بعد اكتشاف بقايا عظام موتى
أهالي الزنج يدشنون عريضة رفضاً لتأجير «الجعفرية» المقبرة
الزنج - محمد الجدحفصي
دشن أهالي الزنج أمس الخميس (1 أكتوبر/ تشرين الأول 2015) عريضة رفضا لإقدام إدارة الأوقاف الجعفرية على تأجير مقبرة الخريص لأحد المستثمرين لبناء مشروع تجاري، ويأتي ذلك بعد اكتشاف الأهالي بقايا عظام في أرض المقبرة إثر قيام البعض منهم بحفرها.
وذكر الأهالي أن مقبرة الخريص في الزنج من أقدم المقابر بالبحرين، مشيرين إلى أن هذه المقبرة استهدفت من قبل ومازالت تستهدف حتى هذا اليوم، من قبل من أسموهم بالمستثمرين الجشعين وبعض المحسوبين على الجهات الرسمية، حيث تم مؤخرا تأجير جزء كبير منها لمشروع تجاري.
وأضافوا انه «حتى تلك المساحة المتبقية من المقبرة مازالت تستهدف هي الأخرى على يد إدارة الأوقاف الجعفرية الحالية»، موضحين أنه خلال الأيام الماضية وتحت وضح النهار، قامت جرافات المستثمر بالدخول إلى المقبرة وطمست القبور بحيث تمت تسويتها بالأرض، فضلاً عن أنها مازالت عازمة على مواصلة البناء، إذ قامت بوضع أكوام التراب كخطوة مسبقة للمباشرة في البناء، مما يترتب عليه قطعا المس بحرمة الأموات المدفونين في المقبرة.
وتابعوا «رغم حاجة الأهالي لهذه المقبرة لدفن أمواتهم، إلا أن العمل مستمر من قبل المستثمر»، مطالبين الجهات الرسمية بالتدخل المباشر للحفاظ على هذه المقبرة العريقة، ومطالبة «الجعفرية» بفسخ عقد إيجار المقبرة وتهيئتها لدفن الموتى.
يأتي ذلك، فيما أكد رئيس إدارة الأوقاف الجعفرية الشيخ محسن العصفور أن المقبرة المذكورة «تعتبر من المقابر الدارسة، التي مضى أكثر من 70 عاماً على ترك الدفن فيها»، مشيراً إلى «حصول الأوقاف على إذن كتابي من محكمة الاستئناف العليا الشرعية-الدائرة الجعفرية بجواز استثمارها لصالح المبرات الخيرية العامة بدلاً من تركها بلا انتفاع».
وأضاف العصفور في تصريحات لـ»الوسط»، بأنه لما تركت المقبرة دون استخدام منذ 70 عاماً، فإن آثار قبورها قد عفت، موضحاً «نظراً للامتداد العمراني المحيط بها؛ فقد كثرت طلبات استثمارها. وعليه، فقد خاطبت إدارة الأوقاف قبل أكثر من 5 سنوات محكمة الاستئناف العليا الشرعية الدائرة الجعفرية للحصول على إذن شرعي باستثمارها لصالح المبرات الخيرية العامة، وقد حصلت على موافقة كتابية تتضمن ذلك بدلاً من تركها بلا انتفاع».
وأسهب العصفور «يمكننا الاستفادة من استثمار المقبرة، كمورد من الموارد المالية التمويلية التي تخدم الطبقة الفقيرة في المجتمع، وتوفير دعم مالي للحالات الإنسانية الطارئة، كتعرض أسر لحريق منزلي وتشردهم بلا مأوى، ونحو ذلك من الموارد المستعجلة التي تتطلب توفير خدمات فورية من سكن مؤقت وأثاث وملابس وما شابه ذلك».
وبيَّن العصفور «وهذا الأمر هو الذي تسعى إليه الادارة الحالية ضمن توجهات أعضاء مجلس الأوقاف في تعزيز الشراكة المجتمعية وبناء المزيد من جسور التواصل مع جميع شرائح المجتمع»، كاشفاً عن «خطط لإنشاء قاعدة استثمارية قوية تتضمن مجموعة عقارات مماثلة». وأوضح العصفور أن «الأوقاف تتواصل حالياً مع الديوان الملكي للتعجيل بتسجيلها ضمن أوقاف المبرات الخيرية العامة، حتى تتمكن من خلالها الإدارة في المستقبل القريب من تقديم خدمات انسانية واجتماعية متميزة بشكل دائم».
من جهة أخرى، كشف رئيس الأوقاف الجعفرية أن «جيران مسجد الرسول الأعظم (ص)، طالبوا بتخصيص أرض المقبرة كوقف يبنى عليه شقق ومحلات تجارية لصالح إعمار وصيانة المسجد فقط»، مضيفاً «وهو ما لم نوافق عليه، حيث أبلغناهم بإمكانية تقديم أي طلبات تتعلق بصيانة المسجد لتوفير الموازنة بحسب الإمكانات المتوافرة من موارد الأوقاف المتاحة ضمن مايسمى بموارد صرف وقف المساجد المحتاجة».