بعد 25 عاماً عادت إلى السلطنة لتزور مخدوميها
هندية من عاملة منزلية في سلطنة عمان إلى صاحبة أعمال في البحرين
الوسط - محرر الشئون المحلية
بعد 25 عاماً من مغادرتها سلطنة عمان إلى موطنها الهند لتلقي العلاج إثر مرض مفاجئ في السلطنة، تعود جنكا راني مادفن إلى السلطنة وتحديدا إلى ولاية قريات في زيارة مفاجئة إلى منزل المواطن العماني الذي كانت تعمل لديه، وكل ما بقي في ذاكرتها هو اسم رب الأسرة والأبناء الذين تركتهم صغارا، وذكريات مضى عليها عشرات السنين، خلالها لم يكن هنالك تواصل على أي نحو من الأنحاء.
جاءت زيارة جنكا راني مادفن إلى السلطنة، حسبما ذكرت صحيفة "الشبيبة" العمانية، بعد أن أصبحت سيدة أعمال في البحرين، بعد رحلة كفاح مع العمل في مجال التسويق بشركة مشهورة هناك، وكان سبب قبولها بالوظيفة اتقانها اللغة العربية التي تعلمتها في السلطنة، واستمرت بالعمل 16 عاماً، لتتحول بعدها إلى صاحبة أعمال بعد أن أسست لها شركة خاصة في التسويق لكافة المواد الاستهلاكية بالبحرين في عام 2012، وتبدأ بالتوسع ببعض المشاريع الأخرى.
وفور تصنيفها باعتبارها واحدة من صاحبات الأعمال كانت أول زيارة خاصة لها، بعيدا عن مجالات العمل، هي سلطنة عمان وتحديدا للأسرة التي كانت تعمل لديها في قرية الساحل بقريات، وفور وصولها إلى مطار مسقط اتجهت برفقة سائق الأجرة إلى قريات دون معرفة عنوان الأسرة عدا اسم المواطن الذي كانت تعمل عنده، وبعد ثلاث ساعات من وصولها قريات تم الوصول إلى المنزل المطلوب وفور الوصول استقبلها أهالي البيت بالفرح والبكاء لوفاء العاملة السابقة وسيدة الأعمال الحالية للأسرة، وقد تفاجأ أهالي البيت جميعهم من زيارة جنكا المفاجئة والتي تعرفت على كافة أهالي المنزل وتعرفت على من كان طفلا يتربى لديها والآن أصبح أبا أو أما.
قصة جنكا
قدمت جنكا إلى السلطنة أول مرة في عام 1988 كعاملة منزل لدى مواطن من ولاية قريات، وكانت تبلغ من العمر 19 عاما آنذاك، عملت بالمنزل قرابة العام والنصف واضطر رب الأسرة إلى إعادتها إلى الهند بسبب مرضها المفاجئ، تلقت جنكا العلاج في الهند خلال عام وتخطت مرحلة الخطر لتعود لها الحياة من جديد، ولتبدأ مشوارا جديدا. غادرت الهند مرة أخرى متجهة إلى البحرين في رحلة عمل جديدة بعد أن اكتسبت الكثير من العادات العمانية، اضافة الى تعلمها اللغة العربية في السلطنة، هذه الاستعدادات كانت الأساس في قبولها في مجال التسويق التجاري لدى شركة معروفة بالبحرين. وعملت بها 16 عاما بجد ومثابرة على نحو متفوق.
وفي عام 2012 تحولت جنكا من موظفة بالشركة إلى صاحبة أعمال حينما أسست شركة تسويق بمسمى « واحة المستقبل»، واجتهدت من أجل شركتها ونالت رضا وثقة العديد من العملاء من الشركات والمؤسسات بالبحرين، الأمر الذي شجعها في التوسع التجاري والبدء في تنويع الأنشطة التجارية، حتى غدت واحدة من صاحبات الأعمال الناجحات، ولديها أسرة من زوج وابن يبلغ من العمر 21 عاما.
كانت ذكريات السلطنة والأسرة التي تعمل لديها تراودها وتتذكر كل شيء محيط بها في ذلك الوقت، ولم تخرج إلى أي بلد عدا إلى اجتماعات لشئون العمل وإلى زيارة أهلها بالهند. وتعد زيارتها للسلطنة هي أول دولة لغير العمل لمدة خمسة أيام. وكانت طوال تلك الأعوام تتابع أخبار السلطنة وتقدمها وتطورها.
