دراسة مثيرة للجدل: مسببات "ألزهايمر" قد تنتقل عبر الأدوات والعمليات الجراحية الملوثة
الوسط – محرر المنوعات
في حدث علمي متميز، قدمت دراسة علمية دلائل دامغة على أن مرض ألزهايمر يمكنه الانتقال إلى الإنسان عبر بعض الأدوات الطبية أو العمليات الجراحية ، وذلك وفق ما نقلت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الإثنين (21 سبتمبر / أيلول 2015).
وقدم الدراسة التي نشرت، أول من أمس، الأربعاء، في مجلة «نتشر» العلمية، العالمان البريطانيان جون كولينغ وسباستيان براندر، في جامعة {يونيفرسيتي كوليدج} – لندن .
دراسة مرضى جنون البقر
وشملت الدراسة التدقيق في تشريح جثث لثمانية مرضى بريطانيين أعمارهم بين 36 و51 سنة يعتقد أنهم قضوا نحبهم بمرض كروتزفلد - جاكوب with Creutzfeldt - Jakob disease (CJD) وهو النوع البشري من مرض جنون البقر، بعد أن خضعوا لعلاج بهرمون النمو البشري human growth hormone استخلص من جثث متبرع بها. وقد خضع هؤلاء المرضى بين أعوام 1958 و1985 للعلاج بهرمون النمو البشري الذي استخلص من الغدد النخامية pituitary glands لأشخاص موتى ظهر أنهم يحملون البريون prion المسبب لجنون البقر.
وأثبتت التحاليل أنه إضافة إلى عثور الباحثين على مرض كروتزفلد - جاكوب، فإنهم عثروا أيضًا لدى المرضى المدروسين على دلائل مقلقة في أنسجة أدمغتهم، إذ تبين وجود بعض درجات من النذر الأولى التي تشير إلى وجود «بيتا -أميلويد» beta amyloid، وهو البروتين غير الطبيعي الذي يعتبر عنصرا أساسيا للترسبات التي يعثر عليها في أدمغة مرضى ألزهايمر. ويعتبر هذا الأمر غير اعتيادي نظرا لصغر سن المرضى المدروسين نسبيا. ومن المعتاد أن يُعزى ظهور هذا البروتين إلى وجود تشوهات جينية لم يُعثر عليها في الأشخاص الخاضعين للدراسة. وهكذا فقد توصل الباحثان إلى تفسير نظري يقول إنه من المحتمل أن يكون للعلاج بهرمون عامل النمو، دور في نقل شيء ما له علاقة بمرض ألزهايمر إلى الإنسان.
تساؤلات علمية
وفيما يلي أهم ما يمكن معرفته من الدراسة الجديدة:
> ما نتائج الدراسة الرئيسية؟ النتائج تشير إلى أن الأشخاص الأصحاء الذين يتعرضون إلى العلاج بهرمون عامل النمو يمكن أن يتعرضوا لخطر الإصابة بمرض ألزهايمر عند تقدمهم بالعمر. إلا أن الباحثين أشارا إلى ضرورة إجراء أبحاث أوسع لفهم كيفية حدوث ذلك.
ويبدو أن البريون (البروتين المسبب لمرض جنون البقر) والغدة النخامية التي تنتج هرمون النمو البشري يحملان داخلهما بذور «بيتا - أميلويد» التي تسبب حدوث هذه الظاهرة.
> هل يعني هذا أن ألزهايمر مرض معدٍ؟
لا، أبدًا، لأنه لا توجد دلائل على انتقاله من شخص إلى آخر. وقد كتب ماثياس جوكر الباحث في معهد هيرتي لأبحاث الدماغ الإكلينيكية بجامعة توبنغن الألمانية ولاري ووكر الباحث في الأمراض العصبية التنكسية في جامعة إيموري الأميركية في تعليق لهما على الدراسة نشر أيضًا في مجلة «نتشر»: «حتى الآن لا توجد أي إشارة على أن ألزهايمر يمكن أن ينتقل بين الناس في الظروف العادية».
ومع ذلك فقد أكدت الدراسة أن النذر الأولى لمسببات ألزهايمر قد تنتقل عبر الأدوات الجراحية.
> ماذا حدث في الماضي للأشخاص المعالَجين بهرمون عامل النمو؟
حتى عام 2012 ظهر أن 450 وفاة نتيجة مرض جنون البقر حدثت في بريطانيا كانت بسبب هرمون عامل النمو الملوث، وبنسبة أقل عبر الأدوات والعمليات الجراحية الملوثة.
> ما محدودية الدراسة؟
أولا: العينة المدروسة صغيرة، وثانيا: الدراسة وجدت أن «الأميلويد» يمكن أن ينتقل، لكنها لم تجد دلائل على إمكانية أن يؤدي ذلك إلى مرض ألزهايمر.
> هل ينبغي تجنب الأدوات الجراحية؟
أكد الباحث كولينغ في بيان أن «النتائج هي حول شيء معين هو حقن هرمون عامل النمو المستخلص من جثث. وقد تخلى الأطباء عن استخدام هذه الطريقة قبل سنوات كثيرة».
كما قال الباحثان إنه لا توجد مخاوف من انتقال مسببات المرض في عمليات نقل الدم.
آراء الخبراء
وقالت سالي ديفيس رئيسة هيئة الخبراء الطبية في وزارة الصحة البريطانية: «كما يشير البحث نفسه فإنه لا توجد دلائل على انتقال ألزهايمر إلى الإنسان، أو أنه ينتقل بالفعل خلال العمليات الطبية، والدراسة كانت على عينة صغيرة لثمانية أشخاص. وأؤكد أن الخدمات الصحية البريطانية تلتزم بأقصى درجات السلامة في الأدوات والعمليات الطبية».
وتساءل روجر موريس البروفسور في علوم بيولوجيا الأعصاب الجزيئية في جامعة كنغز كوليدج البريطانية في لندن: «هل تعني هذه الدراسة أن مرض ألزهايمر تحول من مرض منعزل لشخص معين متقدم في عمره إلى مرض معد يهاجم أي فرد؟ الإجابة: لا».
وقد نشرت أكثر الدراسات المشهورة عن مرض ألزهايمر عامي 2011 و2012، إذ نشر كلاوديو سوتو الباحث في المركز الطبي بجامعة تكساس نتائج بحث له قام فيه بإدخال أنسجة من أشخاص مصابين بالمرض إلى الفئران ووجد أن علامات المرض ظهرت لدى الفئران. أما الدراسة الثانية للباحثة كارين داف البروفسورة في جامعة كولومبيا فقد استنتجت أن أحد الجوانب غير الطبيعية المؤدية إلى حدوث المرض يمكنها أن تنشر مثلما ينتشر الفيروس من خلية عصبية إلى أخرى.