جلسة "تاريخية" لمجلس الامن حول اضطهاد "داعش" للمثليين جنسيا
الامم المتحدة - أ ف ب
عقد مجلس الامن الدولي الاثنين (24 أغسطس/ آب 2015) جلسة "تاريخية" هي الاولى التي يخصصها لبحث حقوق المثليين جنسيا واستمع خلالها الى شهادات مروعة عن الفظائع التي يرتكبها تنظيم "داعش" الإرهابي في سوريا والعراق بحق المثليين.
وقال صبحي النحاس المتحدر من مدينة ادلب في شمال غرب سوريا ان "المثليين في "داعش" يلاحقون ويقتلون على الدوام".
واضاف الشاهد السوري الذي فر من بلده خوفا من التنكيل ولجأ الى الولايات المتحدة حيث يعمل في منظمة لمساعدة اللاجئين ان التنظيم الإرهابي يعمد الى رمي المثليين من اعلى مباني شاهقة او يضعهم في ساحات عامة حيث يرجمون بالحجارة من قبل جموع غفيرة من الناس، بمن فيهم اطفال، كما لو ان المشاركين في عملية الاعدام هذه "يحضرون حفل زفاف".
بدوره قال شاهد عراقي في شهادة امام مجلس الامن ادلى بها عبر الهاتف من مكان في الشرق الاوسط لم يكشف عنه ان عناصر التنظيم الإرهابي "يطاردون المثليين بطريقة احترافية. انهم يلاحقونهم واحدا واحدا".
واضاف الشاهد العراقي الذي عرف عن نفسه باسم مستعار هو عدنان وذلك خوفا من ان يتم التعرف عليه "عندما يعتقلون احدا يفتشون هاتفه ويتحققون من معارفه واصدقائه على موقع فيسبوك".
واوضح عدنان انه كان شخصيا ضحية معاملة وحشية تعرض لها على ايدي القوات العراقية قبل ان يسيطر تنظيم "داعش" الإرهابي على مدينته، وعندما وصل الجهاديون فر من المدينة خوفا من ان تسلمه عائلته الى التنظيم المتطرف.
واضاف ان الإرهابيون "يحاولون مطاردة كل الرجال المثليين. والامر اشبه بحجارة الدومينو، اذا سقط احدها تسقط البقية".
من جهته قالت جسيكا شتيرن مديرة اللجنة الدولية لحقوق المثليين والمثليات جنسيا لاعضاء مجلس الامن في هذه الجلسة المغلقة ان تنظيم "داعش" الإرهابي تبنى اعدام ما لا يقل عن 30 شخصا بتهمة قيامهم ب"عمل قوم لوط".
واضافت ان التنظيم الإرهابي بث عبر الانترنت ما لا يقل عن سبعة تسجيلات مصورة لعمليات اعدام نفذها من تموز/يوليو 2014 بحق رجال قال انهم مثليون.
وفي تموز/يوليو افاد المرصد السوري لحقوق الانسان ان تنظيم "داعش" الإرهابي رمى رجلين من اعلى مبنى في مدينة تدمر الاثرية السورية بتهمة انهما مثليان، قبل ان يعمد جمع من الناس الى رجمهما بالحجارة.
وهي المرة الاولى التي يعقد فيها مجلس الامن جلسة مخصصة للبحث في حقوق المثليين جنسيا، وهي جلسة يأتي عقدها في لحظة "تاريخية"، بحسب ما قالت المندوبة الاميركية الدائمة في الامم المتحدة سامنتا باور.
واضافت باور "حان الوقت، بعد مرور 70 عاما على تأسيس الامم المتحدة، لان يوضع تحت دائرة الضوء مصير المثليات والمثليين والثنائيي الجنس والمتحولين جنسيا الذين يخشون على حياتهم في العالم اجمع".
وعقدت الجلسة بمبادرة من الولايات المتحدة وتشيلي ودعي جميع اعضاء مجلس الامن للمشاركة فيها ولكن انغولا وتشاد لم تلبيا هذه الدعوة، في حين ارسلت كل من الصين وماليزيا ونيجيريا وروسيا مندوبين عنها الى الاجتماع لكن هؤلاء لم يشاركوا في المداولات.
ومن اصل الدول ال193 الاعضاء في الامم المتحدة هناك اكثر من 75 دولة تجرم قوانينها المثلية الجنسية.
وقال عدنان امام مجلس الامن "في مجتمعي ان تكون مثليا يعني ان تموت وعندما تقتل "داعش" مثليين جنسيا يكون غالبية الناس سعداء لانهم يعتقدون اننا شيطانيين، و"داعش" تستفيد من هذا الامر".
من ناحيته دعا صبحي النحاس في شهادته امام مجلس الامن الحكومات الى توفير ملاذ آمن لهؤلاء الضحايا "لكي يتمكنوا من العثور مجددا على الامان".
وتقود الولايات المتحدة تحالفا دوليا لمحاربة تنظيم "داعش" الإرهابي الذي يسيطر على مساحات واسعة من سوريا والعراق.