العدد 4731 بتاريخ 20-08-2015م تسجيل الدخول


الرئيسيةالوسط أونلاين
شارك:


الفلفل الحار.. لأعمار أطول

الوسط - محرر المنوعات

أعادت دراسة حديثة للباحثين من كلية الطب بجامعة هارفارد ومن الأكاديمية الصينية للعلوم الطبية، تأكيد نتائج الدراسات الطبية السابقة حول الفوائد الصحية المحتملة لتناول الفلفل الحار.

ووفق ما نقلت صحيفة الشرق الأوسط، عن عدد 4 أغسطس/ آب الحالي للمجلة الطبية البريطانية BMJ، وجد الباحثون أن الإكثار من تناول وجبات طعام تحتوي على الفلفل الأحمر، بنوعيه الطازج أو الجاف، يُقلل من احتمالات خطورة الوفاة.

الفلفل الحار

ويثير الفلفل الحار اهتمام الأوساط الطبية من جوانب عدة، بعضها يتعلق بالفوائد الصحية المحتملة لتناوله من قبل البالغين والأطفال، والبعض الآخر منها يتعلق بمدى جدية وجود آثار جانبية لتناول الفلفل الحار وكيفية تفاديها، إضافة إلى العلاقة بين تناول الفلف الحار وغيره من البهارات على سلامة أنسجة بطانة المعدة وبطانة الأمعاء. كما طرحت نتائج الكثير من الدراسات الطبية التي فحصت تأثيرات المواد ذات الطعم الحار الموجودة في الفلفل على تخدير الأعصاب والإحساس بالآلام المزمنة في المفاصل أو الآلام الحادة كما في جروح العمليات الجراحية.

ويأتي الفلفل الأحمر ضمن الإضافات الرئيسية الخمس لأطباق الأطعمة على مستوى العالم، والتي تشمل أيضًا الملح والفلفل الأسود والليمون والخل وزيت الزيتون، وهي الإضافات التي تحاول الدراسات الطبية استكشاف تأثيراتها الصحية، سواء كانت إيجابية أو سلبية.

وكان الباحثون من جامعة هارفارد في بوسطن، بالتعاون مع الباحثين من الأكاديمية الصينية للعلوم الطبية قد ذكروا في مقدمة دراستهم أن التوابل أصبحت جزءًا لا يتجزأ من ثقافة الطهي في كل أرجاء العالم وذلك منذ زمن طويل لغايات تتعلق بإعطاء الطعم والنكهة لأنواع مختلفة من الأطعمة وللتلوين ولحفظ الأطعمة من سهولة التلف والفساد، إضافة إلى الحصول على فوائدها الطبية، وأن العالم اليوم يتجه أكثر نحو إضافة التوابل وزيادة استخدامها، وأن الفلفل الأحمر يمثل في الصين النوع الأكثر استخداما بين أنواع التوابل على المستوى القومي.

وأضافوا أن الدراسات الطبية وثقت في السابق عددًا من الفوائد الصحية للفلفل الحار والمواد الفاعلة فيه مثل مادة كابسيسين Capsaicin وهي التي تشير في نتائجها إلى احتمالات أن يكون لتناول الفلفل الحار تأثيرات على أنواع مختلفة من الحالات المرضية وعلى الوفيات.

وقالوا إن ما لا يتوفر هو دراسات تفحص تأثيرات تناول الأطعمة الغنية بالفلفل والبهارات Spicy Food Consumption بشكل يومي على مجمل الوفيات نتيجة أمراض معينة في المجتمعات، ولذا قاموا بإجراء هذه الدراسة الحديثة لفحص هذا الأمر.

دراسة مستفيضة

وشملت الدراسة أكثر من نصف مليون شخص من الأصحاء البالغين، وذلك من عشر مناطق جغرافية مختلفة في الصين فيما بين عامي 2004 و2013 لمتابعة الإصابة بالأمراض والوفيات لديهم. وتراوحت أعمار المشاركين في الدراسة ما بين 39 و79 سنة.

وتعتبر هذه الدراسة من الدراسات الاستشرافية المستقبلية Prospective Study الواسعة بمفهوم علم الإحصاء الطبي، وتم خلالها تكرار متابعة تقييم استهلاك الفلفل الحار في الأطعمة اليومية المتناولة، وفق أربعة مستويات متدرجة، وهي إما أقل من مرة في الأسبوع، أو في مرة أو مرتين من أيام الأسبوع، أو 3 إلى 5 مرات، أو 6 إلى 7 مرات في أيام الأسبوع. وكذلك تم سؤال المشمولين في الدراسة عن مصدر الفلفل الحار في طعامهم، أي هل هو الفلفل الحار الطازج، أو الفلفل الحار الجاف، أو مرق صوص شطّا الفلفل، أو الزيت الحار بنقع الفلفل فيه، أو غير ذلك.

