«هوفاربورد» أحدث تقاليع المواصلات.. هل يصبح وسيلة التنقل في المدن؟
الوسط – محرر المنوعات
أحدث تقاليع المواصلات عبارة عن لوح مثبت فوق عجلتين أطلق عليه اسم لوح التزلج «هوفاربورد». وعندما حاول مراسل صحيفة «واشنطن بوست» استخدام أحد تلك الألواح سرعان ما أدرك مدى قصورها ، وفق ما نقلت صحيفة الشرق الأوسط اليوم الأحد (20 سبتمبر / أيلول 2015).
ما احتمالات حدوث مشكلة؟
شاهدت الكثيرين ممن استخدموها وهم يتجولون بها فيما يشبه جهاز «ساغواي». أحيانا يُطلق على جهاز «سكوتر» اسم «هوفاربورد»، ونظرا لالتصاقه التام بالأرض، فهو يبدو غير مرهق إطلاقا وممتعًا للتنزه، وما عليك سوى الإصغاء لنصائح مثل مِل للأمام، تحرك للأمام، مِل إلى الخلف، عُد.
وبالنظر إلى طبيعة عملي، تساءلت إذا ما كانت «سكوتر» وسيلة مواصلات مزعجة، وشرعت في البحث ووجدت طراز «فانكي داك» الذي قيل إن سرعته القصوى تبلغ عشرة أميال في الساعة (في حين لا تتجاوز سرعات أغلب الأجهزة الأخرى ستة أميال في الساعة). فمتوسط عشرة أميال في الساعة تعني أنك تسير بسرعة أكبر من سيارة أجرة في شوارع مانهاتن، وعند التنقل داخل المدن يعتبر جهاز «سكوتر الكهربائي» اختيارا مثاليا من وجهة نظري. لماذا عليك الجلوس في سيارة أو حافلة تحرق الوقود الأحفوري، في حين أنه بإمكانك الاستمتاع برحلة مستخدما «سكوتر»؟ إذن وداعًا للتلوث والازدحام، وأهلا بالسعادة الدائمة مع وسيلة المواصلات الجديدة.
بالتأكيد لم تصبح «ساغواي» وسيلة مواصلات شعبية بعد، إلا أن أجهزة «سكوتر» تلك تعتبر أقل حجمًا وأقل سعرًا، ونجحت في تحقيق بعض الانتشار.
وعندما أخرجت جهاز «فانكي داك» من الصندوق، تجمع حولي زملائي في غرفة أخبار صحيفة «واشنطن بوست»، ووثبت على الجهاز وتعثرت في المكان، قبل أن يتناوب زملائي ممن دفعهم الفضول القفز فوق الجهاز لتملأ صورهم مواقع التواصل الاجتماعي.
بقليل من الممارسة وببعض القدرة على حفظ التوازن يستطيع أي شخص إتقان استخدام «سكوتر»، فقيادته ممتعة، خصوصا مع قدرة الجهاز على الدوران في مساحات ضيقة.
يبدو ذلك الجهاز مرشحا قويا لأن يصبح أكثر الألعاب انتشارا، غير أن العائق الحقيقي يكمن فيما كنت أحلم به في السابق، وهو التجول في الأماكن المفتوحة.
لم يصمم «سكوتر» ليتعامل مع الفراغات على الأرصفة أو حتى الطرق غير الممهدة. فالحواجز وأغطية البالوعات تعتبر مصدر إزعاج، وإن كانت الأماكن غير الممهدة القريبة من جذور الأشجار أسوأ العوائق. ففي أول يوم لي في الهواء الطلق، أصبت بتقلص عضلي في ساقي بعد المرور فوق عدة عوائق، فقد كنت أحاول شد عضلات ساقاي كي أستطيع الاستمرار في الوقوف على اللوح.
ومع كثرة الممارسة تحسن الأداء كثيرا، وإن تحتم على في بعض الأحيان الوثب فوق اللوح كي أنقله لمكان أكثر استواء. ولذلك فإن التجربة الممتعة في الأماكن المغلقة قد لا تكون كذلك في الأماكن المفتوحة.
من الممكن تعلم اجتياز أغلب التحديات التي قد تصادفك أثناء السير في المدينة، ولكي تنجح في ذلك عليك أن تتحرك وكأنك تزحف أو كأنك تسير.
