بكين 2015: جامايكا جزيرة عدائي سباقات السرعة
بكين - أ ف ب
قد يكون حجم سكان الولايات المتحدة اكبر بـ300 مرة من سكان جامايكا، لكن عندما يتعلق الامر بتطوير مواهب سباقات السرعة، فان الجزيرة الكاريبية تتفوق كثيرا على بلاد العم سام.
فمن اصل 12 ذهبية وزعت في الدورتين الاولمبيتين الاخيرتين في بكين 2008 ولندن 2012، في سباقات 100 م و200 م والتتابع 4 مرات 100 م، احرز رجال وسيدات جامايكا تسعا منها بالاضافة الى 5 فضيات، كما سيطروا سيطرة شبه كاملة على سباقات السرعة في بطولة العالم في روسيا قبل سنتين.
والسؤال الذي يطرح نفسه من يستطيع ايقاف جامايكا في بطولة العالم المقامة حاليا في بكين؟
ويقول اوساين بولت اسرع عداء في العالم وصاحب الرقميين القياسيين في سباي 100 م و200 م عن تلك الظاهرة في بلاده بقوله "ان مستوى العاب القوى في جامايكا مرتفع جدا لدرجة باننا نصبو لكي نكون الافضل في هذه الرياضة".
وكشف "من اجل ان تخوض التجارب الوطنية المؤهلة الى البطولات الكبرى يجب ان تعدو سباق 100 م بزمن قدره 9ر9 ثوان وبالتالي فان عدائي السرعة يبذلون جهودا خارقة لان التنافس قوي جدا وهذا يؤدي الى تفوقهم لاحقا في الاستحقاقات الرياضية الكبرى".
لكن جامايكا تدين بالفضل ايضا الى البرنامج المدرسي الذي تطبقه ويدعى "تشامبس" اي الابطال وهو حدث يتابعه 30 الف شخص.
ويقول ريتشارد مور الذي اصدر كتابا تحدث فيه عن سيطرة جامايكا على سباقات السرعة "لا يمكن ان تجد يوما مدرسيا رياضيا افضل مما يحصل في جامايكا".
واضاف "التنافس قوي جدا والامر يعني الكثير للجميع لان ما يقومون به هو الخطوة الاولى نحو النجومية العالمية".
ويستأثر نجوم العاب القوى في جامايكا بالاضواء اينما حلوا وتعلو صورهم المباني والباصات ولوحات الاعلانات في شوارع البلاد.
ويقول احد الصحافيين الجامايكيين المشهورين ويدعى اندري لوف "تتمتع كرة القدم بشعبية كبيرة هنا في جامايكا، لكن العاب القوى هي الملكة والرياضة رقم واحد خصوصا بعد انجازات اوساين بولت في دورة الالعاب الاولمبية في بكين عام 2008". وتابع "في الوقت الحالي العاب القوى هي الرياضة الاكثر شعبية ونجومها هم الاشهر".
وكشف "العديد من اطفال جامايكا يريدون ان يقتفوا اثر اوساين بولت والامر كان مماثلا في الاربعينات ثم لدى ظهور نجم دون كواري في السبعينات ومع ظاهرة بولت حاليا"، مشيرا الى ان الخطة المدرسية ساعدت في تنمية مواهب العديد من الاطفال في جامايكا.
وتدرب اغلبية نجوم السرعة في جامايكا المشاركين في بكين 2015 باشراف مدربين شهيرين هما غلين ميلز الذي يشرف على بولت ويوهان بلايك، وستيفن فرنسيس الذي يشرف على شيلي ان فريزر برايس واسافا باول.
وكان ميلز فشل في مسيرته كعداء لكنه يعشق العاب القوى وقال "لم يكن لدي الموهبة لاصبح عداء من الصف الاول. شعرت بخيبة امل لانني لم استطع مجاراة الاخرين. لكني لم ادع هذا الامر يؤثر علي واكتشفت بان موهبتي تكمن في التدريب".
ويعتبر ميلز من اشهر المدربين في العالم بدليل حصد رياضييه 71 لقبا عالميا و33 لقبا اولمبيا منذ استلامه تدريب منتخب جامايكا الوطني وانشائه ناديا خاصا بتدريب العاب القوى.
ويؤكد ميلز بانه لا يركز فقط على الناحية البدنية بل النفسية ايضا بقوله "نحاول تحقيق المثالية لكنه امر صعب للغاية. لكني احاول ايضا مساعدة العدائين من الناحية النفسية. احاول قدر المستطاع وبحسب ما يسمح لي كل واحد منهم مراقبة حياته الشخصية. دائما ما اقول لهم بان هناك حياة بعد المسيرة الرياضية".