وفي بداية الدراسة تم إخراج جميع المصابين بالأمراض المزمنة كأمراض القلب والسرطان وغيرهم، وتم كذلك أخذ بينات أساسية عن العمر والجنس ومستوى التعليم والوظيفة والدخل المادي والحالة الاجتماعية والتدخين وتناول المشروبات الكحولية ومستوى النشاط البدني ومدى تناول اللحوم الحمراء والفواكه والخضار وغيرها من المعلومات المهمة في تقييم المتابعة الصحية. ثم تم تقييم مقدار وزن الجسم والطول ومقدار ضغط الدم ونسبة السكر بالدم. وخلال مدة المتابعة، حصلت نحو 20 ألف وفاة بين شريحة النصف مليون شخص المشمولين في الدراسة.

تقليل الوفيات

وقال الباحثون: «دراستنا هي الأولى التي قامت بتحليل العلاقة ما بين تناول الفلفل الحار بشكل يومي على الوفيات عبر دراسة استشرافية مستقبلية واسعة النطاق وطويلة الأمد». ولاحظ الباحثون في نتائج دراستهم أن معدلات الوفيات بالمجمل كانت أقل بنسبة 14 في المائة لدى منْ يتناولون الفلفل الحار في 6 أو 7 من أيام الأسبوع بالمقارنة مع منْ يتناولونه في أقل من مرة في الأسبوع. ولاحظوا أيضًا أن ثمة تدرجا في انخفاض الوفيات بارتفاع عدد أيام تناول الفلفل الحار خلال أيام الأسبوع. هذا من ناحية مجمل حصول الوفيات، ومن ناحية علاقة تناول الفلفل الحار بأنواع الأمراض المسببة للوفيات، لاحظ الباحثون في نتائجهم أن الزيادة في تناوله خلال عدد أكبر من أيام الأسبوع مرتبط بانخفاض مخاطر الوفاة بالأمراض السرطانية بالجملة وأمراض شرايين القلب وأمراض الرئة ومرض السكري.

ومن ناحية نوعية مصدر الفلفل الحار المُضاف إلى الطعام اليومي، لاحظ الباحثون في نتائجهم أن تناول الفلفل الطازج Fresh Chili Peppers بالذات ولو بكمية أقل من ثلاث مرات في الأسبوع مرتبط بخفض الوفيات بنسبة 10 في المائة مقارنة مع تناوله أقل من مرة في الأسبوع. ولكنهم لم يجدوا أن ثمة علاقة بين الذكورة أو الأنوثة وبين تأثيرات استهلاك الفلفل الحار على خفض الوفيات، إلا أنهم لاحظوا أن زيادة تناول المرأة للفلفل الحار مرتبط فقط بانخفاض الوفيات بسبب الأمراض الميكروبية المُعدية.

فوائد صحية

كما انتشر تأثير الفوائد الإيجابية لتناول الفلفل الحار على معدلات الوفيات بغض النظر عن مقدار العمر ومستوى التعليم ومستوى النشاط البدني اليومي والحالة الاجتماعية. وبشكل خاص، لاحظ الباحثون أن هذه التأثيرات الصحية الإيجابية لتناول الأطعمة الغنية بالفلفل الحار كانت أعلى بالذات لدى منْ لا يتناولون مطلقًا المشروبات الكحولية.

وقال الباحثون في محصلة نتائج الدراسة: «تفيد هذه الدراسة الاستشرافية الواسعة أن التعود على استهلاك الفلفل والبهارات الحارة مرتبط بشكل عكسي مع مجمل الوفيات وأنواع محددة من أسبابها». وعلق الدكتور ليو كيو، الباحث الرئيس في الدراسة والأستاذ المشارك لعلم التغذية والأوبئة في كلية هارفارد للطب، بقوله: «النتائج بسيطة جدًا، كلما تناول الشخص أطعمة حارة بالفلفل والبهارات كان ذلك أفضل لصحته وأفضل في خفض خطورة الوفيات، وخصوصا في خفض الوفيات بأسباب الأمراض السرطانية وأمراض شرايين القلب».

وأشار الباحثون إلى أن الدراسة لم تهدف إلى الكشف عن سبب التأثيرات الإيجابية لتناول الفلفل الحار والبهارات الحارة على خفض الوفيات، ولا آليات حصول تلك الفوائد الصحية الإيجابية، إلا أن الدراسات السابقة، وفق ما ذكره الدكتور كيو، لاحظت أن ثمة مجموعة من المواد والمركبات الكيميائية في الفلفل الحار والبهارات الحارة التي قد تكون هي السبب وراء توفير تناولهم تلك التأثيرات الصحية المفيدة ضد الوفيات والإصابات بالأمراض، وتحديدًا على نسبة الكولسترول وحفظ بيئة صحية للبكتيريا الصديقة في الأمعاء وضبط الانفلات في عمليات الالتهابات في الجسم وخفض مستوى توتر الأكسدة في خلايا الجسم.