فكرت في أخذ «سكوتر» إلى ممر الدراجات لكن بمعدل سرعة 5 كلم في الساعة، لكن الأمر بدا غير ملائم وغير آمن.
يستغرق مشواري اليومي للعمل من 15 إلى 20 دقيقة بالدراجة، وفى المرة الأولى التي ركبت فيها «فنكى داك» كي أصل لمقر الصحيفة استغرق الأمر 65 دقيقة مرهقة، منها عشر دقائق ضاعت نتيجة للتوقف المتكرر للإجابة عن أسئلة المشاهدين.
قمت بتصوير اليوم الثاني لرحلتي لمقر العمل بالفيديو وقطعت فيها مسافة 2.3 ميل في زمن 40 دقيقة، وهو الزمن الذي يستغرقه السير على الأقدام كي أصل للعمل. ووصلت إلى هناك غارقا في العرق بشكل أكبر مما كان عليه الحال لو أنني سرت على قدميّ أو ركبت دراجتي.
وعلى الرغم من أنني لم أتوقف خلال الرحلة، فإن ركوب الـ«سكوتر» يعتبر في حد ذاته تدريبا، إذا إنه يتحتم عليك حفظ توازنك باستمرار، مما يساعد على تقوية ساقيك وعضلاتك الرئيسية.
بيد أن هناك شيئا غير متوقع تعلمته من خلال «سكوتر»، ألا وهو المشاهير الذين يعانون الأمرين، كل شخص يريد أن يستقطع منك قطعة لنفسه، فالسائقون توقفوا كي يوجهوا لي الأسئلة، وآخرون أرادوا التقاط الصور، بينما اكتفى آخرون بالتحديق.
الأمر يبدو ممتعا في بدايته لكن سرعان ما يتبخر ذلك الإحساس. ففي إحدى الجولات السريعة إلى المتجر وجدت نفسي أحمل «سكوتر» الذي يزن 22.8 رطلا بدلا من أن يحملني هو على أمل ألا أجذب الأنظار ولا أثير الأسئلة (ورغم ذلك سألني أحدهم: أين يمكنني أن أبتاع واحدا مثله؟).
وبعد أسبوع مع «الفانكي دك»، قررت سعيدا العودة لدراجتي للتجول في المدينة.
إذا كان لديك الرغبة في خوض مثل التجربة المتهورة بشراء «سكوتر»، أنصحك بشراء جهاز رخيص من موقع «علي بابا» أو «أمازون» حيث تستطيع شراء واحد مقابل بضع مئات من الدولارات. هناك تفاوت كبير في أسعار «سكوتر» رغم أن جميع الأجهزة تبدوا متطابقة تقريبا، وإن كان «فانكي داك»، يعتبر أغلاها إذ إن سعره 1499.99 دولار.
لم أتخلّ نهائيا عن «سكوتر» أو أي وسيلة أخرى من وسائل المواصلات التي يستخدمها سكان المدن، فأجهزة «سكوتر» حققت انتشارا كبيرا حتى من دون اختيار اسم مناسب لها. ماذا سيحدث لو أن شركة ذات خبرة كبيرة في التصاميم مثل شركة «أبل»، شرعت في تطوير شكل الجهاز؟
فشركة «رازور»، التي جنت شهرة كبيرة من بيعها لجهاز «سكوتر» الأنيق للأطفال، تبحث عن زبائن من فئات عمرية أكبر. وتتوقع شركة «رازور» أن تبيع هذا العام عشر أضعاف مبيعاتها السابقة من جهاز «سكوتر إيه 5» المصمم للبالغين، الذي كانت قد أنتجته عام 2010.
وحسب كالرتون كالفين، رئيس شركة «رازور» الأميركية، «وسيلة المواصلات الكهربائية موجودة في عقل الناس»، مضيفا أن «رازور» تعكف حاليا على تطوير طرز جديدة للبالغين، وأنه يعتقد أن «الفكرة أتت من السيارات الكهربائية».
نبدو مقبلين الآن على وسائل مواصلات ميسرة وأكثر استدامة، وقد يكون هناك عربات غولف عالية السرعة، وقد تكون هناك أشياء أخرى لم ندركها بعد.. أيا كان شكل المستقبل، فهو يحمل لنا الأفضل.