هادي وصل سراً إلى عدن
الوسط – المحرر السياسي
قالت «المقاومة الشعبية» أن وحدات الجيش الموالي للحكومة اليمنية الشرعية وقوات التحالف واصلت أمس تقدمها في مختلف جبهات القتال غرب مدينة مأرب وجنوبها وشمالها في وقت واصل طيران التحالف غاراته على مواقع الحوثيين والقوات الموالية لهم في صنعاء وصعدة وتعز وذمار والحديدة وحجة كما استمر في استهداف طرق إمداد الجماعة المؤدية إلى العاصمة، وفق ما نقلت صحيفة "الحياة" اليوم الإثنين (21 سبتمبر / أيلول 2015).
وكشف مصدر مقرب من الرئيس عبدربه منصور هادي لـ«الحياة»، أمس أن هادي وصل إلى عدن وسط تكتم شديد، مشيراً إلى أن مسئولين في الحكومة مُنعوا من دخول المطار صباح أمس. وأكد أن الحكومة الشرعية الموجودة في عدن ,تقوم بأعمالها من فندق القصر الذي لم تطاوله يد التخريب أثناء اجتياح عدن من قوات الرئيس السابق علي عبدالله صالح ومليشيات عبدالملك الحوثي، مضيفاً أن حراسة مشددة فرضت حول الفندق من اللجان الشعبية وقوات التحالف.
في غضون ذلك كشفت الجماعة وحزب المؤتمر الشعبي الذي يتزعمه الرئيس السابق علي صالح عن مغادرة وفد مشترك إلى مسقط لاستئناف المحادثات التي ترعاها الأمم المتحدة من أجل التوصل إلى حل سلمي للأزمة اليمنية.
وأكد مبعوث الأمم المتحدة إلى اليمن إسماعيل ولد الشيخ في تصريح على صفحته الرسمية على «فايسبوك» أن الأمم المتحدة لا تزال تبذل جهدها لجمع الأطراف اليمنية إلى طاولة واحدة لحل الأزمة. وقال: «اليوم غادر وفد القوى السياسية اليمنية مطار صنعاء إلى مسقط» من دون أن يكشف المزيد من التفاصيل.
وفي حين أكدت مصادر أن وفد الحوثيين يترأسه الناطق باسم الجماعة محمد عبدالسلام، كشفت أن وفد حزب «المؤتمر الشعبي» يرأسه أمينه العام عارف الزوكا، كما أن الزوكا سيزور موسكو بعد انتهاء المحادثات المرتقبة في مسقط.
ويعتقد مراقبون بوجود اقتراح روسي لإنهاء الأزمة في اليمن سيتم التفاوض حوله في مسقط إلا أنه من غير المؤكد إذا كانت الحكومة الشرعية التي تتمسك بضرورة تنفيذ الجماعة قرار مجلس الأمن الدولي 2216 قبل أي مفاوضات، ستوافق على التسوية أم أنها ستراهن على مواصلة الحل العسكري المدعوم من دول التحالف.
وكشفت مصادر حوثية وأمنية أن ستة معتقلين من جنسيات أجنبية غادروا صنعاء على متن الطائرة التي أقلت وفد الحوثيين وحزب صالح إلى مسقط بعدما أفرجت الجماعة عنهم بفعل وساطة عمانية، وأفادت المصادر بأن ثلاثة منهم أميركيون واثنين من السعودية والأخير بريطاني. وأكدت واشنطن ليلاً الافراج عن الأميركيين.
وقالت السفارة السعودية في مسقط أنها لم تتلق معلومات حول صحّة أنباء إطلاق السعوديين، وذكر السفير السعودي في مسقط عيد الثقفي لـ«الحياة» أمس: «لم نتسلم الرهينتين السعوديين».
وأشار الثقفي إلى أنه «في حال انتهاء جميع الإجراءات، سيتم إعلان ذلك بلا شك».
