«هواوي» تتوقّع 20 مدينة خليجيّة ذكيّة
الوسط - المحرر الدولي
توقّع تشارلز يانغ، رئيس الشركة الصينيّة «هواوي» في منطقة الشرق الأوسط، أن تشهد دول مجلس التعاون الخليجي في غضون 15 عاماً، إطلاق 20 مدينة ذكيّة على الأقل، في سياق تلبية توقّعات واسعة الانتشار عن توفير حياة محفّزة على العمل، وتتناسب مع التطوّر المستمر في تلك الدول، وفق ما نقلت صحيفة الحياة اليوم الأحد (16 أغسطس / آب 2015).
وفي حوار مع «الحياة»، أوضح يانغ أنّ إنشاء تلك المُدُن الذكيّة، سيترافق مع انتشار مزيد من الابتكارات كالسيارات الذاتيّة القيادة، وشبكة التواصل المرئي- المجسّم عبر الشبكات التي يدور النقاش عن قرب تداولها في مؤسّسات عالميّة كبرى.
وتوقّع يانغ قرب إطلاق تقنية «الجيل الخامس للخليوي» («5 جي» 5G) في الاتصالات، وأن تصبح تقنية رئيسيّة ومحوريّة في دعم التطبيقات الرقميّة وخدمات «إنترنت الأشياء» Internet of Things. وأشار إلى أن الأخيرة تتطلب تقليص زمن الوصول إلى الشبكة إلى أدنى حد، مقابل بلوغ حدود قصوى في سعة تنزيل المواد عبر الشبكات، وهو يتوقّع وصولها إلى 10 غيغابايت في الثانية. وأضاف: «بحلول العام 2025، سنشهد توافر عدد من الأجهزة والمعدات المستندة إلى «إنترنت الأشياء»، كما سيجري تركيبها ووضعها في الخدمة، إضافة إلى إدارتها في شكل مستقل. وعندها يرتفع عدد الأشياء والأشخاص المتصلين بالانترنت عالميّاً إلى 100 بليون».
تحدي النطاق العريض
وأشار يانغ إلى أن منطقة الشرق الأوسط تواجه تحديات كثيرة، «ولكني أختزلها باثنين. يتمثّل الأول في توفير شبكات اتصال واسعة النطاق، فيما يتجسّد الثاني في سد الفجوة الرقميّة في تقنيّة الموجات المستخدمة في الاتصالات المتطوّرة. وبالنسبة إلى التحدي الأول، نجح بعض دول الشرق الأوسط في توفير البنية التحتية المحلية اللازمة لنشر شبكات الاتصالات العريضة النطاق، بدعم من الحكومات. في المقابل، لا تزال دول المنطقة بمعظمها تسعى ببعض الصعوبة إلى توفير شبكات الاتصالات ذات النطاق العريض، بسبب ارتفاع كلفتها وطول المدة اللازمة لجني إيرادات استثماراتها، إضافة إلى صعوبة نشر الألياف الضوئية اللازمة لها من الناحية اللوجستية. ولا بد من التشديد على أن قطاع الاتصالات يحتاج إلى مزيد من علاقات التعاون والتنسيق بين الأطراف المعنيّة كافة، لإدخال تحسينات مستمرة على شبكات الاتصالات».
ورأى يانغ أنّ التحدي الثاني يتمثل في سدّ الفجوة الرقميّة على مستوى نطاق تردّد الموجات المستعملة في شبكات الاتصالات، مُبيّناً أنّ ضعف نطاق التردّد وارتفاع كلفته، من التحديات البارزة لأنّهما يقيّدان تطوير أعمال المشغلين، وتطوير تقنيات «إنترنت الأشياء». وشدّد على أن سدّ تلك الفجوة الرقميّة في النطاق التردّدي للموجات، يتطلب تحديد حاجات النطاق العريض، وتسريع عمليات المواءمة معه.
وكذلك رجّح يانغ أن تجري شركة «هواوي» تعديلات على علاقاتها مع الشركات المشغّلة للخليوي في المنطقة، في حال نجاحها في إحداث نقلة نوعيّة في أعمالها خلال السنوات المقبلة.
وأضاف: «خلال السنوات الماضية، لم يعد التفريق بين قطاع الاتصالات وتقنية المعلومات واضحاً كما كان في السابق، وأضحت المنافسة مستندة إلى الدمج بين الاثنين، وهو أمر يمثّل تحدياً واقعياً، في شكل متزايد، ما يؤثر إلى حد كبير على أعمال مشغلي شبكات الخليوي».
