رئيس تركيا السابق يشيد بعلاقات بلاده بالبحرين ويدعو للتكاتف لمواجهة مصادر التهديد العالمية
المنامة - بنا
أكد الرئيس التركي السابق عبدالله غول إن زياراته العديدة إلى مملكة البحرين كانت وما زالت فرصة لتعزيز علاقات الصداقة وتبادل وجهات النظر مع القيادة البحرينية الرشيدة، معربا عن سروره لعودته مرة أخرى إلى البحرين التي توسعت فيها دائرة صداقاته، خاصة أنه كان أول رئيس أجنبي تشرف بمخاطبة البرلمان البحريني أبان زيارته للمملكة عام 2009.
وقال في تصريح خص به وكالة أنباء البحرين "بنا" اليوم الأربعاء (16 سبتمبر/ أيلول 2015) إنه "لا زال يتذكر باستحسان كرم الضيافة وحسن الوفادة التي حظي بها من جلالة الملك و سمو رئيس الوزراء والشعب البحريني خلال زيارته الرسمية للمملكة العام 2009، وذلك أبان فترة رئاسته للجمهورية التركية بين عامي 2007 و2014"، مؤكدا أنه "استمع لصاحب السمو الملكي رئيس الوزراء خلال لقائه معه أمس، والذي يعتبره صديقاً يتقاسم معه الآراء حول العديد من المسائل، الإقليمية والدولية".
وأشاد "بنجاحات البحرين المتواصلة في المزج بين الأصالة في الهوية والقيم العريقة ومقتضيات الحياة العصرية"، واصفا "الجهود الإصلاحية لجلالة الملك حمد بن عيسى آل خليفة بأنها رائعة وتصب في مصلحة الشعب البحريني وتعزز من السلام والاستقرار في المنطقة، لا سيما أن للبحرين دورها وثقلها في استتباب الأمن الإقليمي، وأتاحت أفضل الظروف والأجواء المناسبة للعمل على منع نشوب الصراعات من خلال الدبلوماسية المتعددة الأطراف وبناء السلام والمجالات ذات الصلة في الشرق الأوسط".
وقدم غول عميق تعازيه للبحرين لاستشهاد جنودها البواسل ضمن التحالف العربي لاستعادة الشرعية والاستقرار بالأمن، معتبرا أن "الإرهاب مشكلة تعاني منها الشعوب في كل مكان، وتسبب الكثير من الآلام والمعاناة، وهي إحدى أهم القضايا التي تعرض لها في خطابه أمام البرلمان البحريني عام 2009، وذلك ضمن مهددات العالم المعاصر، والتي تتطلب من الجميع التكاتف من أجل محاصرتها".
وذكر "أنه منذ العام 2009 وحتى الآن تغيرت الكثير من الأوضاع على الأرض، حيث انتشرت المشاكل الآن على نطاق أوسع"، مؤكدا أنه "لسوء الحظ تمر المنطقة بأكملها اليوم بوضع حرج للغاية، حيث نرى أوضاعاً مأساوية في العديد من الأقطار، ولا بد من التعامل مع الوضع الإنساني لملايين من الناس من اللاجئين والنازحين في مناطق الصراعات المختلفة".
وأكد أن "هناك حاجة ملحة لاستعادة السلام في المنطقة بالرغم من أنها ليست مهمة سهلة، خاصة أن جذور المشكلات على حالها"، داعيا إلى "سرعة العمل الجاد والمشترك من أجل إيجاد الحلول المناسبة ومعالجة المسائل المقلقة بين القوى والأطراف الدولية في أجواء من الثقة المتبادلة، خاصة أن العالم اليوم بحاجة للسلام حتى نتمكن من توجيه طاقتنا ومواردنا نحو التنمية، انظروا إلى أوروبا، لقد تقاتلوا ضد بعضهم البعض ومات الملايين في حروبهم، ولكن كل ذلك بات من الماضي".
وقال "إننا بوسعنا مساعدة بعضنا الآخر والعمل سوياً ولكن لا بد أن نتأكد من وجود الثقة المتبادلة، ولا بد للجميع من احترام حدود الدول الأخرى، كما لا بد من احترام أنظمة الدول الأخرى وعدم التدخل في شؤونها الداخلية"، مشيرا إلى أنه "لا بد للبلدان أن تتعلم مما حدث في الماضي وعدم تكرار الأخطاء".
وأوضح أن "الاتفاق النووي بين الغرب وإيران يجب أن يبشر بتغييرات إيجابية ويحفز ايران على تأسيس علاقات بناءة تقوم على الثقة مع جيرانها، وهناك فرصة لأن تكون ايران أكثر إيجابية، وذلك لدعم السلام والاستقرار في المنطقة على نطاق واسع".
ووصف غول ظاهرة "الإسلام فوبيا" باعتبارها توجهاً سلبياً، مشيرا إلى أن "هناك بعض الناس الذين في الحقيقة لا يمثلون الإسلام أعطوا الآخرين الكثير من الذرائع لتبرير وترويج هذه الظاهرة، وهؤلاء يستغلون الكلمات والمعاني تحت مظلة الإسلام، وقد استغلت الدول الأخرى الوضع، ولسوء الحظ المسلمون الذين يعيشون في الدول الغربية وقعوا تحت ضغط هائل كنتيجة لهذه الظاهرة".
وطالب غول المسلمين بألا يعطوا الذرائع للآخرين، كما "يتعين عليهم أن يبذلوا مزيد من الجهد لإظهار الصورة الناصعة للإسلام، وهذا الجهد لا بد للجميع أن يقوموا به، وليس القادة السياسيين فقط، وإنما كل القيادات الاجتماعية والثقافية وعلماء الدين الذين يجب عليهم أن يقودوا الناس في محاولة لتفهم أسباب الإخفاقات ولماذا لم نتمكن من تحقيق النتائج الإيجابية التي نريدها".