اجتماع طارئ لوزراء خارجية أوروبا لبحث أزمة اللاجئين
لوكسمبورغ – دويتشه فيله
يجتمع وزراء الخارجية الاتحاد الأوروبي اليوم الجمعة (4 سبتمبر/ أيلول 2015) في لوكسمبورغ لبحث ملف اللاجئين. يأتي ذلك تزامنا مع اجتماع أربع دول من شرق أوروبا مترددة في فتح حدودها وتعارض نظام الحصص في براغ.
ووسط أجواء ملبدة بين الأوروبيين في قارة تشهد تناميا لليمين المتطرف، أعلنت فرنسا وألمانيا أمس (الخميس) عن مبادرة "لتنظيم استقبال اللاجئين وتوزيع منصف في أوروبا" لهذه الأسر التي تفر أساساً من الحرب في سورية. وتحدثت المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل عن "حصص إلزامية"، في حين تحدث الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند عن "آلية دائمة وإجبارية". وأضافت الرئاسة الفرنسية أن هذه المبادرة الفرنسية الألمانية تهدف أيضا إلى "ضمان عودة اللاجئين غير الشرعيين إلى بلادهم الأم وتقديم الدعم والتعاون الضروريين مع البلدان الأم ودول العبور".
من جهته، أعرب رئيس المجلس الأوروبي دونالد توسك عن قلقه إزاء "الانقسام بين شرق الاتحاد الأوروبي وغربه". وقال "بعض الدول الأعضاء لا تفكر إلاّ في وقف موجة المهاجرين ما يرمز إليه السياج المثير للجدل في المجر" على حدودها مع صربيا، "في حين تريد دول أخرى المزيد من التضامن".
وفي حين تثير صورة جثة الطفل السوري ايلان الكردي (ثلاث سنوات) المرمية على ساحل تركي الكثير من التاثر والغضب، اتهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أمس الدول الأوروبية بأنها حولت البحر المتوسط إلى "مقبرة للمهاجرين".
في المقابل، بدت وزيرة خارجية السويد مارغوت فالستروم دامعة العينين أثناء حوار تلفزي تأثراً بالصورة وقالت إن وفاة الطفل السوري "تفرض علينا الآن أن نتحرك". وتحدث نائب رئيس المفوضية الأوروبية فرانز تيميرمان عن "أزمة إنسانية وسياسية غير مسبوقة" في أوروبا، داعياً إلى "حلول أوروبية لمشكلة لا يمكن للدول منفردة حلها".
وقال رئيس الوزراء البريطاني ديفيد كاميرون، الذي تعرض لانتقادات لنقص انخراطه في الأزمة، إنه "متأثر جدا". وبحسب صحيفة "غاردين"، فإنه قد يعلن قريباً أن بريطانيا ستستقبل "عدة آلاف" من اللاجئين السوريين الإضافيين. وتريد المفوضية إنشاء آلية دائمة للتوزيع، لكن إزاء الوضع العاجل خصوصاً في المجر وإيطاليا واليونان سيطلب رئيس المفوضية جون كلود يونكر من الدول الأعضاء "توزيع 120 ألف لاجئ إضافي بشكل عاجل داخل الاتحاد الأوروبي"، بحسب مصدر أوروبي.
وهي مهمة لن تكون هينة بالنظر إلى الاعتراضات المعلنة من العديد من الدول إزاء طلب سابق للمفوضية لاستقبال 40 ألف طالب لجوء وصلوا إلى اليونان وإيطاليا. ومن المقرر أن يبحث وزراء داخلية الاتحاد الأوروبي في 14 سبتمبر الجاري تحوير اتفاقيات دبلن التي تنظم عملية التكفل باللاجئين في الاتحاد الأوروبي. ووصل أكثر من 230 ألف مهاجر إلى اليونان بحراً منذ بداية العام، مقابل 17500 مهاجر في الفترة ذاتها من 2014، بحسب مساعد وزير البحرية التجارية اليوناني نيكوس زويس.