في جديد مجلة «الكلمة» اللندنية...
نظرية فلسفية في الحجاج... بيروت 2015... ومحاضرات في الإخراج السينمائي
لندن - مجلة الكلمة
بعد أن أكملت مجلة (الكلمة)، التي يرأس تحريرها الدكتور صبري حافظ، مئة عدد في مسيرتها التي حافظت فيها علىموعدها الشهري مع القارئ واستقلالها؛ ها هي تفتتح المئة الثانية بعدد حافل بالدراسات والنصوص الإبداعية الثرية، فيهمحور خاص من أربع دراسات ضافية عن البلاغة الجديدة ودينامية النص وقضايا الحجاج والتنظير الفلسفي والأدبي لها،يعود إلى الأصول الفلسفية للبلاغة منذ معركة أفلاطون مع السفسطائيين، ويرصد ما تناول طرحه المكرس لها من نقدجديد. ومحور آخر عن السرد العراقي يضم أعمال عدد من أبرز المبدعين فيه، يطرحه محرر باب السرد في (الكلمة)كنموذج لمحاور مماثلة لسرد الأقطار العربية الأخرى، ودعوة نرجو أن يستجيب لها الكتاب في هذا المجال. كما أن به أكثرمن دراسة عن الواقع العربي، بدءا من تأمل الإطار التاريخي والجغرافي للحضارة العربية، والتعرف على مصادر قوتها،وصولا إلى دراسة طبيعة مؤسسة المخزن المغربية لدى مختلف دارسيها، وحتى آليات العولمة ودور المتثاقف العربي المستلبفيها. وبالعدد أيضا متابعة لما يدور الآن في بيروت، وعرض لكتاب ألماني مهم عن العواقب الكارثية لسياسات الولاياتالمتحدة وبريطانيا في عالمنا العربي، ودراسات ومقالات عن القصة والرواية والمسرح والسينما، فضلا عن احتفائه كالعادةبالمواد النقدية والنصوص الإبداعية، حيث قدم رواية جديدة من العراق، وديوانين شعريين: أولهما لشاعر فلسطيني،والثاني لشاعر مصري. كما ينطوي العدد على طرح العديد من القضايا ومتابعة منجزات الإبداع العربي من شعر وقص؛مع أبواب (الكلمة) المعهودة من دراسات وشعر وقص وعلامات ونقد وكتب وشهادات/ مواجهات ورسائل وتقارير وأنشطةثقافية.
فإلى جانب الدعوة التي وجهها محرر الكلمة الروائي سلام ابراهيم الى عموم المبدعين العرب قصد تقديم محاور سردية ممثلة لمنجزات عربية من مختلف الحساسيات، يفتتح الناقد الدكتور صبري حافظ باب دراسات باستكمال مقاربته لرواية "الطلياني" حيث يكشف فيها عن دور الشخصيات في رسم خريطة العلاقات المعقدة في الواقع التونسي والكشف عن سريان العطب في مؤسساته وفي نفوس أبنائه معا، وكيف أدى هذا إلى تدمير طاقته وقدرته على النمو والتطور، وملأه بالغضب الكظيم. ويقدم الناقد المغربي مولاي مروان العلوي قراءة في كتاب "دينامية النص: تنظير وإنجاز" ساعيا إلى إبراز الخلفيات العلمية والإبستمولوجية للمفاهيم والأدوات الإجرائية التي اعتمدها في بناء نظريته وتحليله، وعن "الشكل الروائي والتحولات المجتمعية" يستقصي الناقد شوقي عبدالحميد يحيى جدل العلاقة بين الشكل الروائي والتحولات المجتمعية، فيما يجادل الباحث يعرب نبهان "الإطار التاريخي والجغرافي للحضارة العربية" واللذين ساعدا على إنضاج حضارة عربية راقية. وتنقلنا الأكاديمية الجزائرية فاطيمة داود في رحلة بحثية عن "التجليات التناصية في رواية الخيميائي"، فيما تقدم الباحثة السودانية خديجة صفوت القسم الأول من دراستها "حرية الصهيوني القبلي وحرية من عداه" في استقصاء للعلاقة الجدلية بين المتثاقف العربي والغايات المضمرة لسلطة رأس المال، ويساجل الباحث العراقي حيدر علي سلامة في "بلاغة الإنسان مقياس كل شيء" مجموعة من الأفكار السائدة حول "تضليل الرأي العام، ويتناول الباحث المغربي محمد حماس "مؤسسة المخزن في التراث السياسي الشعبي" كاشفا لآلية عملها في المغرب، فيما يخصص الباحث البجيكي شاييم بيرلمان دراسته ل"نحو نظرية فلسفية في الحجاج".
