بالهواتف والأعلام والسلاسل البشرية الحجاج يتلمسون طريقهم في مكة
مكة – رويترز
يبدأ ملايين المسلمين الحج السنوي في مكة المكرمة اليوم الثلثاء (22 سبتمبر/ أيلول 2015) حيث يجدون أن الصعاب التي تكتنف الوصول إلى المدينة التي ولد فيها الإسلام تهون بالمقارنة بتلمس طريقهم حينما يصلون إلى هنا.
فحجم أقدس مدينة عند المسلمين يتضاعف كل عام حينما تكتظ شوارعها وطرقاتها بالحجاج القادمين من شتى بقاع المعمورة يتحدثون بعشرات اللغات ويكافحون شدة القيظ وازدحام حركة المرور ويستخدمون أساليب مرتجلة لمعرفة مكان أصدقائهم وأبناء بلدهم والوصول إلى الأماكن المقدسة.
حجار امرأة جزائرية من أفراد مجموعة من 20 جزائريا تدثروا بعلم بلادهم على أكتافهم حتى يسهل عليهم التعرف بسرعة بعضهم على بعض في بحر لجي أبيض اللون من الملابس التي يرتديها كل الحجاج. وتساءلت حجار بقولها "من الذي لم يضل الطريق؟"
واليوم فتحت السلطات الطريق إلى منى وهي مدينة خيام هائلة تقع إلى الشرق من مكة يقيم فيها كل الحجاج خلال الأيام الثلاثة القادمة مع اقتراب الحج من ذروته بالوقوف على جبل عرفات وقضاء ليلة في سهل مزدلفة ورمي الجمرات.
ومن المتوقع أن يؤدي نحو 2.6 مليون حاج فريضة الحج هذا العام لكن الحكومة السعودية لن تعلن عن الرقم حتى يوم الخميس حينما يصل الحج السنوي خاتمته بعيد الأضحى.
ولكن حتى قبل أن يتجمع الحجاج الذين يرتدون زيا واحدا في المواقع الرئيسية لأداء الشعائر فإن مشاق تلمس الطريق في أنحاء مدينة مكة ولاسيما حول المسجد الحرام هائلة.
وقالت حجار إنها تاهت وضلت الطريق عن فريقها عقب وصولهم أثناء الطواف حول الكعبة التي يتوجه إليها كل المسلمين في الصلاة خمس مرات كل يوم.
وتابعت حجار كلامها قائلة وهم تبتسم "نحن نمشي في مجموعات ونؤدي المناسك في مجموعات. ونتشبث بعضنا ببعض."
وحينما تاهت قضت ثلاث ساعات في البحث حتى عثرت على رفاقها ثانية مع أنها على خلاف الكثير من الحجاج في مكة تتحدث بالعربية.
سلاسل بشرية
وتنشر السلطات السعودية مئة ألف من رجال الشرطة وأعدادا هائلة من المرشدين لضمان سلامة الحجاج ومساعدة من يضلون طريقهم.
واستثمرت الحكومة أيضا في مرافق باهظة التكاليف للبنية التحتية منها خط سكة حديدية حديث لنقل الحجاج بأمان يربط مكة بالمشاعر المقدسة.
ولكن في حشد بمثل هذه الضخامة يلجأ الكثيرون إلى الاعتماد على أساليبهم.
وكانت أكثر المجموعات انضباطا التي شوهدت اليوم الثلاثاء وفودا من الحجاج الآسيويين يمشون متشابكي الأيدي وصفا من المسلمين الأفارقة الذين يمسك كل منهم بكتف من أمامه.
وكانت مجموعات أخرى تسير خلف رفاق أكثر خبرة يمسكون بعصي أو مظلات ملونة بينما كان الجميع حجاجا يستخدمون الهواتف المحمولة التي اشتروها حتى يتسنى لهم الاتصال بأصدقائهم أو أقاربهم إذا ضلوا الطريق.
وقال عبد الرحمن -وهو حاج من تعز باليمن- "عليك أن تتأكد أنك عدت من نفس الطريق. وأفضل شيء أن تكتب في مفكرة تفاصيل الطرق التي تسير فيها."