جنكا: السلطنة علمتني الكثير
«الشبيبة» زارت صاحبة الأعمال الهندية جنكا راني مادفن في المنزل الذي بدأت منه حياتها العملية لإجراء مقابلة خاصة معها، ودار الحوار عن انطباعاتها نتيجة مشاهداتها للاختلافات والتطورات التي شهدتها السلطنة لما كانت عليه عليه قبل 25 عاما، عن هذا الجانب أجابت:
- أنا سعيدة جدا بعودتي إلى السلطنة وهي البلد الذي أحبه والذي بدأت منه حياتي العملية، فرغم عملي في السلطنة مدة عام ونصف إلا أنني تعلمت خلال تلك الفترة ما أهلني لأن أكون صاحبة أعمال على النحو الذي أنا عليه الآن، حيث كنت أتلقى معاملة في المنزل الذي أعمل به معاملة طيبة وتعلمت تقاليد البلد واللغة العربية والجوانب الاجتماعية وغيرها من الأمور التي تسلحت بها وساهمت في صقل شخصيتي. وبعد عودتي إلى الهند في عام 1990م لتلقي العلاج لمدة عام، تقدمت لوظيفة عمل بشركة في البحرين وكان سبب قبولي هو معرفتي باللغة العربية وعملت بمجال التسويق في شركة كبيرة لمدة 16 عاما، اجتهدت وعملت بجد طوال سنوات عملي كي أوفر رأسمال مناسب يهيئني لمزاولة عمل خاص. وفي عام 2012م بدأت مرحلة جديدة في الأعمال حينما أسست شركة تسويق بالبحرين ولديها نشاط جيد لتسويق كافة المواد الاستهلاكية من مواد غذائية ومنظفات وأدوات الكترونية وغيرها. والآن بدأت بالتوسع التجاري من خلال الدخول في أنشطة تجارية أخرى، وبعد اعتمادي كصاحبة أعمال ها أنا أزور أولا الدولة التي زرتها في بداية مشواري والتي هي بمثابة الحب الأول لدي، وسعيدة بأن أرى الأسرة التي عملت لديها والأبناء الذين كانوا أطفالا وغدوا اليوم كبارا ولديهم أطفال وكنت تركتهم وهم في عمر ابنائهم الآن، شعور جميل جدا أن أصل إلى هذا البيت بعد رحلة دامت 25 عاما.
وأكدت قائلة: احتفظت باسم رب الأسرة لأني على يقين بأن أزور عمان في المستقبل، ودائما أحدث أسرتي عن عمان كثيرا، واليوم أنا أعيش لحظات جميلة، وسأزور السلطنة بشكل دائم.
وعن مشاهداتها وانطباعاتها خلال زيارتها السلطنة بعد 25 عاما قالت: أرى وجها جديدا للسلطنة وتطورا كبيرا، وهذا يعود لحكمة سلطان عمان والذي أقرأ عنه وأتابع انجازاته مع شعبه ووطنه، وكنت على اطلاع بأخبار السلطنة واهتم بها، فهنالك نقلة كبيرة في العمران والتعليم والصحة وعمان من الدول التي بها رؤى مستقبلية وتطورات ميدانية ملحوظة. وتؤكد جنكا بأنها مرتبطة بالأسرة التي عملت عندها كثيرا وأنها قدمت فقط لزيارتها، فمنذ وصولها مطار مسقط مباشرة اتجهت إلى قريات وسألت كثيرا حتى وصلت للبيت الذي كانت تعمل به لأنها لا تتذكر سوى الاسم، وقد استمتعت بالمواقع الجميلة التي تزورها برفقة الأسرة بشكل الدائم.
العائلة: تفاجأنا بعودة جنكا
وقال أحمد بن ناصر الهوتي، والذي كان طفلا في فترة عمل جنكا في منزلهم: أتذكر جنكا ولم تتغير كثيرا في مظهرها وصورتها لا زالت في ذاكرتنا رغم طول الغياب، وحين رؤيتي لها في منزلنا دهشت وكانت المفاجأة حقيقة لما أشاهده، واستجمعنا الذكريات الجميلة وها نحن نعيش كأسرة واحدة، وستكون هنالك زيارات بيننا وبينها، ووعدت بزيارتنا في كافة مناسباتنا العائلية، ونحن فخورون بما وصلت إليه وهذا إن دل على شيء، فانما يدل على قوتها ومثابرتها في عملها وإخلاصها ووفائها الكبير، ووجودها بيننا اليوم هو خير دليل على الوفاء الذي تحمله لنا.