شاهد صوراً نادرة للفنان المصري نور الشريف
الوسط - محرر المنوعات
رحل أمس الثلثاء (11 أغسطس/ آب 2015) الفنان المصري القدير نور الشريف بعد معاناة طويلة وشديدة مع المرض، وكان في السنة الأخيرة قبل وفاته تحديدا يعاني من ضعف شديد، رغم ظهوره في اكثر من برنامج محاولا التماسك لطمأنة جمهوره ومحبيه، حسبما أفادت صحيفة الأنباء الكويتية.
وقد صدم الخبر اصدقاء النجم الكبير وكل عشاق فنه، فقد كان نور الشريف انسانا قبل ان يكون فنانا، وقريبا جدا من الناس البسطاء الذي تقمص ادوارهم في الحياة وجسدها على الشاشتين الصغيرة والكبيرة.
نور الشريف واسمه الأصلي محمد جابر، من حي السيدة زينب، وكان اول ظهور له في الستينيات من خلال الدراما التليفزيونية الشهيرة «القاهرة والناس» للمخرج المبدع محمد فاضل، ومنها التقطه المخرج الراحل حسن الإمام ليسند إليه البطولة المطلقة في فيلم «قصر الشوق» احدى روايات الثلاثية الأشهر لنجيب محفوظ «بين القصرين ـ قصر الشوق ـ السكرية».. وانطلق بعدها في عالم النجومية وقدم العديد من الأدوار المهمة في تاريخه وتاريخ السينما المصرية، فقد شارك الفنانة الكبيرة ماجدة بطولة فيلم «السراب»، ويعتبر هذا الدور واحدا من اجمل ادواره واكثرها اتقانا في الأداء حيث اشاد به النقاد اشادة كبيرة، متوقعين له ان يشق طريقه الى النجومية بقوة الصاروخ.
افلام نور الشريف تعد بالعشرات، منها افلام عادية ربما لا تحسب له ولا يعتبرها هو من ضمن الأفلام التي يحب ان يتذكرها، يعتبرها بداياته التي تتطلب منه الانتشار، ثم بدأ بعد ذلك ـ لأنه دارس ومثقف ـ يتخير ادواره بعناية فائقة، وتعتبر فترة الثمانينيات هي الفترة الأهم في حياة نور الشريف، حيث تعاون فيها مع مخرجين شباب من جيله لهم رؤية مختلفة، هذا الجيل اطلقوا عليه جيل الموجة الجديدة في السينما، فاختار بنفسه المخرج عاطف الطيب ليخرج له «سواق الأتوبيس»، مؤمنا بقدرات هذا المخرج ايمانا مطلقا بعد ان قام ببطولة اول أفلامه «الغيرة القاتلة» دون ان يحصل على أجر، تحفيزا منه لعاطف الطيب، صاحب «سواق الأتوبيس» الذي يعد من اهم عشرة افلام في السينما المصرية، مع فيلم اخرجه الطيب ايضا «ليلة ساخنة».
بعده تعاون مع المخرج محمد خان في فيلم «ضربة شمس»، ومع سمير سيف في فيلم «آخر الرجال المحترمين»، ومع داود عبد السيد في فيلم «البحث عن سيد مرزوق» و«زمن حاتم زهران» من اخراج محمد النجار ومع المخرج العالمي يوسف شاهين في «المصير» ومع حسين كمال في «حبيبي دائما»، ومن ادواره التاريخية القيام بدور هارون الرشيد في مسلسل «الأمير المجهول»، ومسلسله الشهير «عمر بن عبدالعزيز».
وأراد نور الشريف العودة الى الدراما التلفزيونية، مشتاقا الى زمن «القاهرة والناس» باكورة اعماله فقدم العديد من المسلسلات الناجحة مثل «ولسه بحلم بيوم» لكن نجاحه الأهم والأكثر تأثيرا في الشارع العربي دوره الرائع في راوية احسان عبد القدوس «لن أعيش في جلباب أبي»، وبعده دوره الأشهر في مسلسل «عائلة الحاج متولي» وبعده مسلسل «الدالي»، وغيرها كثير.
نور الشريف رحل نعم.. لكن أدواره ستظل حاضرة متميزة ومؤثرة.
وكان الفنان سامح الصريطي قال لوكالة أنباء الشرق الأوسط : إن الشريف توفي بعد صراع مع المرض، مشيرا إلى أنه من المقرر تشييع الجثمان اليوم الأربعاء من مسجد الشرطة بالسادس من أكتوبر .