ميدانياً، أفادت مصادر المقاومة في مأرب أن قوات الجيش الشرعي وقوات التحالف واصلت التقدم في جبهات القتال المحتدمة مع المسلحين الحوثيين منذ أسبوع وسيطرت أمس على تلال تطل على طرق إمداد الحوثيين، من بينها ما يعرف بـ»تبة السلفيين» في ظل تواصل الغارات على مواقع الحوثيين في مناطق»الجفينة وتبة المصارية والطلعة الحمراء والفاو وصرواح».
وفي صنعاء استهدف الطيران مقر الأكاديمية العسكرية ومدرسة الحرس الجمهوري في منطقة الجراف، وضرب جسراً حيوياً في مديرية الرجم التابعة لمحافظة المحويت غرب العاصمة وذلك بعد ساعات من دكه معسكر «أبي موسى الأشعري» في منطقة الخوخة الساحلية على البحر الأحمر التابعة لمحافظة الحديدة.
وطاول القصف مبنى شرطة مدينة القاعدة في مديرية ذي سفال جنوب محافظة إب، ومبنى محافظة البيضاء الذي يسيطر عليه الحوثيون ومعسكر النجدة وكذا نقاطاً عسكرية ومواقع في مناطق متفرقة من المحافظة من بينها موقع حيد السماء في مديرية ذي ناعم.
وأفاد شهود بأن غارات استهدفت مناطق عدة في صعدة بخاصة في المناطق المتاخمة للحد الشمالي الغربي ومن بينها مناطق رازح ومنبه وحيدان، كما استهدفت الغارات مواقع للحوثيين وقواتهم في مدينة تعز التي تتواصل المعارك فيها بين الجماعة والمقاومة الشعبية المدعومة بوحدات عسكرية موالية للشرعية في ظل قصف مدفعي وصاروخي للحوثيين على أحيائها.
وقالت المصادر إن الغارات ضربت اللواء 35 بمنطقة الضباب وجبل أمان والحوبان والذكرة بالتزامن مع اشتباكات عنيفة في مناطق ثعبات وجبل جرة وحي ديلوكس ووادي القاضي وحي التحرير الأسفل سقط خلالها قتلى وجرحى من الطرفين لم يكشف عن عديدهم.
وتحدثت مصادر قريبة من الرئيس هادي عن احتمال زيارته واشنطن قريباً لإقناع الإدارة الأميركية بدعم الحل العسكري ضد الحوثيين.
وأجرى الرئيس هادي أمس اتصالاً هاتفياً بولي ولي العهد النائب الثاني لرئيس مجلس الوزراء وزير الدفاع السعودي الأمير محمد بن سلمان بن عبدالعزيز، عرض خلاله المستجدات.
وأدى ثلاثة وزراء جدد عينهم هادي، أمس أمامه اليمين القانونية في مقر إقامته بالرياض، وهم نايف صالح البكري محافظ عدن السابق المعين وزيراً للشباب والرياضة، والدكتور ناصر باعوم وزيراً للصحة العامة والسكان والمهندس سيف محسن الشريف وزيراً للنفط والمعادن.
وفي الرياض أعلن أن المدفعية السعودية وراجمات الصواريخ ردت أمس بقوة على أهداف ثابتة ومتحركة داخل الأراضي اليمنية بالقرب من الحدود السعودية، بعدما عاودت ميليشيا الحوثي وصالح استهداف المساجد والمدنيين في المحافظات الحدودية السعودية. وأغارت طائرات التحالف على مواقع في محافظات حرض وصعدة وحجة، ودمرت منصات لإطلاق القذائف، وقتلت عشرات المسلحين.
وصرح المتحدث باسم وزارة الداخلية السعودية بأن إحدى دوريات حرس الحدود في منطقة نجران تعرضت أمس لإطلاق نار كثيف وقذائف من داخل الأراضي اليمنية، وتم الرد على مصدر النيران بالمثل، والسيطرة على الموقف.
ونتج من تبادل إطلاق النار استشهاد جنديين سعوديين، هما حسين مهدي وعلي إبراهيم الخالدي.