ليبيا: حكومة الثني تستبق اجتماعًا طارئًا للجامعة غدًا بالدعوة لقصف «داعش» في سرت
الوسط - المحرر السياسي
هاجمت طائرات حربية مجهولة الهوية مواقع تابعة لتنظيم داعش بمدينة سرت الساحلية وسط ليبيا، بعد ساعات من مطالبة الحكومة الانتقالية المعترف بها دوليا، الدول العربية، بتوجيه ضربات جوية محددة لتمركزات تنظيم داعش الإرهابي في مدينة سرت، حسبما أفادت صحيفة الشرق الأوسط في عددها الصادر اليوم الإثنين (17 أغسطس/ آب 2015).
وقال مسئولون ليبيون وعرب إن الاجتماع الطارئ الذي سيعقد في القاهرة يوم غد (الثلثاء) على مستوى المندوبين الدائمين للدول الأعضاء بالجامعة العربية، سيبحث طلب الحكومة الليبية توجيه ضربات جوية ضد تنظيم داعش والجماعات المتطرفة.
وتوقع مسؤولون عسكريون وسياسيون في ليبيا لـ«الشرق الأوسط» أن تعترض قطر والجزائر والسودان على هذا الطلب، بالنظر إلى مواقف الدول الثلاث غير المتحمسة لتبنى وجهات نظر السلطات الشرعية في ليبيا. وتقود مصر والأردن داخل أروقة الجامعة العربية، اتجاها لمساعدة ليبيا عسكريا، لكن سبق لقطر والجزائر أن أعلنتا رسميا تحفظهما على تسليح الجيش الليبي أو أي دور عربي جماعي في هذا الصدد.
وطلبت ليبيا رسميا عقد هذا الاجتماع غير العادي لمجلس الجامعة العربية لاتخاذ ما وصفته بالإجراءات الكفيلة للتصدي للجرائم البشعة التي يرتكبها تنظيم داعش في سرت، بالإضافة إلى مناطق ليبية أخرى. إلى ذلك، قال شهود عيان إن طائرتين حربيتين استهدفتا في ساعة مبكرة من صباح أمس مقرات «داعش» داخل المدينة، كما قصفت فندقًا يستخدمه التنظيم مخزنا للسلاح.
وأعلن مسؤول في المجلس المحلي لسرت التي تبعد نحو 450 كيلومترا شرق العاصمة طرابلس أن معارك دارت في منطقة الحي الثالث، لكن مسؤولا محليا أعلن توقف المواجهات، وأضاف: «الوضع هادئ، بعض الشبان المسلحين الذين قاتلوا تنظيم الدولة غادروا مناطق القتال والمدينة أيضا». وأعدم تنظيم داعش أربعة أفراد في جماعة منافسة وعرض جثثهم، بينما شيع أهالي سرت جثامين خمسة من ضحايا الاشتباكات التي دارت أخيرا في المنطقة الثالثة. ونقلت وكالة «رويترز» عن سكان أنه كتحذير للآخرين قتل التنظيم أربعة مقاتلين من الجماعة المنافسة، وعلق جثثهم لعرضها أمام الناس، كما دمروا أيضًا منازل في سرت خاصة بمقاتلين منافسين.
وبينما تزعم الحكومتان المتنازعتان على الشرعية في ليبيا تقديم دعم عسكري لسكان سرت، قال المسؤول لوكالة الصحافة الفرنسية إن المقاتلين لم يتلقوا أي دعم حقيقي من الحكومتين، لذا كان عليهم أن يتوقفوا عن القتال، أو حتى أن ينسحبوا من مدينتهم.
وتعد سرت مسقط رأس العقيد الراحل معمر القذافي ولا تسيطر عليها أي من الحكومتين في ليبيا التي تعانى أيضًا من فوضى سياسية وعسكرية عارمة منذ نحو أربعة أعوام. وقالت الحكومة التي يترأسها عبد الله الثني في بيان لها
إنها انطلاقا من مسؤوليتها التاريخية، فإنها تناشد الدول العربية الشقيقة من واقع التزاماتها بالإخوة العربية وتطبيقا لقرارات الجامعة العربية بشأن اتفاقية الدفاع العربي المشترك، بقصف مواقع تنظيم داعش المتطرف. واعترفت حكومة الثني من مقرها المؤقت بمدينة البيضاء في شرق ليبيا بعجزها عن التصدي لهذه لجماعات الإرهابية بسبب استمرار مجلس الأمن الدولي في فرض حظر التسليح على الجيش الليبي.
وحثت الحكومة، الدول الصديقة والحليفة لليبيا، على مواصلة لضغوط على مجلس الأمن لرفع الحظر المفروض على تسليح الجيش الليبي، وهو يخوض معركته ضد الإرهاب على حد تعبيرها. وقالت الحكومة إنها تضع إمكانياتها تحت تصرف لجنة الأزمة الخاصة بسرت، من أجل توفير ممرات آمنة لإجلاء المدنيين وإسعاف الجرحى داخل وخارج ليبيا.
ولفتت إلى ما وصفته بتمادي طغيان تنظيم داعش الإرهابي بارتكابه جرائم الإبادة الجماعية في حق الأبرياء، مشيرة إلى ما ارتكبه التنظيم أخيرا من حرق وهدم وتشريد بالإضافة إلى تنفيذ إعدامات بالجملة بحق سكان مدينة سرت المنكوبة.
كما انتقدت الحكومة ما وصفته بتخاذل المجتمع الدولي تجاه هذه الجرائم البشعة التي يرتكبها التنظيم المتطرف وانتشاره في مختلف المدن الليبية.
واندلعت الاشتباكات في سرت مع إعلان وزارة الدفاع في الحكومة التي تدير طرابلس انطلاق «عملية تحرير سرت من تنظيم الدولة الإرهابي»، وبعيد مقتل شيخ سلفي يدعى خالد الفرجاني على أيدي التنظيم المتطرف. من جهة أخرى، قال مدير المطار في مدينة بنغازي بشرق ليبيا إن مسلحين أطلقوا النار على المطار المغلق منذ العام الماضي، بسبب القتال بين قوات الجيش والجماعات الإسلامية. وأسفرت الاشتباكات التي خاضتها قوات الجيش ضد ميليشيات ما يسمى بـ«مجلس شورى ثوار بنغازي» بمنطقة الهواري بالمحور الغربي للمدينة عن مصرع جندي بالكتيبة 204 دبابات التابعة للجيش الليبي مصرعه وإصابة أربعة آخرين.