إيران تسلم الوكالة الذرية عينات من موقع بارشين العسكري
الوسط – المحرر الدولي
قال المدير العام للوكالة الدولية للطاقة الذرية يوكيا أمانو أمس الإثنين (21 سبتمبر / أيلول 2015) إنه تم أخذ عينات بيئية من موقع عسكري إيراني مشيرا إلى "تقدم كبير" في التحقيق الذي تجريه الوكالة في أنشطة طهران النووية السابقة ، وفق ما نقلت صحيفة "الرياض" السعودية اليوم الثلثاء (22 سبتمبر / أيلول 2015).
وتحقق الوكالة الدولية فيما إذا كانت أنشطة إيران النووية السابقة مرتبطة بتطوير أسلحة نووية ومن المقرر أن تقدم تقييما لذلك بنهاية العام.
ويعد التقرير عاملا حاسما في تطبيق اتفاق تاريخي أبرم بين إيران والقوى العالمية الست في يوليو سيجري بموجبه فرض قيود على برنامج طهران النووي مقابل رفع العقوبات الدولية عليها.
وقال أمانو إنه ورئيس إدارة الضمانات التي تشرف على عمليات التفتيش زارا مبنى في موقع بارشين لم تراقبه الوكالة من قبل سوى عن طريق صور الأقمار الصناعية.
وأضاف أمانو ان العينات أخذت قبل زيارته موقع بارشين العسكري أمس الأحد وأن "الجانب الإيراني لعب دورا في عملية أخذ العينات".
وتقول الوكالة إن أي أنشطة نفذتها إيران في بارشين منذ آخر مرة زار فيها مفتشو الأمم المتحدة المنطقة في 2005 قد تقوض قدرتها على التحقق من معلومات مخابرات غربية تشير إلى أن طهران أجرت اختبارات هناك لها صلة بتفجير قنبلة نووية قبل أكثر من عقد، ونفت إيران معلومات المخابرات وقالت إنها "ملفقة".
وتعرضت الوكالة ومقرها فيينا لانتقادات بسبب اتفاق سري مع إيران يقول منتقدون إنه يقوض قدرة الوكالة على تفتيش مجمع بارشين المترامي الأطراف.
وقال دبلوماسيون غربيون لرويترز إنه بموجب هذا الاتفاق سيقوم خبراء فنيون إيرانيون بأخذ عينات في وجود خبراء من الوكالة الدولية للطاقة الذرية في بارشين لمراقبة العملية والإشراف عليها.
وذكر أمانو في بيان للصحفيين "يمكن للوكالة أن تؤكد سلامة عملية نقل العينات وصحة العينات التي أخذت من نقاط مختلفة مهمة للوكالة في موقع محدد في بارشين".
وأضاف "تحققت الوكالة من العينات بفضل استخدام عملية تحقق معروفة. نفذت العملية تحت مسؤوليتنا ومراقبتنا".
وفي سياق متصل، قال الرئيس الايراني حسن روحاني في مقابلة مع شبكة (سي.بي.إس) التلفزيونية الأميركية إن طهران وواشنطن "اتخذتا أول خطوات" نحو تخفيف العداء بينهما نتيجة اتفاق نووي تاريخي.
ولكن روحاني قال في برنامج "60 دقيقة" بالشبكة إنه على الرغم من هذا الاتفاق النووي فإن"الهوة والخلافات وانعدام الثقة لن تنتهي قريبا".
وتوجد خلافات بين الولايات المتحدة وإيران منذ قيام الثورة الإيرانية في 1979، ومازالت توجد بينهما خلافات عميقة بشأن صراعات الشرق الأوسط بالاضافة إلى ما تعتبره واشنطن دعم إيران للإرهاب وسوء سجلها في مجال حقوق الإنسان.
وقال روحاني "المهم هو أي اتجاه نسير نحوه؟ هل نحن نتجه نحو تضخيم العداء أم تخفيف هذا العداء؟ أعتقد أننا اتخذنا أول خطوات نحو تخفيف هذا العداء".
ويخفف الاتفاق النووي الذي تم التوصل إليه في يوليو بين إيران وست دول كبرى العقوبات عن إيران مقابل فرض قيود على نشاطها النووي.
وعجز معارضو الاتفاق في الكونجرس الأميركي من حشد الأصوات الكافية لاسقاطه بحلول الموعد النهائي التشريعي للقيام بعمل الأسبوع الماضي.
وأبدى روحاني الذي أُجريت معه المقابلة في طهران ثقته في موافقة البرلمان والمجلس الأعلى للأمن القومي في إيران على الاتفاق.
وقال"أغلب شعبنا كان له رأي إيجابي في الاتفاق في استطلاعات الرأي.
"مؤسسات مثل البرلمان والمجلس الأعلى للأمن القومي ليست بعيدة عادة عن الرأي العام وتتحرك في هذا الاتجاه".
وتوقع روحاني أن "يحترم (الحرس الثوري الإيراني) هذ الاتفاق" فور موافقة إيران عليه. وكان بعض أفراد الحرس الثوري قد انتقدوا علانية هذا الاتفاق.
وأشار روحاني إلى أنه لن يعترض على حدوث شكل ما من تبادل السجناء بين الولايات المتحدة وإيران. ومن المتوقع أن يسافر روحاني إلى الولايات المتحدة الأسبوع المقبل لحضور اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة.
وتحتجز إيران عدة أميركيين من بينهم مراسل صحيفة واشنطن بوست جيسون رضائيان الذي يحمل الجنسيتين الأميركية والإيرانية.
وقال مسئولون إيرانيون إنهم يريدون الإفراج عن إيرانيين محتجزين في الولايات المتحدة بعضهم مسجون بتهة التحايل على العقوبات الأميركية على إيران، وسُئل روحاني عما إذا كان سيؤيد تبادل السجناء فقال لشبكة (سي.بي.إس) "لا أحب كلمة تبادل بالذات ولكن من منظور إنساني إذا كان بامكاننا اتخاذ خطوة فعلينا أن نفعلها. على الجانب الأميركي أن يتخذ الخطوات الخاصة به".
وفي الصراع السوري تؤيد إيران الرئيس بشار الأسد وقال روحاني إنه يجب بقاء الأسد في السلطة حتى دحر تنظيم داعش على الأقل.
وأضاف روحاني إن الهتاف الأسبوعي"الموت لأميركا" في إيران "ليس شعارا ضد الشعب الأمريكي".
وقال إن "سياسات الولايات المتحدة تقف ضد المصالح الوطنية للشعب الإيراني، ولا يمكن أن ننسى الماضي ولكن في نفس الوقت علينا النظر نحو المستقبل".