سعودي «عشريني» يقتل والديه المسنين ويطعن شقيقيه بآلة حادة
الوسط - محرر المنوعات
استيقظت منطقة الحدود السعودية الشمالية أمس أمس الأربعاء (2 سبتمبر/ أيلول 2015)، على جريمة «نكراء» تمثلت بقيام شاب سعودي بقتل والده ووالدته، وطعن شقيقه وشقيقته بآلة حادة، لاحقته بعدها الأجهزة الأمنية، وتمكنت من إيقافه في محافظة طريف. فيما اعتبر اختصاصي نفسي الجريمة «ناقوس الخطر».
وأعلن المتحدث باسم شرطة منطقة الحدود الشمالية العقيد عويد العنزي أمس، حسبما ذكرت صحيفة "الحياة" السعودية، أنه في «صباح الأربعاء تلقت شرطة محافظة طريف، بلاغاً عن تعرض مواطن (في بداية العقد السابع)، وزوجته (في العقد الخامس) للطعن بآلة حادة، ما أدى إلى وفاتهما، وإصابة ابنهما (15 عاماً) وابنتهما (23 عاماً) إصابات عدة، نقلا إثرها إلى مستشفى محافظة طريف العام».
ولفت العنزي إلى أنه بعد الانتقال إلى منزل العائلة محل الجريمة واتخاذ الإجراءات الاستدلالية، أشارت المعلومات الأولية إلى أن «المتهم بارتكاب الجريمة هو ابن المغدورين البالغ 20 عاماً، والذي هرب بعد ارتكاب جريمته، قبل أن تلقي القبض عليه أجهزة الأمن لدى محاولته تجاوز إحدى نقاط التفتيش».
بدوره، أكد المستشار الأسري عيد العويش أن مثل هذه الحوادث «الشاذة المنافية للعقل»، نتيجة «غياب العقل لدى المدمن، وهي تأثير مباشر لتعاطي المخدرات». وقال في اتصال مع «الحياة»: «الجريمة البشعة تدق ناقوس الخطر في بيت كل أسرة لديها ابن أو زوج أو أخ مدمن، لأن التهاون في ذلك سيؤدي حتماً إلى مثل هذه الجرائم البشعة».
وطالب العويش كل أسرة بأن «تحافظ على أبنائها من هذا الخطر، الذي بدأ يتربص بهم في غياب واضح لدور الأسرة المعزز للأمان الأسري والحب والمودة، فيلجأ الابن إلى من يحتضنه من رفاق السوء، فيكون لقمة سائغة لشياطين الإنس».
وأضاف المستشار الأسري: «حالات الإدمان بين الشباب تستدعي برامج مكثفة من جانب الأسرة والمؤسسات التربوية والاجتماعية والصحية، والحاجة ماسة إلى دُور لإيواء هؤلاء المدمنين لحماية المجتمع والأسرة منهم، إذ لاتزال مجمعات الأمل والصحة النفسية عاجزة عن القيام بهذا الدور، لأن دورها يرتكز على تعاون الأسر معهم، وهذا ما جعل كثيراً من المدمنين يرجعون إلى الإدمان لاحقاً، مع غياب التعاون».
ودعا الأسر إلى «تأمين الحاجات النفسية والعاطفية لأبنائها، وخصوصاً أن المؤثرات تجاوزت الوسائل التقليدية إلى وسائل أكثر خطورة وفاعلية، مثل وسائل التواصل الاجتماعي، فالأم والأب أصبحا في تحدٍ حقيقي أمام تلك المؤثرات، والأسرة لاتزال تكافح ذلك الصراع وحدها، في ظل غياب البرامج الهادفة التي ترتقي إلى حجم التحديات والمخاطر المحدقة بالشباب والمجتمعات».
ومن النصائح التي قدمها العويش أن «يجتهد الآباء والأمهات في تعزيز المفاهيم والقيم الإيجابية في نفوس أبنائهم، ليكون بناؤهم متيناً وصحيحاً، يساعدهم في تجنب الوقوع في آفاتٍ مثل الإدمان أو الانحرافات السلوكية والفكرية»، معتبراً أن فتح باب الحوار «ضروري».
وقال: «وجدنا من واقع التجربة أن انسداد الأفق وغياب التفاهم بين الابن ووالديه من بين الدوافع الرئيسة إلى الانحراف، وطريقاً يسلكه قرناء السوء للتأثير سلبياً في ناقصي الحصانة»، معتبراً تقصير المرشد الطلابي في المدارس عن القيام بدوره «واحداً من أسباب الانحراف، على رغم وجود برامج توعوية للمرشدين، وأخرى للكشف المبكر عن حالات إيذاء الأطفال».