الأسر البحرينية تودع اللحم المدعوم بـ «العشاء الأخير»
«العشاء الأخير» وفقاً لموسوعة الويكيبيديا كان آخر ما احتفل به يسوع المسيح مع تلاميذه وحوارييه، قبل أن يتم اعتقاله ومحاكمته وصلبه، ولعل فيه شبهاً نفسياً من «العشاء الأخير» للأسر البحرينية، مساء أمس الأربعاء الذي تناولت فيه للمرة الأخيرة لحماً بأسعار مدعومة، حيث تسري أسعار جديدة للحوم منذ اليوم الخميس.
مساء أمس الأربعاء، ازدحمت المطاعم كونها وجهة مفضلة للبحرينيين لتناول عشائهم عادة، لكنه الازدحام الأخير لتناول اللحوم بأسعارها الاعتيادية قبل أن تطالها يد الصعود المتوقع بعد سريان أسعار اللحوم الجديدة بدءاً من اليوم الخميس.
على مدى أربعة عقود ظلت أسعار اللحوم مدعومة عند سعر دينار واحد للكيلو، ورغم صعود هذه السلعة خلال كل هذه السنوات إلا أن الحكومة كانت تحفظ عهدها للناس بأن سعر اللحوم الحمراء سيظل مدعوماً بذات السعر، غير أن الانخفاض الحاد في أسعار النفط التي تشكل 86 في المئة من موازنة الدولة، ونزول الإيرادات فعلياً لأكثر من النصف عن العام السابق وتنامي الدين العام الحكومي، حتم عليها اتخاذ قرارات قالت إنها «صعبة»، كان أبرزها حتى الآن على الصعيد الشعبي رفع الدعم عن اللحوم ورفع أسعاره بما لا يقل عن 250 في المئة عن السابق، وربما بقية «القرارات الصعبة» ستأتي تباعاً قريباً.
يقول البحرينيون، أن اليوم الخميس ليس كأمسه الأربعاء، فالكيلو الواحد يباع اليوم بضعفين ونصف عن سعر يوم أمس، لذلك فإن يوم أمس كان الفرصة الأخيرة للاستمتاع بصحن لحم مشوي قبل أن ترتفع أسعاره طبيعياً مع ارتفاع أسعار اللحوم.
محلات المشويات والتكة البحرينية المعروفة، كانت على موعد مساء أمس مع حدث استثنائي لم يحدث طوال أكثر من 40 عاماً، ومعهم بالتأكيد الأسر البحرينية التي فضلت أن تودع اللحم المدعوم بصحن تكة وريش مشوية، قبل أن تجبرهم الأسعار الجديدة على التفكير ملياً أكثر من مرة، قبل زيارة المطاعم والاستلذاذ بلحمها مجدداً.
إذن، ودعت الأسر البحرينية بهناء عشائها الأخير المدعوم، لكن قرارات اقتصادية صعبة تنتظرها خلال الأيام المقبلة، بعد توجه الحكومة لرفع الدعم عن الكهرباء والبنزين قريباً.