العدد 4766 بتاريخ 24-09-2015م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


تغرب 20 عاماً عن زوجته... لتستشهد أمام عينيه

الوسط - المحرر السياسي

يتوسد الحاج البنغلاديشي محمد بلال «جداراً أبيض» في مستشفى منى الجسر، وإحرامه الأبيض يلتف حوله يواسيه في حجم الألم الذي يتضح من عيونه الغارقة بالحزن والدموع التي لا تتوقف. ينظر في عيون المارة، يخاطب أبناء جلدته ويتساءل، هل رأيتم زوجتي؟ أنا لا أراها، أنا أبحث عنها في كل مكان، لقد وعدتني أنها ستكون معي في كل لحظاتي، أرجوكم ابحثوا عنها، أريد أن أراها، لكن صديقه عبدالعليم، يطبطب على كتفيه، يحتضنه، يبكيان معاً، يخاطبه بآيات قرآنية تدل على الصبر وحسن العاقبة حتى يستعيد أنفاسه مجدداً ويبدأ بالهدوء، لكنه يواصل البكاء. فيما يبدأ بالحديث مع من حوله، زوجتي رحلت ولم تنهِ مراسم الحج، زوجتي رحلت أمام عيني، ولم ترَ أولادها الثلاثة.

وقالت صحيفة "الحياة" السعودية إن بلال الذي يعمل في السعودية منذ أكثر من ربع قرن، في محل للملابس في ظهران الجنوب جنوبي السعودية، قال: «إنه طوال ٢٠ عاماً عمل لتستطيع زوجته أن تقوم بأداء مناسك الحج هذا العام، وأضاف: «إن زوجتي كانت بحالة إيمانية لا توصف، كانت سعيدة جداً على أداء المناسك، ودعت أولادها الثلاثة وأودعنهم لدى عائلتنا في بنغلاديش، كان عناقها الأخير معهم، وكأنها تعلم أن هذه الرحلة ستكون ذهاباً فقط من دون عودة». يقول محمد: «إن الحادثة وقعت في الساعة السابعة ونصف صباحاً، عندما انتهيت أنا وزوجتي من رمي الجمرات وكنا متهجين للخروج من منطقة المشاعر، لكننا دخلنا شارع 204 فتفاجأنا بوجود أفواج متضادة في الشارع ذاته، حاولنا الهرب إلا أن التدافع كان عنيفاً جداً، سقطت وسقطت معها، وسقط فوقنا العديد من الحجاج المتدافعين، استطعت القيام مرهقاً نتيجة الحروق التي أصابتني من درجة حرارة الأرض، وقمت بالصراخ أنقذوا زوجتي، زوجتي تموت، إلا أن الجميع كان مشغولاً بنفسه، حاولت انتشالها، من فوق الجثث والأجساد التي اعتلتها، لكني لم أستطع إلا بعد فوات الأوان»، موضحاً أنه شاهد زوجته تتلو الشاهدتين وسبابتها اليمنى وعيناها شاخصتان نحو السماء، وفارقت الحياة. وقال بلال: «إن ما يضمد ألم الفراق وصعوبة هذا الموقف أن زوجتي ستدفن في أطهر البقاع، وستلقى ربها وهي شهيدة توفيت بإحرامها شاخصة إليه وراغبة في رضاه». وعند سؤاله عن وضعه الصحي، قال بلال: «لقد تعرضت إلى حروق كبيرة في جسدي في يدي ورجلي، وكذلك في ظهري ووجهي، نتيجة حرارة الأرض، وتم نقلي إلى مستشفى الجسر وحصلت على العلاج المؤقت، لكنني هنا بانتظار أن أرى زوجتي وأودعها الوداع الأخير».



أضف تعليق



التعليقات 11
زائر 1 | الله يرحمها 6:04 ص الله يساعد قلبك
فاجعة أليمة رد على تعليق
زائر 2 | ما اصعب تلك اللحظات 6:04 ص كان الله في عونك وعون من فقدوا اعز الناس لديهم في تلك اللحطات المؤلمة .. انا لله وانا اليه راجعون رد على تعليق
زائر 3 | بوعلي 6:14 ص سبحانك يارب هو اختارهم شهداءآ للدخول الجنة ياليتني كنت معهم وطريقة استشهادهم هو تمحيص لبقايا الذنوب ولله هم الان في نعيم وينادون ياليت كنتم معنا يامن نجوتم من الحادث رد على تعليق
زائر 4 | إنا لله وإنا إليه راجعون 6:15 ص لا حول ولا قوة إلا بالله حسبنا الله ونعم الوكيل رد على تعليق
زائر 5 | السلام 6:17 ص إنا لله وإنا إليه راجعون
لا حول ولا قوة الا بالله العلي العظيم
الله يرحمها
الله يصبرك رد على تعليق
زائر 6 | الله يرحمها 7:46 ص مؤلم جدا رد على تعليق
زائر 7 | ساعد الله قلبة هنيئا لها 8:13 ص هنيئا لها وساعد الله قلب كل فاقد ونحتسبهم شهداء رد على تعليق
زائر 8 | مواطن 9:09 ص الله يرحمها برحمتة ويرحم جميع موتي المسلمين ويصبركم علي هذا البلاء والحمدلله رب العالمين . رد على تعليق
زائر 9 | هنيئا لكم 9:33 ص هنيئا لها الشهادة رد على تعليق
زائر 10 | عظم الله أجرك 12:46 م إنا لله وإنا إليه راجعون رد على تعليق
زائر 11 | الله يصبر قلبك 1:35 م انا الله وانا اليه راجعون
قل ما اصابنا ما كتب الله لنا
الحمدالله على كل حال رد على تعليق