طالب بجامعة البحرين يصمِّم مركزاً متكاملاً لتأهيل مدمني المخدرات
الصخير ـ جامعة البحرين
رأى طالب في جامعة البحرين أن علاج مدمني المخدرات علاجاً متكاملاً مثمراً لا يكون إلا من خلال مراكز متخصصة تجمع بين العلاج الفيزيائي والنفسي والدوائي، مصمماً لتحقيق هذا الهدف مركز "الضياء لإعادة تأهيل مدمني المخدرات ".
وقدَّم الطالب في برنامج بكالوريوس العمارة في الجامعة محمد هلال تصميمه مشروعاً لتخرجه في جامعة البحرين، وقد صُنف المشروع الذي عرض في معرض ومسابقة مشروعات تخرج طلبة كلية الهندسة ضمن المشروعات المتميزة في فئة بكالوريوس العمارة.
ونظمت كلية الهندسة في الجامعة معرضاً لمشروعات طلبتها أقيم برعاية من رئيس الجامعة إبراهيم محمد جناحي.
وقال الطالب محمد هلال: "لقد اخترت أن أصمم مركزاً لتأهيل المدمنين استجابة لحاجة المجتمع إلى مثل هذه المراكز في ظل تنامي ظاهرة تعاطي المخدرات من جهة، ورجوع المدمنين إلى التعاطي على رغم خضوعهم للعلاج من جهة أخرى".
وتابع قائلاً: "لقد أثبتت التجارب أن العلاج الدوائي لا يشفي المدمن على المخدرات شفاءً مستديماً، ومشروعي المقترح الذي أضعه أمام وزارة الصحة والجهات المعنية يدمج بين العلاج الدوائي والفيزيائي والنفسي ويوفر بيئة خلاقة تساعد على الشفاء التام".
وذكر أن المركز المقترح يتكون من مبنى كبير رئيسي، ومبنى صغير، بالإضافة إلى مساحات خضراء وبركة سباحة.
وقال: "إنَّ المبنى الصغير عبارة عن مساحة للزراعة وتربية الحيوانات يزورها المرضى باستمرار للعناية بالمزروعات والحيوانات لتبعث في أنفسهم الأمل بالقدرة على رعاية أنفسهم والآخرين، والانطلاق بعد الشفاء في الحياة والزواج وتكوين أسرة سعيدة".
وأضاف قائلاً: "أما المبنى الكبير فيحتوي على فناء للاستقبال، وقسم عام لتنظيم المحاضرات التثقيفية، وغرف خاصة للزيارات، وعيادات عامة، ونفسية، وعيادات فيزيائية، بالإضافة إلى قسم للورش والأشغال اليدوية التي يمارسها المرضى".
وقدر المعماري الشاب محمد هلال الطاقة الاستيعابية للمركز بنحو 350 مريضاً سواء من النزلاء المقيمين أم المرضى الذين يحصلون على العلاج لفترة قصيرة.
وعن المنطقة التي اختارها موقعاً لمشروعه قال: "اقترحت تنفيذ هذا المشروع بالقرب من مستشفى الملك حمد في البسيتين؛ وذلك لأن المنطقة قريبة من المستشفى فهي منطقة علاجية، كما أنها شبه معزولة، وهو ما يحتاج إليه المدمنون نسبيّاً".
وعما إذا كان مشروعه قابلاً للتطبيق، أكدَّ الطالب محمد هلال ذلك قائلاً: "إن إنشاء مراكز خاصة لعلاج المدمنين أشبه ما تكون بالمنتجعات الصحية هو الطريقة العلمية السائدة في الوقت الحاضر لمساعدة المرضى عن المؤثرات التي قد تضطرهم إلى العودة إلى الإدمان"، مشيراً إلى أنَّ "كثيراً من المستشفيات التقليدية اكتشفت أن الأهل والأصدقاء يهربون المخدرات لذويهم في وحدات علاج الإدمان، فلم تعد الطرق التقليدية مجدية في علاج الإدمان".
واستخدم الطالب عدة أدوات في تصميمه لضمان توفير بيئة آمنة وخاصة للمرضى، نحو: العزل الحراري باستخدام مظلات زجاجية ينفذ منها الضوء ليلقي السكينة على النزلاء، ومساحات خضراء وأشجار.
وكانت لجنة من الممتحنين في برنامج العمارة ناقشت الطالب محمد هلال إذ تخضع مشروعات التخرج لمرحلتين من التقييم: الأولى من جانب أساتذة برنامج العمارة، والثانية من جانب محكمين في القطاع الخاص.
وعن الأسباب التي دعت لجنة التحكيم إلى اختيار مشروعه من بين أفضل أحد عشر مشروعاً، قال: "أعتقد أن ذلك يعود إلى أن فكرة المشروع منبثقة من الواقع ومن حاجات الناس"، مضيفاً أن "التصميم يوفق بين العلاج النفسي والدوائي والصحي تحت سقف واحد".
وأعرب هلال عن رضاه بنتائج مشروع التخرج، معرباً عن أمله في أن تطلع عليه وزارة الصحة التي صرحت تكراراً بحاجة البحرين إلى مركز متكامل لعلاج مدمني المخدرات.
وقدم الطالب شكره لعضو هيئة التدريس في قسم العمارة في الكلية المشرف على مشروع التخرج عباس الورافي.
وكانت كلية الهندسة نظمت مسابقة ومعرض مشروعات التخرج لطلبة الكلية للفصل الدراسي الثاني من العام الجامعي 2014/2015، حيث عرض الطلبة نحو 190 مشروع تخرج.
وتعود المشروعات إلى ثمانية برامج أكاديمية، هي: الهندسة المدنية، والهندسة الكيميائية، والهندسة الكهربائية، والهندسة الإلكترونية، والهندسة الميكانيكية، وهندسة الأجهزة الدقيقة والتحكم في العمليات الصناعية، والعمارة، والتصميم الداخلي.