مكتبة قطر الوطنية أول مركز إقليمي عربي للحفاظ على التراث بالشرق الأوسط
الوسط - المحرر الثقافي
أعلن الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (إفلا) رسميّاً اختيار مكتبة قطر الوطنية، عضو مؤسسة قطر للتربية والعلوم وتنمية المجتمع، كأول مركز إقليمي عربي لحفظ وصيانة التراث العربي والاسلامي في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا. جاء هذا الاعلان خلال مؤتمر إفلا السنوي الواحد والثمانين، الذي انعقد في مدينة كيب تاون بجنوب إفريقيا في الفترة من 15 إلى 21 أغسطس/آب 2015.
وتواصل مكتبة قطر بذل الجهود لتطوير طُرق حفظ التراث ونشره، عملاً برسالة مؤسسة قطر الرامية إلى تعميم المعارف وتنشئة أجيال مثقفة وملمة بتاريخها، وذلك من خلال تعزيز سبل التعاون مع العديد من المؤسسات الإقليمية والدولية التي تُعنى بالحفاظ على التراث مثل المكتبة الرقمية العالمية.
وتقوم المكتبة الوطنية بالتعاون مع المكتبة الرقمية العالمية بتنظيم ندوة إقليمية سنوية تُشارك فيها المكتبات في المنطقة، وتتيح مثل هذه الندوة وغيرها من اللقاءات الفرصة أمام المشاركين لتبادل الخبرات، والاطلاع على أفضل الممارسات في مجال الحفاظ على التراث العربي الإسلامي، وإتاحته لجميع المهتمين حول العالم.
ويعتمد الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات (إفلا) شبكة من 13 مركزاً لحفظ وصيانة التراث في جميع أنحاء العالم. واعتمد مركز الحفظ والترميم التابع إلى مكتبة قطر الوطنية ليقدم الخدمة في مجال حفظ التراث إلى حوالي 25 دولة تعتمد اللغة العربية كلغة أساسية فيها.
وتهدف مراكز حفظ التراث وصيانته التي يعتمدها إفلا إلى إتاحة الوصول إلى المواد الأرشيفية التراثية في المكتبات بسهولة، والحفاظ عليها في جميع صيغها المنشورة وغير المنشورة لأطول فترة زمنية ممكنة، وإتاحتها للمهتمين، بما يتفق مع معايير الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات التي حددها لمراكز حفظ التراث حول العالم.
ويعتبر مركز الحفظ والترميم التابع إلى مكتبة قطر الوطنية من المراكز الرائدة في منطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، إذ يتوافق مع المعايير الدولية المعمول بها في عمليات حفظ ومعالجة وترميم الوثائق التراثية. وتتوافر في المركز أحدث الأجهزة الفنية الخاصة بمعالجة وحفظ وترميم الوثائق التراثية.
وفي السياق ذاته، يتم حاليّاً التشاور مع الاتحاد الدولي لجمعيات ومؤسسات المكتبات حول الأنشطة والخدمات التي سيقدمها مركز حفظ وصيانة التراث التابع إلى مكتبة قطر الوطنية والتي ستتضمن تنظيم ورش العمل الخاصة بعمليات حفظ الوثائق وترميمها ومعالجتها، وإطلاق نافذة إلكترونية من خلال الموقع الإلكتروني الخاص بمكتبة قطر الوطنية باللغتين العربية والانجليزية، وتوفير معلومات مجانية بشكل مطبوع وإلكتروني باللغة العربية حول عمليات حفظ ورقمنة الوثائق التراثية، والمواد التي يتم استعمالها أثناء عمليات الحفظ والترميم.
يذكر أن مكتبة قطر الوطنية تحتوي على مجموعة تراثية تسهم بطريقة فريدة في إثراء المشهد الثقافي لدولة قطر. وكان الشيخ حسن بن محمد بن علي آل ثاني وضع النواة الأولى لهذه المجموعة في مطلع الثمانينات من القرن الماضي، وتمثّل هدفه الأساسي من إنشائها في توفير مصادر تاريخية قيِّمة وثرية عن دولة قطر، من أبرزها القسم الخاص بالمطبوعات العربية القديمة الذي يوفر مواد نادرة من الكتب القديمة باللغة العربية والتي تمت طباعتها بشكل أساسي في أوروبا أو في العالم العربي مع بدايات ظهور الطباعة، مثل الكتب التي تمت طباعتها في مطبعة الشوير في لبنان، وحلب والموصل وبولاق والحجاز.