رئيسة مجلس أمناء "بي بي سي" تدعو لوقف الضغوط السياسية
الوسط - المحرر السياسي
دعت رئيسة مجلس أمناء هيئة الإذاعة البريطانية، بي بي سي، رونا فيرهيد، السياسيين إلى إيقاف ممارسة الضغوط على الهيئة.
وقالت، حسبما ذكر موقع الـ "بي بي سي"، إنه يتعين على الجماهير أن يكون لديها نصيب أكبر في التعبير عن رأيها بشأن مستقبل الهيئة.
وأضافت رونا، في مقال بصحيفة الإندبندنت البريطانية، أن مستقبل بي بي سي "يجب أن تحركه الأدلة والحقائق لا التحيز ولا المصالح المكتسبة".
وشكت فيرهيد من محاولات بعض أعضاء مجلس العموم للتدخل في شؤون الإذاعة.
وقال وزير الثقافة، جون ويتينغدال، إن هناك حاجة إلى النقاش حول إن كان ينبغي على بي بي سي أن تكون أكثر "تركيزا".
ومن المقرر تمديد الميثاق الملكي الذي تعمل بمقتضاه بي بي سي العام المقبل.
وقالت فيرهيد، التي رأست المجلس الذي يدير شؤون بي بي سي في أكتوبر/ تشرين أول الماضي، إن ثمة ""دليلا جيدا" على أن الجماهير أرادت "بكل قوة" استمرار الهيئة في أن تكون "جزءا من حياتهم".
"بي بي سي مستقلة"
وقالت فيرهيد إن الجمهور يريد رقابة وتنظيما مستقلين لبي بي سي، على أن يكون ذلك عبر هيئة مستقلة تمثل دافعي رسوم رخصة البث، وليس عبر السياسيين.
وأضافت: "ذلك الاستقلال احتاج إلى من يدافع عنه على مدار عقود، ليس فقط من الحكومات بل من البرلمان أيضا، إلى جانب اتجاه متنام في السنوات الأخيرة للجان مختارة لتوجيه أسئلتها لمسؤولي بي بي سي التنفيذيين حول القرارات التحريرية التفصيلية".
وتابعت: "نعتقد بأن مراجعة الميثاق هذه تمنحنا فرصة لتقنين العلاقة بين بي بي سي والدولة، وبين بي بي سي وجمهورها، بحيث تكون شروط العلاقة واضحة والعمليات شفافة، حتى يمكن اعتبار بي بي سي هيئة مسؤولة ومستقلة".
وقالت فيرهيد كذلك إن الهيئة "لا يمكنها أن تقف مكتوفة الأيدي" عندما يتعلق الأمر بابتكار تكنولوجيا جديدة وتقديمها.
وأضافت أن لدى بي بي سي تاريخ قوي في المبادرة إلى إدخال تغييرات تكنولوجية ذات قيمة عالية، كان آخر نماذجها تطبيق آي بلاير (iPlayer).
وتابعت: "لكن تطبيق آي بلاير (iPlayer) مر عليه الآن أكثر من سبع سنوات، وهو ما يجعله يحظى بالاحترام بين النطاقات الزمنية الرقمية".
وأضافت: "فالكل يتساءل من أين سيأتي الابتكار العظيم القادم في تقديم الخدمة، لذلك يتعين على بي بي سي أن تمتلك القدرة التقنية والبحثية، بحيث إذا لم تبتكر تكنولوجيا جديدة فعليها على الأقل مواكبتها واستغلالها".
وواصلت القول إن هيئة الإذاعة البريطانية تواجه "قيودا على التمويل أكثر صرامة من ذي قبل" إلى جانب "ما يمكن وصفه بالتحديات الخارجية الأكبر في تاريخها".
وتضيف أنه على الرغم من أن "قبول الوضع الراهن ليس خيارا" فإن التغييرات "يجب أن تجرى من خلال نقاش مناسب يُسمع فيه صوت الجمهور عاليا وواضحا".
وتابعت: "أن مستقبل بي بي سي ببساطة مهم للغاية بحيث لا يمكن تقريره خلف الأبواب المغلقة".
"إخفاقات تحريرية"
وأصدر جون ويتينغديل "الورقة الخضراء" المثيرة للجدل حول مستقبل بي بي سي، وقال إنه يريد لهيئة الإذاعة البريطانية أن "تزدهر".
لكن بي بي سي من جانبها قالت إن "الورقة الخضراء" ستؤدى لتراجع شعبيتها وتقليص خدماتها.
ووافقت بي بي سي على تحمل تكلفة تراخيص البث التليفزيوني المجانية لكبار السن ممن تجاوزت أعمارهم 75 عاما، وذلك في مقابل بعض الامتيازات. ومن هذه الامتيازات ربط رسوم الترخيص بمستوى التضخم.
وتقترح الورقة الخضراء أن تنقل مسؤولية تنظيم عمل بي بي سي إلى هيئة أخرى غير مجلس أمنائها المعروف باسم "بي بي سي ترست"، بعد وقوع حوادث "لم تف فيها هيئة الإذاعة البريطانية بالمعايير التي نتوقعها".
وأورد ويتينغديل عبارة "إخفاقات تحريرية" في ضوء حديثه عن التقارير التي تحدثت عن الانتهاكات الموجهة لجيمي سافيل وحجم عوائد ترك العمل باعتبارها مصادر لـ"القلق".
وفي وقت سابق، ردت هيئة الإذاعة البريطانية، وقالت إن استشارة الجمهور ينبغي أن تكون جزءا رئيسيا من مراجعة الميثاق الملكي الذي تعمل بمقتضاه بي بي سي.