ونقرأ في باب شعر ديوان "دمع الجزيرة سال على تغريبة بني هلال" للشاعر الفلسطيني منير موسى، كما يقدم الشاعر المصري شريف الشافعي مقاطع من ديوانه "مصابيح مطفأة تحكي عن الضوء"، وتنشر الكلمة قصائد للشعراء: هبة رمضان شريقي، عبدالسلام الشبلي، نمر سعدي، أميرة الوصيف، آمال عواد رمضان. في باب السرد نقرأ ملفا خاصا عن المنجز الإبداعي العراقي وقد شارك فيه: محمد خضير، لطيفة الدليمي والتي تقدم نصا روائيا موسوما ب"موسيقى صوفية"، لؤي حمزة عباس، علي بدر، ابراهيم أحمد، دني طالب، حميد العقابي، زعيم الطائي.
في باب نقد، يكتب إلياس خوري عن "بيروت 2015"، ويقرأ الأمين المصباحي رواية يوسف فاضل "قط أبيض جميل معي يسير"، ويموضع بليغ حمدي اسماعيل "التصوف .. التجربة المربحة مع الله" في التاريخ، أما محمد الأمين بحري فيتناول "أبطال الطاهر وطار.. انسجام الخطاب وتفكك العالم" في رواية الزلزال، وتتبع عائشة سجيد "التيمات الموضوعاتية في ديوان كريمة دلياس"، في "العلاقات الدلالية: محدد لدلالة الألفاظ"، يشدد مولاي مروان العلوي على اختلاف المعجم الفردي عن ذلك المرتب، ومن ذاكرة الكاتب عيد اسطفانوس تحضر مصر الجميلة من منتصف القرن الماضي في "دين علي ودين عمر"، مصطفى يوسف اللداوي يعود ل"سياسة العزل العنصري والتي هي إعدام للنفس وإزهاق للروح"، وترى رنين نزار منصور أن "الترجمة انعكاس للصور الشعرية أو معكوس لها؟"، ويكتب نبيل عودة عن "محنة المسيحيين، محنة العالم العربي!"، وتستبين إخلاص محمود في قراءة كشفية ل"عناقيد الشوق" للمبدعة مريم الترك معان مرتكز النص،
ويعود باب علامات مع الباحث اللبناني المرموق وفيق غريزي إلى أجواء نهضوية نقترب فيها إلى مي زيادة (1886-1941) الشاعرة والأديبة، والرائدة في الحركة النسائية العربية، والمبدعة التي عانت في حياتها الكثير من الآلام، بالرغم من كل ما قدمته من أعمال في سبيل إنماء الثقافة العربية ونهضة المرأة العربية. ويفتتح حامد فضل الله باب كتب بمراجعة لكتاب ينتقد السياسة الغربية، وسمها بـ"زراعة الريح وحصاد العاصفة"، ويكتب ابراهيم درويش عن "الدعوة الوهابية بوصفها أداة سياسية"، ويرصد محمد عبدالرحيم "محاضرات في الإخراج السينمائي" وهي وجهات نظر للعديد من المخرجين، وترى سناء الشعلان في رواية كيلا لأسعد العزوزي "نبوءة للانهيار الداخلي للكيان الصهيوني"، ويقدم عبداللطيف الزكري قراءة في رواية جديدة حيث "واقعية تتعدى الواقع"، أما مأمون شحادة فيكتب عن الجرح العربي في "غندور والعروبة".
بالإضافة إلى ذلك تقدم المجلة رسائل وتقارير و"أنشطة ثقافية"، تغطي راهن الوضع الثقافي في الوطن العربي.