خامنئي يرفض «تأويل» تصريحاته عن الاتفاق النووي
الوسط – المحرر السياسي
رفض مرشد الجمهورية الإسلامية في إيران علي خامنئي أمس الثلثاء (1 سبتمبر/ أيلول 2015)، «تأويل» تصريحاته في شأن الاتفاق النووي المُبرم بين بلاده والدول الست، فيما اعتبر قائد «فيلق القدس» التابع لـ «الحرس الثوري» الجنرال قاسم سليماني أن الثورة الإيرانية «أفشلت استراتيجيات» الولايات المتحدة في المنطقة، بحسب ما نقلت صحيفة «الحياة» اليوم الأربعاء (2 سبتمبر 2015).
في تونس، سخر وزير الخارجية الإيراني محمد جواد ظريف من الحديث عن «نفوذ» لبلاده في أربع عواصم عربية، قائلاً: «احترامنا كبير للعالم العربي ونعتقد أن لا هيمنة لأحد على أي عاصمة عربية. الشعوب العربية راشدة وتدير بنفسها عواصم بلدانها».
وسُئل عن «هواجس دول مجاورة من قوة إيران»، فأجاب: «لا مبرر لهذا الهاجس. إيران فتحت ذراعيها للتعاون مع دول الجوار، وتعتقد بضرورة الاستفادة من الفرص المشتركة ومواجهة الأخطار المشتركة».
إلى ذلك، حض خامنئي قادة الدفاع الجوي الإيراني على «مواصلة استعداداتهم والارتقاء بقدراتهم لمواجهة التهديدات». تزامن ذلك مع بيان أصدره مكتب المرشد تطرّق إلى «ما نُسب إلى سماحته في وسائل إعلام، في شأن الاتفاق النووي»، مؤكداً أن «المواقف التي أعلنها القائد خلال الأشهر الأخيرة في هذا الصدد، صريحة وشفافة ولا تحتاج تأويلاً». وأضاف: «خطابات سماحته وُضعت بتصرّف الجميع، وأي شيء يُنسب إليه خارج هذا الإطار، بلا قيمة».
في غضون ذلك، قدّم سليماني خلال اجتماع لمجلس خبراء القيادة، تقريراً عن التطورات في المنطقة، خصوصاً الوضع في العراق وسورية ونشاط تنظيم «داعش». وأوردت وسائل إعلام إيرانية أن التقرير تمحور على «فشل سياسات أميركا في بناء امبراطوريتها» في المنطقة، معتبراً أن «الثورة (الإيرانية) أفشلت كل استراتيجيات أميركا في المنطقة».
على صعيد آخر، رفض رئيس مجلس خبراء القيادة محمد يزدي معارضة الرئيس حسن روحاني مصادقة مجلس الشورى (البرلمان) على الاتفاق النووي، ومطالبته بمنع مجلس صيانة الدستور من شطب مرشحين للانتخابات النيابية وانتخابات مجلس الخبراء المرتقبة العام المقبل.
وقال خلال اجتماع لمجلس الخبراء، حضره روحاني: «الاتفاق النووي لا يحتاج إلى توقيع، لأن التعهد الوارد فيه مُلزمٌ». واستدرك: «ينصّ الدستور على درس الاتفاق في البرلمان، والقبول بما يقرره مجلس الشورى والمجلس الأعلى للأمن القومي» الإيراني.
وتطرّق يزدي إلى دور مجلس صيانة الدستور قائلاً: «وزارة الداخلية تنظم الانتخابات، فيما يؤدي مجلس صيانة الدستور دور المراقب، منذ اللحظة الأولى لتسجيل أسماء المرشحين وحتى إعلان نتائج الاقتراع». وتابع: «يجب أن يؤدي المجلس وظيفته، ولن يتخلى عنها من أجل كسب قلوب بعض الدوائر» في إيران.
وفي تحدٍ لروحاني وتياره الذي يعوّل على فوز مهم في الانتخابات المقبلة، يقصي الأصوليين ممهداً لولاية ثانية للرئيس الإيراني، وانفتاح أكبر على الغرب، اعتقلت السلطات الإيرانية لفترة وجيزة علي شكوري راد، سكرتير «حزب اتحاد الشعب الإيراني» الإصلاحي الذي عقد في طهران قبل 10 أيام أول مؤتمر له، وانتخب 30 عضواً في لجنته المركزية، معظمهم أعضاء سابقون في حزب «جبهة المشاركة الإيرانية الإسلامية» المحظور.
وأطلقت السلطات شكوري راد بكفالة، بعد ساعات على توقيفه، اثر عقده أول مؤتمر صحافي بعد مؤتمر الحزب الذي نال قبل أشهر ترخيصاً من السلطات. لكن وزارة الداخلية اعتبرت أن الترخيص الممنوح للحزب يقتصر على تأسيسه، ولا يتيح له ممارسة نشاط سياسي. ولم يتّضح سبب اعتقال شكوري راد، لكن موقعاً إلكترونياً أصولياً نقل عن مصادر قضائية إن توقيفه تم بسبب «إصرار» سكرتير الحزب الإصلاحي على «انتهاكات سابقة وتدابير مثيرة للفتنة».