وكذلك لاحظ يانغ أنّ بعض مشغّلي شبكات الخليوي في المنطقة، بدأ تقديم خدمات مبتكرة، ما يتيح لهم فرصة الانتقال إلى المرحلة التالية، بمعنى التحوّل إلى مزوّدين لكامل خدمات تقنية المعلومات والاتصالات. ولفت إلى أنّ «هواوي» مستعدة لتوفير خدمات استشاريّة تتعلق بذلك التحوّل. وأضاف: «نملك فريقاً استشارياً متخصّصاً في منطقة الشرق الأوسط، ما يمكننا من دعم المُشغّلين في إجراء ذلك التحوّل. يتضمّن الدعم ثلاثة مستويات، الأول هو توفير مزيد من الخدمات الرقميّة. ولذا، أسّسنا مركزاً لاستضافة المحتوى الرقمي في المنطقة، بهدف تقديم المحتوى والتطبيقات المتقدّمة إلى كافة عملائنا في منطقة الشرق الأوسط. ويتمثّل الثاني في إنجاز العمليات بسهولة أكبر، إذ نعمل بجد لتساهم أنظمة تشغيل الاتصالات المتوافرة حاضراً في تسريع عملية تطوير أنظمة دعم العمليات وإدارة العلاقات مع الجمهور».
ثلاثيّة «السحاب» والذكاء والأجهزة
وأشار يانغ إلى أنّ «هواوي» حققت نمواً متفرّداً بفضل اعتمادها استراتيجية مبتكرة تتمثل في العمل ضمن محاور ثلاثة هي: «حوسبة السحاب»Cloud Computing، والشبكات الذكيّة في الاتصالات، وتطوير أجهزة المستهلك.
وتجاوز معدل النمو السنوي المركب للشركة خلال السنوات الثلاث الماضية الـ20 في المئة، مع توقّع زيادة ذلك النمو في السنوات الخمس المقبلة.
وقال: «أبرز ما يميّز شعوب المنطقة هو امتلاكها الطموح والآمال الكبيرة، إذ تستعد المنطقة لاستضافة بطولة كأس العالم 2022 في قطر، و «معرض إكسبو 2020» في دبي، إضافة إلى إنشاء عدد من المُدُن الذكيّة والتخطيط لإنشاء أخرى، إضافة إلى مبادرات ومشاريع تكنولوجيّة ضخمة. وكي تتمكن من تنفيذ هذه الخطط، ينبغي على دول المنطقة توفير بنية تحتيّة متطوّرة في المعلوماتيّة والاتصالات، تساهم في تحقيق التنمية الاجتماعيّة، وتحسين حياة الأفراد. كما تعتبر المنطقة من أوائل مستقطبي التقنيات المتطوّرة في شبكات الخليوي. ونجحنا في نشر شبكات الجيل الثالث في 2011، ونعتزم إطلاق شبكات الجيل الخامس والرابع بحلول 2018».
واعتبر يانغ الشرق الأوسط مركزاً حيويّاً واستراتيجيّاً يقدّم للعالم كثيراً من الطاقة والفرص التجاريّة والماليّة، كما يقصده كثيرون لتحقيق أحلامهم، خصوصاً في دول مجلس التعاون الخليجي التي تحتضن ما يزيد على 40 في المئة من الأجانب في تعدادها السكاني. وتوقّع أن تساهم تلك المزايا في توفير مختلف المتطلبات المتّصلة بتنقية المعلومات والاتصالات.
وأضاف: «تمتاز المنطقة بارتفاع معدل استهلاك المحتوى الرقمي مقارنة ببقيّة الأسواق، إذ تسجل المملكة العربية السعودية أعلى نسبة مشاهدة لموقع «يوتيوب» عالميّاً، كما يمتاز بعض حكومات المنطقة بامتلاك آمال كبيرة لقيادة المنطقة نحو الازدهار عبر إطلاق أفضل الخدمات المتميّزة، كموقع «دبي الذكيّة»».
وتزامن الحوار مع يانغ مع الاحتفال بمرور 15 عاماً على انطلاق أعمال «هواوي» في الشرق الأوسط. وتوقّع يانغ أن تشهد المرحلة المقبلة سيطرة «إنترنت الأشياء» على قطاع تقنية المعلومات والاتصالات، الأمر الذي يدعم القطاع بفرص لا مثيل لها.
وأعرب يانغ عن ثقته بأن قطاعات كالاتصالات والطاقة والخدمات والرعاية الصحية وتجارة التجزئة وغيرها، ستشكل حقلاً خصباً لعلاقات تعاون أفضل، ما يساهم في نشر «إنترنت الأشياء» في شكل سريع، ما يحفز التنمية في دول الشرق الأوسط.