العدد 4764 بتاريخ 22-09-2015م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


بحثا عن حياة أفضل..كثير من العراقيين يحلمون بالهجرة

العراق - رويترز

في ظل حرب مستعرة مع متشددي تنظيم "داعش" الإرهابي في العراق وبزوغ أزمة اقتصادية يفر كثير من الشباب بحثا عن حياة أفضل في الخارج بعد أن أتاحت لهم التغيرات في سياسة الهجرة باوروبا في الآونة الأخيرة فرصة لذلك.

من بين هؤلاء الشبان المتطلعين للهجرة سيف داود (27 عاما) الذي أغلق متجرا يملكه بعد أن باع الأجهزة الكهربائية التي يتاجر فيها بثمن بخس ليتخلص منها كي يتسنى له الانضمام لألوف الشبان العراقيين الباحثين عن مستقبل أفضل في الخارج.

وتقول الأمم المتحدة إن أكثر من 50 ألف مدني عراقي غادروا البلاد في الأشهر الثلاثة الماضية ضمن حملة نزوح جماعية أكبر من سوريا المجاورة ومناطق صراع أخرى في الشرق الأوسط.

وقال سيف داود "أني مهندس. يعني تعيين ماكو اضطريت انه افتح هذا المحل يعني هنانه. والسوق يعني كلش تعبان يعني. فقررنا أني وعائلتي -وهذا حال كل الشباب يعني- انه نطلع من البلد ونشوف لنا بلد يعني انه نطلع من هذه الحالة العايشين بيها."

ووجد كثير من العراقيين في سياسات الهجرة الأوروبية الأخيرة ضالتهم للفرار من الحرب والعنف والصعوبات الاقتصادية المستمرة منذ عقود.

أضاف داود الذي سيسافر بمفرده في البداية ثم يرسل لعائلته لتلحق به عندما يستقر به المقام في دولة ما "أني حبيت أطلع. حالي حال الشباب اللي طلعت يعني للمجهول اللي ما تعرف وين رايحة يعني بس يعني طلعت تريد تخلص من هذا الواقع اللي احنا بيه. اللي فقدنا بيه الامل بكل شئ يعني. وثانيا الوضع الاقتصادي أثر علينا بصورة كلش (تماما) مباشرة يعني. وأثر على شغلنا بشكل مباشر كلش. يعني هسه بندفع إيجارات وبنخسر وما بنربح ويعني بنبيع بخسارة. والثانية الوضع الأمني يعني اللي بالبلد يمر بيه لا مآمن على نفسي ولا على عائلتي."

وتوقعت الأمم المتحدة في الآونة الأخيرة أن يعبر 850 ألف شخص على الأقل البحر المتوسط سعيا للجوء الى أوروبا العام الجاري والذي يليه.

ويتجه ألوف المهاجرين في البداية الى مدينة أزمير التركية على بحر ايجه قبل أن ينتقلوا منها بحرا الى اليونان التي تعد بوابة عبورهم الى دول الاتحاد الأوروبي.

ويهرع ألوف العراقيين الساعين للفرار الى الخطوط الجوية التركية لشراء تذاكر سفر الأمر الذي رفع أسعار التذاكر بشكل غير مسبوق.

وقال موظف في مكتب لشركة الخطوط الجوية العراقية يدعى زيد إياد حامد "الخطوط الجوية العراقية مانعة الذهاب. الذهاب وان واي (تذكرة ذهاب فقط) فقط للمواطن العراقي الا اذا كان مقيم. أما الخطوط الجوية التركية عندها وان واي مسموح بس حتى تزيد أرباحها. سعر التذكرة يوصل حوالي فوق 900 دولار 1000 دولار 1500 دولار والمواطنين مايهتمون يحجزون حتى ب 2000 دولار في سبيل ان يوصل وينجو من هذا الوضع."

وفي مدينة البصرة جنوب العراق لا يختلف الوضع تقريبا عما هو عليه في بغداد. فقد قدر مسؤول عدد من غادروا المدينة بنحو 100 ألف شاب تتراوح أعمارهم بين 18 و35 عاما وقال إن كثيرين آخرين يستعدون للمغادرة.

وعلى الرغم من إخفاقه في مغادرة البصرة في محاولتين قام بهما الشهر الماضي فان مصطفى العيداني لم يستسلم.

وقال العيداني (29 عاما) "نسبة البطالة بالبصرة صارت 60 بالمية أو أكثر. بالمقابل المحافظة تنام على آبار أو بحيرات من النفط. الشعب العراقي أكيد هذا الهاجس يتولد بداخله مغادرة البلد والحصول على عيش رغيد في بلدان أوروبا أو أي بلدان أخرى. أنا من ضمن الشباب اللى سعيت للهرب خارج البلد أكثر من محاوله وفشلت والآن جاي أسعى للمحاولة الثالثة ان شاء الله بلكت (لعل وعسى) تكون ثابتة."

وخوفا من النزوح الجماعي للشباب العراقي يدق الشيخ مهدي الكربلائي ممثل المرجع الشيعي الأعلى آية الله علي السيستاني ناقوس الخطر ويحث الشباب على البقاء في الوطن لمحاربة متشددي تنظيم "داعش" الإرهابي ومقاومة إغواء الحياة في الخارج.

أضاف الكربلائي في خطبة جمعة حديثة بثها تلفزيون كربلاء "نهيب بأبنائنا وأحبتنا من الشباب المحبطين من الأوضاع الراهنة ان يعيدوا النظر في خياراتهم ويفكروا ببلدهم وشعبهم ويتحلوا بمزيد من الصبر والتأمل ولينظروا إلى نظرائهم من رجال القوات المسلحة والمتطوعين وأبناء العشائر الذين وضعوا أرواحهم على أكُفهم ويقارعون الارهابيين في مختلف الجبهات."

ومثل كثيرين غيره قرر العراقي محمد حسين حسن تحقيق حلم ابنه أمير (17 عاما) بتغطية نفقات سفره مهاجرا الى ألمانيا لكن أمير لم يصل إلى هدفه ومات باطلاق نار من الشرطة اليونانية. ومع ذلك لم يتوقف نزوح الشباب العراقي للخارج.

وقال حسن "المئات من عوائل البصرة وشباب البصرة هم باتجاه أمير وما يعتبرون. هسه (هذه الساعة) توقفت الهجرة..بالعكس هسه جاي يخبرونا على الفيس بوك أكثر من 100 مصدر بأنه ترى ورا (بعد) مقتل أمير الحدود انفتحت والعقبات معظمها ذُللت."

ويحصل مهربو البشر على ألوف الدولارات من كل شاب عراقي يشعر باحباط ويرغب في الفرار للخارج لاسيما أوروبا.

 



أضف تعليق