيم “داعش”.
وبحسب الاستخبارات البريطانية، فإن خمسة في المئة فقط من الضربات الروسية استهدفت تنظيم “داعش”، كما ان معظم الغارات "قتلت مدنيين" واستهدفت فصائل معتدلة.
وقال رئيس وزراء فرنسا مانويل فالس الاحد ان روسيا "يجب الا تخطئ الاهداف" في سورية بضرب منظمات غير "تنظيم "داعش" مذكرا ايضا بضرورة تجنب المدنيين.
وشدد في تصريحات على هامش زيارة لليابان على انه "يجب ضرب الاهداف الجيدة وتحديدا داعش. واذا كانت داعش هي العدو الذي يهاجم مجتمعاتنا، وهذا صحيح بالنسبة لفرنسا، فانه يمكن ان يكون صحيحا ايضا بالنسبة لروسيا، وبالتالي يتعين ضرب داعش وندعو الجميع الى عدم ارتكاب خطأ في الهدف".
لكن المتحدث باسم الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ديمتري بسكوف ابدى اسفه الاحد لعدم تمكن الدول الغربية حتى الان من ان تشرح لموسكو من هم المعنيون بـ"المعارضة المعتدلة".
وقال بسكوف في تصريحات للتلفزيون الروسي ان بوتين خلال لقائه الرئيسين الفرنسي والالماني الجمعة في باريس "اعرب عن اهتمامه الكبير بهذه المسألة وسأل عن الفرق بين المعارضة المعتدلة وغير المعتدلة. وحتى الان، لم ينجح احد في تفسير ما هي المعارضة المعتدلة".
وجدد كارتابولوف السبت التأكيد على ان روسيا لا تستهدف الا "الارهابيين" في سورية. وعلى غرار النظام السوري، يصنف الكرملين كل فصيل يقاتل نظام الاسد بـ"الارهابي" بخلاف دول الغرب.
وابدى الرئيس الاميركي باراك اوباما الجمعة اسفه لعدم تمييز الروس بين المجموعات المستهدفة في سورية. وقال "من وجهة نظرهم كل هؤلاء ارهابيون. وهذا يؤدي الى كارثة مؤكدة".
واستهدفت روسيا منذ بدء عملياتها العسكرية الاربعاء في سورية مواقع للتنظيم المتطرف، بالاضافة الى مواقع تابعة لجبهة النصرة (ذراع تنظيم القاعدة في سورية) وفصائل اسلامية متحالفة معها، بحسب مصادر سورية والمرصد.
كما استهدفت الضربات، على نطاق اضيق، مواقع تابعة لمقاتلي الفصائل المعارضة التي تتلقى دعما اميركيا.
وتمكنت "جبهة النصرة" المدرجة من واشنطن على قائمة المنظمات "الارهابية، وفصائل اسلامية متحالفة معها ابرزها حركة احرار الشام، من التوسع خلال هذا العام على حساب قوات النظام وتحديدا في محافظة ادلب (شمال غرب)، في حين ركز تنظيم "داعش" هجماته ضد الفصائل المقاتلة، وتمكن من الاستيلاء على مناطق عدة كانت تحت سيطرتها.