عناصر الفلفل الحار

ومن المحتمل طبيًا أن الفوائد الصحية للفلفل الحار تأتي من أربعة عناصر حيوية فاعلةBioactive Components ورئيسية ذات تأثيرات صحية إيجابية، وهي مادة كابسيسين وفيتامين سي وفيتامين إي والمواد المضادة للأكسدة. هذا بالإضافة إلى أن إضافة الفلفل الحار والبهارات تُقلل من احتياج الإنسان إلى إضافة الملح بغية تحسين طعم ونكهة الأطعمة، وهو ما ينعكس صحيًا بشكل إيجابي.

وقال الباحثون في مناقشتهم نتائج الدراسة إن مادة كابسيسين هي المادة الفاعلة النشطة في مكونات الفلفل الحار، وتأثيراتها الصحية تم بشكل مكثف دراستها في الكثير من الدراسات في المختبرات وعلى شرائح غير واسعة من الناس، والتي لاحظت مفعولها المضاد للإصابة بالسمنة Anti - Obesity والمضادة للأكسدة Antioxidant والمضادة للالتهابات Anti – Inflammatory والمضادة لنمو الخلايا السرطانية والمضادة للميكروبات Antimicrobial والمضادة لارتفاع ضغط الدم وتحسين تعامل الجسم مع سكر الغلوكوز. وأضافوا أن تأثيراتها المضادة للميكروبات قد تلعب أدوارًا مهمة في عمل الجهاز الهضمي وتكوين بيئات البكتيريا الصديقة في الأمعاء، ذلك أن عددًا آخر من الدراسات الطبية السابقة لاحظ أن اضطرابات بكتيريا الأمعاء الصديقة مرتبط بارتفاع معدلات السمنة ومرض السكري وتليف الكبد وأمراض شرايين القلب.

واستطردوا أن هذا الموضوع مجال واسع للبحث المستقبلي. وذكروا أن تأثيرات مادة كابسيسين على ضبط توتر الأكسدة وعمل الصفائح الدموية هي آلية أخرى محتملة في تفسير التأثيرات الإيجابية للفلفل الحار على أمراض الشرايين القلبية، كما أن القلب والأوعية الدموية بالذات غنية فيها ما يُعرف بـ«أعصاب حسية حساسة لمادة كابسيسين» Capsaicin Sensitive Sensory Nerves وهي التي لها دور مهم في ضبط عمل القلب والأوعية الدموية.

التوابل والأعشاب

ونظرًا لتكرار ذكر التوابل والفلفل في كثير من الدراسات الطبية الحديثة، فإنه ووفق ما ذكره فرد كازارا في كتابه «التوابل: تاريخ عالمي» فإن التوابل بالعموم تُعرّف بأنها «الأجزاء العطرية Aromatic من النباتات الاستوائية، وهو ما قد يكون جذورا أو لحاء أو أزهارا أو بذورا أو أوراقا لتلك النباتات. وباستثناء الفانيلا فإن الفلفل الحار وجميع البهارات هي ذات أصول آسيوية. بينما الأعشاب Herb هي نباتات ليس لها جذع خشبي وتموت في نهاية كل موسم نمو».

ومادة كابسيسين هي المركب النشط في الفلفل الحار، وهي في حالتها النقية تكون مادة تكون عديمة اللون والرائحة، وقوة درجة حرارة طعم مادة كابسيسين في أنواع الفلفل المختلفة في مناطق العالم تتراوح ما بين 15 و16 مليون وحدة سكوفيل Scoville Scale. ووحدة سكوفيل هي الوحدة العالمية لقياس شدة شراسة حرارة الطعم، ولا يُخفف من شدتها إلا نقع الفلفل في الماء الممزوج بالسكر.



أضف تعليق



التعليقات 5
زائر 1 | و لهذا السبب تعيش الببغاء 100 عام من اكل الفلفل الحار . 2:56 ص و لهذا السبب تعيش الببغاء 100 عام من اكل الفلفل الحار . رد على تعليق
زائر 2 | مثلث برمودا 4:07 ص الأعمار بيد الله سبحانه وتعالى رد على تعليق
زائر 3 | اكل الفلفل 5:01 ص هو زين الفلفل الحار وإذا اكلناه ندش الحمام اح واح رد على تعليق
زائر 4 | الفلفل الحار زين بعد حق أمراض القولون و قرحة المعدة! 5:16 ص بعد أن كنت أكره رجال .........صرت أكره هؤلاء الذين يطلقون على أنفسهم باحثين و علماء ...... كل يوم و طلع لك بشلخة و علينا ان نصدقه لأن حضرته "باحث في جامعة هارفارد"! رد على تعليق
زائر 5 | مفييد 5:53 ص الفلفل مفيد للمتزوجين .. يحسن الاداء الجنسي رد على تعليق